شهدت فرنسا فترة هدوء نسبية خلال السنوات الماضية، حيث تراجعت العمليات الإرهابية التي استهدفت المدنيين إلى حد كبير واستطاعت القوى الأمنية وأجهزة الاستخبارات تفكيك الكثير من الخلايا النائمة وإجهاض عدد كبير من العمليات الإرهابية، إنها حرب خفية تشهدها الكثير من الساحات الغربية والأوروبية، وقد كان التعاون مع البلدان العربية والإسلامية له دوره الحاسم، وخصوصاً التعاون بين فرنسا والمملكة العربية السعودية التي رعت التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب. ولكن العاصمة الفرنسية باريس استفاقت على هجوم إرهابي قام به فرنسي من أصول إيرانية استهدف عدداً من السيّاح مما أدى إلى مقتل سائح ألماني، وقد أوضح وزير الداخلية الفرنسي جيرار دارمانان بأن المعتدي أكد بأن هجومه هو لمساندة المسلمين في قطاع غزة وأفغانستان، طبعاً يغيب السؤال عن هذا المعتدي كما عن كل الإرهابيين الذين تبنوا الهجمات الإرهابية هو كيف سيفيد هذا الهجوم ضحايا الحروب من المسلمين؟ بل بالعكس فإن تلك الهجمات تساهم في تأجيج الكراهية والإسلاموفوبيا وتساهم في دعم التطرف في الدول الغربية، ومن المظاهر الأخيرة لهذا الأثر هو فوز حزب اليميني المتطرف خيرت فلدرز بالانتخابات التشريعية وإمكانية تشكيله الحكومة في هذا البلد، بل إن كثيراً من الدول الأوروبية تشهد تقدماً لليمين الشعبوي، ومنها فرنسا حيث وصلت زعيمة اليمين الشعبوي مارين لوبان إلى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الماضية. الهجمات الإرهابية والحرب التي تشن ضد الإرهاب والخطاب المعادي للإرهاب الذي يفشل في كثير من الأحيان في التمييز بين الإرهاب والإسلام، كل ذلك يجعل مستقبل التعايش بين الحضارات مسألة في غاية الصعوبة، بل وصل الأمر إلى القبول الشعبي في كثير من الأحيان للأفكار النازية والفاشية والعنصرية، بل والتصويت لها وجعلها جزءاً من المشهد السياسي في الغرب.
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط أعداد كبيرة من المدنيين وقبل ذلك هجوم حركة حماس على غلاف قطاع غزة وسقوط عدد من المدنيين وأخذ البعض منهم رهائن، كل ذلك كان كفيلاً بصب الزيت على نار التطرف المشتعلة أصلاً. هناك حالة من الانقسام وحالة من الغضب والاحتقان تعم البلدان الغربية، بل ويمكن القول إنها تعم كثيراً من دول العالم، بعيداً عن تفاصيل القضية الفلسطينية فإن حالة الاحتقان تتم لأسباب أيديولوجية وعقدية، وهذا يمثل التربة الخصبة التي تنمو فيها الحركات الراديكالية والمتطرفة، وهذه الأخيرة كفيلة بتحويل ذلك الغضب إلى فعل عنيف كالذي قام به أرمان راجابور مياندواب المعتدي في هجوم باريس الأخير، سواء بشكل مباشر عبر المنتمين تنظيمياً إلى تلك الحركات أو بشكل غير مباشر عبر الذئاب المنفردة التي تتبنى نفس الأفكار.
للإرهاب والتطرف والعنصرية والنازية والفاشية أسباب كثيرة، ولكن قضية الشرق الأوسط وبقاء القضية الفلسطينية دون حل، بقيت رافداً أساسياً لكثير من الغضب والحنق، الذي بدوره يمثّل الأساس للمظلومية، ومزيداً من التجاهل لحل القضية ستكون له آثار كارثية تجعل منطقة الشرق الأوسط بركاناً يصل شرره إلى مختلف مناطق العالم.
الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وسقوط أعداد كبيرة من المدنيين وقبل ذلك هجوم حركة حماس على غلاف قطاع غزة وسقوط عدد من المدنيين وأخذ البعض منهم رهائن، كل ذلك كان كفيلاً بصب الزيت على نار التطرف المشتعلة أصلاً. هناك حالة من الانقسام وحالة من الغضب والاحتقان تعم البلدان الغربية، بل ويمكن القول إنها تعم كثيراً من دول العالم، بعيداً عن تفاصيل القضية الفلسطينية فإن حالة الاحتقان تتم لأسباب أيديولوجية وعقدية، وهذا يمثل التربة الخصبة التي تنمو فيها الحركات الراديكالية والمتطرفة، وهذه الأخيرة كفيلة بتحويل ذلك الغضب إلى فعل عنيف كالذي قام به أرمان راجابور مياندواب المعتدي في هجوم باريس الأخير، سواء بشكل مباشر عبر المنتمين تنظيمياً إلى تلك الحركات أو بشكل غير مباشر عبر الذئاب المنفردة التي تتبنى نفس الأفكار.
للإرهاب والتطرف والعنصرية والنازية والفاشية أسباب كثيرة، ولكن قضية الشرق الأوسط وبقاء القضية الفلسطينية دون حل، بقيت رافداً أساسياً لكثير من الغضب والحنق، الذي بدوره يمثّل الأساس للمظلومية، ومزيداً من التجاهل لحل القضية ستكون له آثار كارثية تجعل منطقة الشرق الأوسط بركاناً يصل شرره إلى مختلف مناطق العالم.