-A +A
منى العتيبي
في زيارة أمير منطقة المدينة المنورة الأمير فيصل بن سلمان للدكتور راسم بدران بمنزله بمناسبة تكليفه واختياره لتصميم مشروع خادم الحرمين الشريفين لعمارة وتوسيع مسجد قباء وتطوير المنطقة المحيطة به، عدة دروس قيادية وإدارية ينبغي أن يتعلم منها كل مسؤول أيًا كان موقعه منها؛ تثمين جهود أهل العلم والاختصاص والمتميزين؛ حيث حضر الأمير والمسؤول عن هيئة تطوير المدينة المنورة بنفسه إلى بيت الدكتور المنفذ لتصميم المشروع، وكان بإمكان الأمير أن يظل في مكتبه في إمارة المنطقة ومحاطًا بالحراس والأبواب ويستقبل المهندس راسم ولكن لأنه يدرك جيدًا قيمة العلم والمعرفة والإبداع وتقديرًا من الأمير لجهود راسم بدران وتاريخه في العمارة وعطائه وعلمه ذهب الأمير ورئيس المشروع بنفسه، وهذا أيضًا يدل على إحساسه بالمسؤولية تجاه العمل ومسؤوليته في تطوير المدينة المنورة.

أيضًا في المشهد وخلال حوار الأمير مع المهندس جاء الحوار كله في إجراءات العمل وتوصياته؛ حيث حدّد سمو الأمير مدة انتهاء المشروع ووصّى على ذلك كما ذكر الهدف أو الشكل الذي يرغب به من المشروع، ودائمًا القائد والإداري مهموم بالإنجاز على أكمل وجه، وحريص كل الحرص على الاستفادة من الوقت؛ لذلك كانت الزيارة محددة الهدف ومهنيتها إلى جانب إنسانيتها.. حيث إن القائد الإنساني ينجح دائمًا في تقديم أفضل صورة في العمل المهني بمساندة فريق عمله.


ومن جهة أخرى، يحمل المشهد ضرورة بناء علاقة متينة بين صاحب القرار وفريق العمل كي يكون صاحب القرار قريبًا من تصورات قراره ونتائجه وقريبًا من الرسالة التي يريد أن يحققها من العمل أو المشروع وأيضًا يلمس بنفسه أحداث وأفكار وأهداف المشروع ويكون مستعدًا للتحديات وللتغذية الراجعة إن احتاجه العمل.

إن المتأمل في مشروع تطوير مسجد قباء؛ سيرى بأن المشروع له أبعاده الإنسانية والدينية والتاريخية على مستوى التاريخ الإسلامي؛ حيث سيرى بأن مشروع توسعة مسجد قباء ستصنع حياة للعبادة والثقافة الإسلامية والفكر الإنساني عامة وسيتمكن الزوّار من رؤية كل ما يخص تاريخ مسجد قباء والمدينة وكل ما يتعلق بتاريخ الإسلام في المدينة المنورة، ومتيقنة تمامًا بأننا على موعد مع الانبهار والإبداع المعماري طالما يحظى المشروع بدعم خاص من قبل خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ومتابعة مباشرة من أمير منطقة المدينة المنورة سمو الأمير فيصل بن سلمان، وطالما أيضًا وقع الاختيار على المهندس راسم بدران الذي صمّم مشروع منطقة قصر الحكم بالرياض وقد رأينا احترامه للتراث المعماري للمملكة.

‏ختامًا.. في المملكة العربية السعودية نحظى بتقدير العلماء والمميزين والجادين في العمل من أجل خدمة المكان والإنسان.. في وطني أيضًا نعمل جميعًا من أجل أن تكون السعودية منارة العلم والمعرفة والتطور.