-A +A
هيلة المشوح
لطالما جذبت الفعاليات الثقافية السعودية اهتمامي منذ القدم، وترسّخ هذا الاهتمام مع انطلاق رؤية السعودية 2030 التي أولت الثقافة والفنون نصيب الأسد، فأصبحتُ متابعةً لما يحصل بين أروقة المعارض الثقافية ومدرجات أبو الفنون (المسرح)، الذي يشهد اليوم تحولاً كبيراً وحراكاً طاغياً على مستوى الفن في المنطقة العربية، ومهرجان الرياض للمسرح ينقل اليوم هذا النوع من الفن إلى مستوى متقدم ومتميز.

المهرجان الذي تنظمه هيئة المسرح والفنون الأدائية من 13 وحتى 24 ديسمبر برعاية كريمة من وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود بصيغته الراقية يؤكد موقع المملكة الثقافي وتفعيل الحراك المسرحي السعودي بنسخة متطورة وغير مسبوقة، وزادت من أهمية الحدث الشخصية المكرمة التي تستحق عن جدارة تلك اللفتة، إنه «محمد العثيم» الذي قال يوماً «لم أتوقف يوماً واحداً عن الكتابة، ولا أظن أني سأتوقف حتى يسقط القلم»، فسقط القلم وبقيت أعماله خالدة واسمه عالياً وذكراه محفورة في ذاكرة الفن والأدب والمسرح.


محمد العثيم قامة سعودية انتقلت من مدينة بريدة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فأصبح كاتباً مميزاً وصحافياً بارعاً، وأحد كبار كتّاب المسرح في المملكة، ومن كبار نقاده ومنظريه حتى وفاته في يوليو عام 2018، له العديد من المؤلفات منها: كتاب الغناء النجدي، وكتاب الطقس المسرحي، وكوميديا ابن بجعة، وكتاب مئة أغنية، ورواية سبحة الكهرمان، بالإضافة إلى عشرات المسرحيات ومن أبرزها: الهيار، وقبة رشيد، والبطيخ الأزرق، وديار عفراء، والحقيقة العارية، والنخلة، بالإضافة إلى مسلسلين.

حرص محمد العثيم خلال مشواره الفني على تحسس خطواته الإبداعية واختيار كل ما هو أفضل وتقديمه للجمهور، وكان يرى أن المسرح هو بوابة الفن التي يمكنه من خلالها عرض إبداعاته وكتاباته الفنية، لذلك كرّس الكثير من وقته للكتابة المسرحية، وعلى مدار 33 عاماً قدم 45 عملاً مسرحياً ناجحاً، إلى جانب كتبه عن المسرح والنقد.

كان أول من كتب مسرحية لمهرجان سوق عكاظ في أول دورة للمهرجان، حملت عنوان «امرؤ القيس»، وأثرى المشهد المسرحي السعودي بأعمال خالدة. لكل هذا، يستحق محمد العثيم أن يكون الشخصية المكرمة في مهرجان الرياض للمسرح، فشكراً هيئة المسرح والفنون الأدائية، وشكراً وزارة الثقافة على لفتتكم التي تعطي أبناء الوطن المبدعين حقهم.

ولتبقى ذكرى محمد العثيم خالدة في قلوبنا!