-A +A
عبده خال
خبر صادم، ومفاجئ، ومثل هذه الأخبار تشل أعصابك، وتفكيرك، عندما قرأت الخبر لم أستوعب. وبعدها أمسك بمن لتكذيب ذلك الخبر.. في حسابه على التويتر قرأت هذه القصيدة:

(سأموت قليلاً


‏وستحزنون مؤقتاً

‏وبعدها ستحتفلون

‏وتتحدثون عن عمق سخريتي

‏وذكاء التافه من أقوالي

‏وسوف تتجاهلون القصائد التي أحببت

‏وتبررون أخطائي

‏والشعر العظيم

‏الذي لم أقله بعد!).

هكذا رحل الأخ والصديق الشاعر محمد زايد الألمعي، في طرفة عين رحل، فما الذي يفعله بنا أولئك الراحلون؟

في البدء، وفي الغياب يطمئنوننا أنهم موجودون إلا أنهم حزينون من الحياة، ومحمد بكى غربته، وإن لم يفصح عن داء تلك الغربة، لكنه كان يعد كثيراً بالعودة، ثبت رغبة العودة إلى بيته في قصيدته التي تحس فيها أن كبده يتلظى:

(أنا عائدٌ للبيت

‏منطفئٌ

‏كنايٍ دون ريح

‏أنا ذابلٌ ومؤجلٌ

‏مثل الخريفِ

‏ومهملٌ

‏خلف القصيدةِ

‏غائمٌ

‏لا أرتجي سفناً

‏وطوفاناً

‏أنا الولدُ الذبيح!)

ذلك الذبيح مات، بعد أن سحبه الموت إلى فسحة غير مرئية، فسحة جلطة دماغية، وتفرد به، فأي خبت جمعك في غيبوبة (الجلطة) يا محمد.. حتى المكان غائم، وليس هناك من باب تطل منه إلى حياة تسربت من شرايينك وأنت لا تعلم، هو الموت يأخذ منا لحظة وداع صادقة.

‏رحمك الله يا محمد، ستكون (حتى شهيدة على الرحيل) حتى أنها لم تقو على إخراجك من أي حالة استدراك.

فلا ‏تبتئس فقد قدمت إلى رحيم لطيف.

فليرحمك برضوانه ومغفرته.