لأول مرة تشهد ملاعبنا الخضراء حضور طاقم تحكيم نسائي في مونديال كأس العالم للأندية الذي استضافته المملكة الحبيبة في مباراة نادي الاتحاد مع فريق أوكلاند سيتي النيوزيلندي.
أدارت الحكمة الأمريكيه توري بينسو المباراة بحرفنة وإتقان وفنيات عالية يعجز عنها أعتى الحكام من الرجال، راقبت الملعب بعيون خبيرة،
أشهرت بطاقة إنذار واحدة وعلى استحياء بدهاء حواء وقوتها الناعمة مستخدمة كل أسلحتها المتاحة للسيطرة على المباراة فاختفى العنف وذهبت الخشونة ولم يعد للحِجاج والاحتجاج والمماحكة مكان.
احترمها اللاعبون وقدرها الجمهور، لم يسخط على قراراتها حاضر أو مشاهد حتى المدربين اطمأنّوا إليها فابتعدوا عن خط التماس.
أخرجت مباراة رائعة، تسعون دقيقة لم تذهب للفار ولا مرة ولا تلكأت في اتخاذ قرارها ولا تراجعت عنه.
أدخلت أسلوباً جديداً في التحكيم فبدلاً من إشهار الكرت الأصفر للاعب الاتحاد كورنادو الذي أسقط نفسه أرضاً للحصول على خطأ فوجهت له غمزة عميقة قال عنها المحللون إن سر غمزة الحكمة توري لكورنادو تعني أني كشفت حيلتك ولن تنطلي عليّ حركتك، وأنها قديمة وشوف لك غيرها ولا عاد تعودها.
ويقول أهل الاختصاص بأنها حركة جديدة في التحكيم وغير موجودة لدى الحكام الرجال، فهي كما قال الشاعر:
ومعتد إلي بشطر عين
له من كسر ناظره رسول
ويكمن سر الغمزة أن العين أساس لغة التخاطب والتفاهم، فيها من الأسرار ما حار في فك رموزها الأذكياء، وضعف أمامها ذو الفطنة والدهاء، عصت على العقول معرفة كنهها وخفاياها، وتاهت نفوس حائرة في خضم بحار سحرها وأسرارها، من العين تتضح تعابير الرضا والنفور، والحب والبغضاء، والسعادة والشقاء، والقبول أو الصد.
نحن من جيل تربى على لغة العيون وتأدب، (فالفرصعة) من عين أمي تعني خطأً جسيماً ارتكبته، (والزغرة) من عين والدي تعني أني أسأت الأدب في حضرته، (والتشميقة) من استيته الأخت الكبيرة تعني كلامك تافه ماله معنى، (والموايقة) من فوق لتحت يعني مالك قيمة فأنت هزؤ، (والبحلقة) بالعين تعني ما أكذبك، (والغمزة) تشمل كل هذا وأكثر.
لغة العيون هي الأوسع والأشمل، وما تعطلت لغة الكلام إلا كان للعين الأثر الأبلغ في شرح المشاعر وإيصال اللغة.
ولا تجد عاشقاً أو متيماً او خائفاً أو في حالة ندم إلا وكان ضحية نظرة من عين مؤثرة، فللعين مكانة كبيرة في دنيا البشر، فكم من عين أدمت مدامع العاشقين، وألهبت قرائح الشعراء، وأرّقت ليل المحبين، وجافت جنوبهم عن المضاجع. أتعبت القلوب، وشغلت الفكر بالهم والنصب، ورمت الأجساد بالأسقام والعلل، حتى قيل إن العين هي شعاع الحب والكراهية ومؤشر التبلد والحساسية.
فالعين هي الرائدة على سائر الأعضاء، وهي المؤثرة على القلب والعقل. كما قال المتنبي:
نظر العيون إلى العيون هو الذي
جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا
ما زالت اللحظات تغزو قلبه
حتى تشحط بينهن قتيلا
والنظرة هي رسالة حب وعتب وغضب ورضا، وكل المشاعر الإنسانية الأخرى، فنظرات العيون هي لغة الأرواح لا يفهمها إلا الذي وجهت إليه،
وكم أصابت نظرة ترسلها العيون في هدوء ورباطة جأش فتصيب القلوب في أعماقها.
وهي لغة عالمية ليس لها هوية أو جنس، تنطق بكل لسان وتترجم بكل اللغات، تدخل القلوب وتسبي العقول، لا تفرق بين كبير أو صغير، غني أم فقير. تفعل في لحظة ما لا يستطيع أفصح لسان أن يفعله في سنوات، سطوها جبار وتأثيرها عظيم ونهايتها مفجعة.
ذكر ابن حزم إن للعين حكماً على النفوس ماضياً، وسلطاناً قاضياً، وأمراً لا يخالف، وحداً لا يعصى، وملكاً لا يتعدى، وطاعة لا تصرف، ونفاذا لا يرد.
إن الإشارة بلحظ العين (الغمزة) تقوم في معنى الحب المحمود وتبلغ المبلغ العجيب، فهي تقطع وتوصل، وتتوعد وتهدد، وتقبض وتبسط، وتأمر وتنهي، وتضرب بها الوعود، وينبه على الرقيب، وتضحك وتحزن، ويسأل بها ويجاب، وتمنع وتعطي وتؤدب، وهي تنوب عن الرسل ويدرك بها المراد، والحواس الأربع أبواب إلى القلب، ومنافذ نحو النفس، والعين أبلغها وأصحها دلالة، وأوفاها عملاً.
نحن في عهد فتح لنا قائده وعرّاب رؤيته نوافذ الضوء بعد أن عشنا زمناً في الظلمة، وخلصنا من ربقة الترهيب والإذلال، وغير الصورة النمطية الشائهة في الوعي الغربي عنا فصرنا مناط الاهتمام، ومحل المشورة، ورقماً يصعب تخطّيه في الاقتصاد والسياسة والعلوم وكل مناحي الحياة.
أدارت الحكمة الأمريكيه توري بينسو المباراة بحرفنة وإتقان وفنيات عالية يعجز عنها أعتى الحكام من الرجال، راقبت الملعب بعيون خبيرة،
أشهرت بطاقة إنذار واحدة وعلى استحياء بدهاء حواء وقوتها الناعمة مستخدمة كل أسلحتها المتاحة للسيطرة على المباراة فاختفى العنف وذهبت الخشونة ولم يعد للحِجاج والاحتجاج والمماحكة مكان.
احترمها اللاعبون وقدرها الجمهور، لم يسخط على قراراتها حاضر أو مشاهد حتى المدربين اطمأنّوا إليها فابتعدوا عن خط التماس.
أخرجت مباراة رائعة، تسعون دقيقة لم تذهب للفار ولا مرة ولا تلكأت في اتخاذ قرارها ولا تراجعت عنه.
أدخلت أسلوباً جديداً في التحكيم فبدلاً من إشهار الكرت الأصفر للاعب الاتحاد كورنادو الذي أسقط نفسه أرضاً للحصول على خطأ فوجهت له غمزة عميقة قال عنها المحللون إن سر غمزة الحكمة توري لكورنادو تعني أني كشفت حيلتك ولن تنطلي عليّ حركتك، وأنها قديمة وشوف لك غيرها ولا عاد تعودها.
ويقول أهل الاختصاص بأنها حركة جديدة في التحكيم وغير موجودة لدى الحكام الرجال، فهي كما قال الشاعر:
ومعتد إلي بشطر عين
له من كسر ناظره رسول
ويكمن سر الغمزة أن العين أساس لغة التخاطب والتفاهم، فيها من الأسرار ما حار في فك رموزها الأذكياء، وضعف أمامها ذو الفطنة والدهاء، عصت على العقول معرفة كنهها وخفاياها، وتاهت نفوس حائرة في خضم بحار سحرها وأسرارها، من العين تتضح تعابير الرضا والنفور، والحب والبغضاء، والسعادة والشقاء، والقبول أو الصد.
نحن من جيل تربى على لغة العيون وتأدب، (فالفرصعة) من عين أمي تعني خطأً جسيماً ارتكبته، (والزغرة) من عين والدي تعني أني أسأت الأدب في حضرته، (والتشميقة) من استيته الأخت الكبيرة تعني كلامك تافه ماله معنى، (والموايقة) من فوق لتحت يعني مالك قيمة فأنت هزؤ، (والبحلقة) بالعين تعني ما أكذبك، (والغمزة) تشمل كل هذا وأكثر.
لغة العيون هي الأوسع والأشمل، وما تعطلت لغة الكلام إلا كان للعين الأثر الأبلغ في شرح المشاعر وإيصال اللغة.
ولا تجد عاشقاً أو متيماً او خائفاً أو في حالة ندم إلا وكان ضحية نظرة من عين مؤثرة، فللعين مكانة كبيرة في دنيا البشر، فكم من عين أدمت مدامع العاشقين، وألهبت قرائح الشعراء، وأرّقت ليل المحبين، وجافت جنوبهم عن المضاجع. أتعبت القلوب، وشغلت الفكر بالهم والنصب، ورمت الأجساد بالأسقام والعلل، حتى قيل إن العين هي شعاع الحب والكراهية ومؤشر التبلد والحساسية.
فالعين هي الرائدة على سائر الأعضاء، وهي المؤثرة على القلب والعقل. كما قال المتنبي:
نظر العيون إلى العيون هو الذي
جعل الهلاك إلى الفؤاد سبيلا
ما زالت اللحظات تغزو قلبه
حتى تشحط بينهن قتيلا
والنظرة هي رسالة حب وعتب وغضب ورضا، وكل المشاعر الإنسانية الأخرى، فنظرات العيون هي لغة الأرواح لا يفهمها إلا الذي وجهت إليه،
وكم أصابت نظرة ترسلها العيون في هدوء ورباطة جأش فتصيب القلوب في أعماقها.
وهي لغة عالمية ليس لها هوية أو جنس، تنطق بكل لسان وتترجم بكل اللغات، تدخل القلوب وتسبي العقول، لا تفرق بين كبير أو صغير، غني أم فقير. تفعل في لحظة ما لا يستطيع أفصح لسان أن يفعله في سنوات، سطوها جبار وتأثيرها عظيم ونهايتها مفجعة.
ذكر ابن حزم إن للعين حكماً على النفوس ماضياً، وسلطاناً قاضياً، وأمراً لا يخالف، وحداً لا يعصى، وملكاً لا يتعدى، وطاعة لا تصرف، ونفاذا لا يرد.
إن الإشارة بلحظ العين (الغمزة) تقوم في معنى الحب المحمود وتبلغ المبلغ العجيب، فهي تقطع وتوصل، وتتوعد وتهدد، وتقبض وتبسط، وتأمر وتنهي، وتضرب بها الوعود، وينبه على الرقيب، وتضحك وتحزن، ويسأل بها ويجاب، وتمنع وتعطي وتؤدب، وهي تنوب عن الرسل ويدرك بها المراد، والحواس الأربع أبواب إلى القلب، ومنافذ نحو النفس، والعين أبلغها وأصحها دلالة، وأوفاها عملاً.
نحن في عهد فتح لنا قائده وعرّاب رؤيته نوافذ الضوء بعد أن عشنا زمناً في الظلمة، وخلصنا من ربقة الترهيب والإذلال، وغير الصورة النمطية الشائهة في الوعي الغربي عنا فصرنا مناط الاهتمام، ومحل المشورة، ورقماً يصعب تخطّيه في الاقتصاد والسياسة والعلوم وكل مناحي الحياة.