-A +A
حمود أبو طالب
من الأخبار الجميلة مؤخراً في حراكنا الثقافي النشط إطلاق هيئة الفنون البصرية معرضاً بمسمى «موطن أفكاري»، للاحتفاء بالمسيرة الفنية والثقافية الزاخرة لمستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وقد أحسنت الهيئة باختيار وصفين للأمير خالد يختصران إبداعه في كل مجال وحقل مارسه واشتغل به، هما: «الملهَم» و«الملهِم».

حسناً فعلنا ذلك والأمير خالد ما زال حياً بيننا ـ أطال الله عمره ومتعه بالصحة والعافية ـ والحقيقة التي لا جدال فيها أنه يستحق أكبر احتفاء وأفخم تكريم وأجلّ عرفان بكل ما قدمه للوطن والمجتمع، كظاهرة إدارية وثقافية وفنية وفكرية نادرة، يصعب الحديث عنها والوفاء بكل جوانبها في كلمات معدودات، ولربما نركز على خالد الفيصل المدرسة الإدارية المتفردة في تنمية المكان والإنسان الذي اجترح أسلوباً سبق به غيره، متجاوزاً الأنماط التقليدية، ومستشرفاً المستقبل بوعي كبير، ما جعله يحقق نجاحات باهرة في أزمنة صعبة لأنه كان يملك فن الإدارة وقوة الإرادة.


خالد الفيصل من أول الذين اهتموا بتنمية الفكر بأساليب ووسائل ورؤى مختلفة، ليس على المستوى المحلي فقط، بل على المستوى العربي، فكان مؤسساً رائداً لمؤسسة الفكر العربي التي أصبحت علامة فارقة في التنوير والمعرفة، وخالد الفيصل كان أول من حذّر من الفكر المتطرف وواجهه بقوة وصلابة، فاضحاً مغالطاته وأهدافه المشبوهة، وفي سبيل ذلك حاولت سهام المتطرفين النيل منه لكنها لم تؤثر في عزيمته وإرادته، وأثبت الزمن أنه كان صائباً في قراءته للمشهد آنذاك.

خالد الفيصل رغم تجربته الثرية الطويلة ما زال يمارس كل مهامه ويترجم كل مواهبه بعشق وإخلاص، ممثلاً بذلك ظاهرة وطنية ستظل مشعة في تأريخنا الوطني.