أولاً عام سعيد لكل خلق الله، عام يدفن شرور النفس البشرية في كل مكان.
وخلال السنوات الماضية كنا يومياً، ونحن منتظرون جمالاً سينمائياً يتوازى مع الاهتمام والرعاية التي تبذلها هيئة الأفلام في صور مختلفة.
وما ينتج من أفلام - في الوقت الراهن- لم يصل بعد إلى سحرية ودهشة الفيلم السينمائي، إلا أن الاجتهاد لا يزال يسعى في تخليق أفلام مبدعة بعيداً عن قاعدة (دعه يمر.. دعه يمضي).
إن تخطي المراحل للوقوف إلى آخر سطر أو آخر صورة أنتجتها السينما العالمية، هو المستهدف، وليس إعادة التجارب، وبصورة سيئة أيضاً... واستسهال تقديم أفلام سينمائية (مشي الحال) غير مقبولة لأسباب كثيرة، وليس هنا مجال لذكرها، وإنما التأكيد أن العين مفتوحة على جميع شاشات العالم بحثاً عن الإجادة والتجويد.. وضعف الفيلم العربي بنسب متباينة لا يلغى جودة أفلام بعينها، خرجت إلينا من مصادر سينمائية عربية حديثاً أو قديماً، فالعودة إلى مراجعة الأفلام المؤثرة، هو درس لمن استسهل تقديم فيلم ينتهي في صالة عرضه الأول... والجمال مهما تقادم عمرياً، يظل محطة توقف، وأجدني قد أشرت إلى فيلم (كفر ناحوم) بأنه نصل من الجمال، حتى وإن تقادم عهده، فمن مميزات الإبداع خلق الدهشة، وأحياناً يكون بسيطاً سهلاً لدرجة أن الآخرين ينتابهم اليقين على أحداثه كتجربة مماثلة فيفشلون.
الإبداع بصمة فريدة، وربما يتحكم الفنان بإحداث تلك الدهشة سواء كان شاعراً أو روائياً أو موسيقياً أو نحاتاً أو أي صورة من صور الخلاقة التي يحدثها الفنان.
ويصبح من الصعوبة اشتراك المجاميع في خلق الحالة الإبداعية في تناسق ورتم موحد.
وهذا لا يعني عدم إيجاد هذه الحالة، وأقرب مثال يطرأ على البال فيلم (كفر ناحوم)، وهو فيلم أعتبره لحناً بديعاً.
عزف المشاركون فيه لحناً متناسقاً، يتصاعد ليصل إلى الذروة، وفي كل مشهد لوحة سينمائية رائعة، أجاد كل المشتغلين في الفيلم على خلق التناغم.
وعندما شاهدت الفيلم، شاغلتني دهشتي، وظللت أتساءل:
كيف استطاعت المخرجة (نادين لبكي) العثور على الأطفال الذين هم رتم موسيقى الفيلم؟
كيف استطاعت تسيير طفولتهم لإعطاء المشاهد واقعية تمنع التفكير أن هؤلاء الأطفال يتحركون أمام الكاميرا، قليل وصف حركتهم بالدقة، وقليل جداً أن تصف دهشتك بمفردة (رائع)، فكل مشهد قصيدة عصماء بذاتها.
فمن حمل الفيلم إلى قمم الروعة هما الطفلان: زين الرفاعي، والطفل الإثيوبي يونس.
فقد كانا عمودي الفيلم، ليس قصة فقط وإنما في روعة الأداء، فإن قلنا عن إبداع زين ربما نجد له محفز كونه طفلاً (12 سنة) لكن المعجزة التمثيلية كانت في (يونس) فهو رضيع في السنتين الأولى، (وربما أصغر من ذلك).
وإذا جنحنا للقاء الضوء على الممثلين ستجد أن كل منهما أدى دوراً استثنائياً كرحيل (ممثلة إثيوبية)، وكذلك: القاضي، الأب والأم، صرصور، الطفلة سهير، لا أريد ترتيب الممثلين فكل من شارك قد أبدع.
إبداع في السيناريو، الإخراج، الإضاءة، الموسيقى، التمثيل، حضر الجمال كاملاً في فيلم كفر ناحوم، (حدوتة) الفيلم بسيطة إلا أن كتابتها كسيناريو رقص بين الوتر والخيال، تنقل بين تمرد الطفل (زين) على حياته وبين دواوين الشعر السينمائي، فلم تكن قضية البطل شكوى أبويهما لمنعهما من الخلفة، وقذف أبنائهما على قارعة الجوع والتعب، والمآسي، بهذا المباشرة في إيضاح الحدث كان (الحكي) سيكون فجاً إلا أن قصائد اللوحات التمثيلية أحالت الحدث المباشر إلى لغة إبداعية لا تسطيع أمامها إلا التسليم بأن الإبداع هو الدهشة.
لمن لم يشاهد الفيلم تعتبر هذه المقالة دعوة لمشاهدة الجمال.
وخلال السنوات الماضية كنا يومياً، ونحن منتظرون جمالاً سينمائياً يتوازى مع الاهتمام والرعاية التي تبذلها هيئة الأفلام في صور مختلفة.
وما ينتج من أفلام - في الوقت الراهن- لم يصل بعد إلى سحرية ودهشة الفيلم السينمائي، إلا أن الاجتهاد لا يزال يسعى في تخليق أفلام مبدعة بعيداً عن قاعدة (دعه يمر.. دعه يمضي).
إن تخطي المراحل للوقوف إلى آخر سطر أو آخر صورة أنتجتها السينما العالمية، هو المستهدف، وليس إعادة التجارب، وبصورة سيئة أيضاً... واستسهال تقديم أفلام سينمائية (مشي الحال) غير مقبولة لأسباب كثيرة، وليس هنا مجال لذكرها، وإنما التأكيد أن العين مفتوحة على جميع شاشات العالم بحثاً عن الإجادة والتجويد.. وضعف الفيلم العربي بنسب متباينة لا يلغى جودة أفلام بعينها، خرجت إلينا من مصادر سينمائية عربية حديثاً أو قديماً، فالعودة إلى مراجعة الأفلام المؤثرة، هو درس لمن استسهل تقديم فيلم ينتهي في صالة عرضه الأول... والجمال مهما تقادم عمرياً، يظل محطة توقف، وأجدني قد أشرت إلى فيلم (كفر ناحوم) بأنه نصل من الجمال، حتى وإن تقادم عهده، فمن مميزات الإبداع خلق الدهشة، وأحياناً يكون بسيطاً سهلاً لدرجة أن الآخرين ينتابهم اليقين على أحداثه كتجربة مماثلة فيفشلون.
الإبداع بصمة فريدة، وربما يتحكم الفنان بإحداث تلك الدهشة سواء كان شاعراً أو روائياً أو موسيقياً أو نحاتاً أو أي صورة من صور الخلاقة التي يحدثها الفنان.
ويصبح من الصعوبة اشتراك المجاميع في خلق الحالة الإبداعية في تناسق ورتم موحد.
وهذا لا يعني عدم إيجاد هذه الحالة، وأقرب مثال يطرأ على البال فيلم (كفر ناحوم)، وهو فيلم أعتبره لحناً بديعاً.
عزف المشاركون فيه لحناً متناسقاً، يتصاعد ليصل إلى الذروة، وفي كل مشهد لوحة سينمائية رائعة، أجاد كل المشتغلين في الفيلم على خلق التناغم.
وعندما شاهدت الفيلم، شاغلتني دهشتي، وظللت أتساءل:
كيف استطاعت المخرجة (نادين لبكي) العثور على الأطفال الذين هم رتم موسيقى الفيلم؟
كيف استطاعت تسيير طفولتهم لإعطاء المشاهد واقعية تمنع التفكير أن هؤلاء الأطفال يتحركون أمام الكاميرا، قليل وصف حركتهم بالدقة، وقليل جداً أن تصف دهشتك بمفردة (رائع)، فكل مشهد قصيدة عصماء بذاتها.
فمن حمل الفيلم إلى قمم الروعة هما الطفلان: زين الرفاعي، والطفل الإثيوبي يونس.
فقد كانا عمودي الفيلم، ليس قصة فقط وإنما في روعة الأداء، فإن قلنا عن إبداع زين ربما نجد له محفز كونه طفلاً (12 سنة) لكن المعجزة التمثيلية كانت في (يونس) فهو رضيع في السنتين الأولى، (وربما أصغر من ذلك).
وإذا جنحنا للقاء الضوء على الممثلين ستجد أن كل منهما أدى دوراً استثنائياً كرحيل (ممثلة إثيوبية)، وكذلك: القاضي، الأب والأم، صرصور، الطفلة سهير، لا أريد ترتيب الممثلين فكل من شارك قد أبدع.
إبداع في السيناريو، الإخراج، الإضاءة، الموسيقى، التمثيل، حضر الجمال كاملاً في فيلم كفر ناحوم، (حدوتة) الفيلم بسيطة إلا أن كتابتها كسيناريو رقص بين الوتر والخيال، تنقل بين تمرد الطفل (زين) على حياته وبين دواوين الشعر السينمائي، فلم تكن قضية البطل شكوى أبويهما لمنعهما من الخلفة، وقذف أبنائهما على قارعة الجوع والتعب، والمآسي، بهذا المباشرة في إيضاح الحدث كان (الحكي) سيكون فجاً إلا أن قصائد اللوحات التمثيلية أحالت الحدث المباشر إلى لغة إبداعية لا تسطيع أمامها إلا التسليم بأن الإبداع هو الدهشة.
لمن لم يشاهد الفيلم تعتبر هذه المقالة دعوة لمشاهدة الجمال.