الادعاء بالمعرفة الكاملة هو ادعاء باطل، كما أن المعرفة لا تستقر في الكتب وإنما في الحياة، والإحاطة بالمعرفة أمر به شكك كبير، والترفع الذي يبديه البعض كونه قارئاً نهماً، لا تمر به شاردة أو واردة إلا ولديه شيء من ذلك العابر أو الماكث، وصاحب هذا الادعاء أفاك مبين.
الحياة تحمل تفاصيل كثيرة، وكل فاصلة لها علماؤها، فأن تجالس مزارعاً وأنت الحاصل على درجة الأستاذية من كلية الزراعة، أكاد أجزم أن ذلك المزارع يبز الأستاذ في معرفته بتفاصيل دقيقة عن الزراعة غابت عن الأستاذ أو أنها لم تدون في كراريس الجامعات.. ولكل مجال فضاء خاص يحلّق به أصحابه وإن كان لنا به علم إلا أنه علم ناقص.
وليومين سابقين بقيت مسمراً أمام شاشة التلفاز وأنا أشاهد مسابقة (كأس العلا للصقور)، هذا الإرث الثقافي اللامادي قليل جداً من يمسك بتفاصيل ذلك الإرث اللامادي.. وأكثرنا يقف على الهامش من بعض الهوايات، وأنا ممن وقف على هامش الهيام بالصقور، في فترة من العمر، سكنت مدينة عرعر (بدنة قديماً)، وكان لي بعض الأصدقاء من أهل المدينة، يصطحبونني معهم إلى البر، وكان أحد الأصدقاء (عبد الحميد) مغرماً بصيد الصقور، هو وأصدقاء آخرون، وكنت (من غير دراية) أجدهم يحملون حماماً، ويتم تشبيك ظهر الحمامة بشيء أشبه بالشبكة، يمتد من ذلك الشبك خيط طويل ينتهي بيد الصياد، ثم يطلقون الحمام لتكون هي الفريسة (الصيادون متفرقون وليسوا في مكان واحد). ومن أعالي السماء ينقض الصقر صوب الحمامة، فتعلق مخالبه في حلقات الشبكة، فيتعثر ويتم سحبه (هو والحمامة) من خلال الخيط الذي يمسك به الصقار. أيام جميلة عشتها في الشمال، وأسبوعياً أكون مع الأصدقاء (الصقارة) في صحراء الحماد (هذا إذا لم تخني الذاكرة).. هي أيام عرفت منها مسميات الصقور (الحر، الشاهين، الجير، الفرخ)، أمور كثيرة لم أكن أستوعب تفاصيلها وإنما مسميات وتلاشت ذكرى الصقور بعد عودتي إلى مدينة جدة.
وكثير منا يسمع عن هيام بعض الناس بالإبل، أو بالصقور أو بصيد البر أو البحر، ونعبرهم من غير التركيز بتفاصيل ذلك الهيام، وأي أمر يهيج ذاكرتك لاستذكار ماضٍ عشته يغدو محبباً إليك، ولهذا وجدت نفسي متابعاً (كأس العلا للصقور).. كنت أرقب انطلاق الطير فآسف لارتفاعه أو تجنيحه لليمين أو اليسار بعيداً عن (الملوح) كون ذلك التمايل يُخسر الصقر ثواني من بلوغ النهاية، فالمسابقة لكي تُقر الفائز تقدر مدة تحليق الطير لثوان وأجزاء من الثانية، وعدم تحليقه تحليقاً مثالياً يفقده ثواني، تبدأ المسابقة من الانطلاق وصولاً إلى الملوح.. وحين يجذبك سباق الصقور تغدو الثانية لها قيمتها الثمينة، وهذا درس مجاني لتقدير الثانية أو الجزء منها كأثر في حياتنا.
ومن خلال المتابعة وجدت معلومة ثرة عن المسابقة، التي دخلت موسوعة (غينيس) ثلاث مرات، وفي نسختها الأخيرة حطّمت رقمها السابق، مكتسبة لقب أكبر مسابقة للصقور في العالم.. وبجوائز هي الأعلى في تاريخ مسابقات الصقور، حيث وصلت إلى 60 مليون ريال. وذكر المعلقون أن كأس صقور العلا استطاعت أن تكون رافداً لمهرجان الملك عبدالعزيز للصقور.
وهذه المسابقة تدخل ضمن حزمة التنوع في الاهتمام بالموروث، وإيصال كل أصالة كانت في الماضي إلى أجيال المستقبل، كما أن هذه الكأس تدخل إلى الاستثمار من باب واسع، فالمعطيات الثقافية (المادية وغير المادية) تحولت إلى مجالات استثمارية متنوعة.
أليس ادعاؤنا بمعرفة كل شيء فضيحة ذاتية؟
وعن نفسي هناك ثقافة لا مادية تتسلل من خلايا عقلي فلا أمسك بمعرفة شيء عنها سوى أسماء طائرة، وهذا يستوجب علي الوقوف لمعرفة تفاصيل عما يمر بي من حياة قبض عليها أصحابها رغم أنهم يدعونني للدخول معهم في تلك الحياة.. ومسابقة الصقور حياة لناس كثر، وبالضرورة سوف يرحبون بمن رغب في معرفة هوايتهم الأثيرة.
الحياة تحمل تفاصيل كثيرة، وكل فاصلة لها علماؤها، فأن تجالس مزارعاً وأنت الحاصل على درجة الأستاذية من كلية الزراعة، أكاد أجزم أن ذلك المزارع يبز الأستاذ في معرفته بتفاصيل دقيقة عن الزراعة غابت عن الأستاذ أو أنها لم تدون في كراريس الجامعات.. ولكل مجال فضاء خاص يحلّق به أصحابه وإن كان لنا به علم إلا أنه علم ناقص.
وليومين سابقين بقيت مسمراً أمام شاشة التلفاز وأنا أشاهد مسابقة (كأس العلا للصقور)، هذا الإرث الثقافي اللامادي قليل جداً من يمسك بتفاصيل ذلك الإرث اللامادي.. وأكثرنا يقف على الهامش من بعض الهوايات، وأنا ممن وقف على هامش الهيام بالصقور، في فترة من العمر، سكنت مدينة عرعر (بدنة قديماً)، وكان لي بعض الأصدقاء من أهل المدينة، يصطحبونني معهم إلى البر، وكان أحد الأصدقاء (عبد الحميد) مغرماً بصيد الصقور، هو وأصدقاء آخرون، وكنت (من غير دراية) أجدهم يحملون حماماً، ويتم تشبيك ظهر الحمامة بشيء أشبه بالشبكة، يمتد من ذلك الشبك خيط طويل ينتهي بيد الصياد، ثم يطلقون الحمام لتكون هي الفريسة (الصيادون متفرقون وليسوا في مكان واحد). ومن أعالي السماء ينقض الصقر صوب الحمامة، فتعلق مخالبه في حلقات الشبكة، فيتعثر ويتم سحبه (هو والحمامة) من خلال الخيط الذي يمسك به الصقار. أيام جميلة عشتها في الشمال، وأسبوعياً أكون مع الأصدقاء (الصقارة) في صحراء الحماد (هذا إذا لم تخني الذاكرة).. هي أيام عرفت منها مسميات الصقور (الحر، الشاهين، الجير، الفرخ)، أمور كثيرة لم أكن أستوعب تفاصيلها وإنما مسميات وتلاشت ذكرى الصقور بعد عودتي إلى مدينة جدة.
وكثير منا يسمع عن هيام بعض الناس بالإبل، أو بالصقور أو بصيد البر أو البحر، ونعبرهم من غير التركيز بتفاصيل ذلك الهيام، وأي أمر يهيج ذاكرتك لاستذكار ماضٍ عشته يغدو محبباً إليك، ولهذا وجدت نفسي متابعاً (كأس العلا للصقور).. كنت أرقب انطلاق الطير فآسف لارتفاعه أو تجنيحه لليمين أو اليسار بعيداً عن (الملوح) كون ذلك التمايل يُخسر الصقر ثواني من بلوغ النهاية، فالمسابقة لكي تُقر الفائز تقدر مدة تحليق الطير لثوان وأجزاء من الثانية، وعدم تحليقه تحليقاً مثالياً يفقده ثواني، تبدأ المسابقة من الانطلاق وصولاً إلى الملوح.. وحين يجذبك سباق الصقور تغدو الثانية لها قيمتها الثمينة، وهذا درس مجاني لتقدير الثانية أو الجزء منها كأثر في حياتنا.
ومن خلال المتابعة وجدت معلومة ثرة عن المسابقة، التي دخلت موسوعة (غينيس) ثلاث مرات، وفي نسختها الأخيرة حطّمت رقمها السابق، مكتسبة لقب أكبر مسابقة للصقور في العالم.. وبجوائز هي الأعلى في تاريخ مسابقات الصقور، حيث وصلت إلى 60 مليون ريال. وذكر المعلقون أن كأس صقور العلا استطاعت أن تكون رافداً لمهرجان الملك عبدالعزيز للصقور.
وهذه المسابقة تدخل ضمن حزمة التنوع في الاهتمام بالموروث، وإيصال كل أصالة كانت في الماضي إلى أجيال المستقبل، كما أن هذه الكأس تدخل إلى الاستثمار من باب واسع، فالمعطيات الثقافية (المادية وغير المادية) تحولت إلى مجالات استثمارية متنوعة.
أليس ادعاؤنا بمعرفة كل شيء فضيحة ذاتية؟
وعن نفسي هناك ثقافة لا مادية تتسلل من خلايا عقلي فلا أمسك بمعرفة شيء عنها سوى أسماء طائرة، وهذا يستوجب علي الوقوف لمعرفة تفاصيل عما يمر بي من حياة قبض عليها أصحابها رغم أنهم يدعونني للدخول معهم في تلك الحياة.. ومسابقة الصقور حياة لناس كثر، وبالضرورة سوف يرحبون بمن رغب في معرفة هوايتهم الأثيرة.