خلال كافة الأزمات التي تلم بعالمنا العربي تحصد دول الخليج دوماً الحصة الأكبر من الانتقاد حتى وإن لم تكن طرفاً في الأزمة، وهذا الأمر ليس بالجديد؛ فمنذ ستينات القرن الماضي وحتى قبل ظهور القنوات الفضائية والتي تصل كل بيت وتقتحم حياة كل أسرة عربية، كان النقد ممنهجاً أيضاً في صورة نقد شبه رسمي يصدر من خلال تصريحات بعض المسؤولين في بعض الدول، ومع انتشار القنوات الفضائية اتخذ النقد صورة هجوم إعلامي على دول الخليج العربي، سواء كانت تلك القنوات رسمية أم لا.
ومع انتشار الشبكة العنكبوتية وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي اتخذ النقد منحى أكثر حدة وخبثاً، تمثل في هجوم الكثيرين، ولاسيما من بعض الإعلاميين في بعض الدول العربية، بل وصل الأمر لتهجم بعض الأفراد أيضاً على دول الخليج وشعوبها، بشكل يعكس درجة من النية المبيتة في الزج بدول الخليج في كافة الصراعات العربية في محاولة يائسة لتحميلها عواقب كوارث وأزمات لم تتدخل فيها يوماً من الأساس.
من المؤكد أن دول الخليج عانت من العديد من الأزمات، غير أنها بسبب حسن إدارتها تمكّنت من الخروج منها دون أن تعرّض شعوبها للمعاناة، وعلى الرغم من العواصف التي ألمّت بعالمنا العربي إلا أن دول الخليج سارعت بتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لعلاج أزمات لم تكن يوماً سبباً في اندلاعها، فعلى سبيل المثال، لو عدنا لحرب 67 فسنجد أن الأحداث التي سبقت تلك الحرب وأدت لاشتعالها (مما نتج عنه احتلال إسرائيل لبعض الأراضي العربية) لم تكن دول الخليج طرفاً فيها، ومع ذلك سارعت بعضها -ومنها المملكة العربية السعودية- لتقديم الدعم السياسي والمالي، وأعلنت ذلك صراحة خلال مؤتمر الخرطوم الذي عقد بعد أسابيع من اشتعال تلك الحرب، ومع بدء حرب التحرير عام 73 كانت دول الخليج من أوائل الدول التي ساهمت في توفير الدعم السياسي والمالي للطرف العربي، بل قامت باستخدام سلاح النفط للضغط على الدول الغربية لمنعها من دعم إسرائيل.
وبالنظر لحرب الخليج الأولى التي اندلعت بين العراق وإيران، سنجد أن تلك الحرب لم تندلع بقرار من أي دولة خليجية، ورغم ذلك لم تبخل دول الخليج على العراق بالدعم السياسي والمالي أيضاً، وقد نبع الدعم الخليجي للعراق من رغبتها في منع إيران من احتلال أراضٍ عربية، وقد أسهم الدعم الخليجي في تحقيق هذا الهدف بالفعل، غير أنه لم يكن من العراق إلا أن كافأ دول الخليج (ولاسيما دولة الكويت الشقيقة) وقام باحتلالها في تنكر واضح لما قامت به الكويت والمملكة العربية السعودية من دعم للعراق خلال ثماني سنوات من الحرب!
غير أن ما كان غريباً ومستهجناً بحق هو موقف «بعض» الدول العربية من ذلك الاحتلال الغاشم للأراضي الكويتية، فبعض الدول لم تقم حتى بإدانة الاحتلال العراقي للكويت وتهديده للأراضي السعودية، وكأنها تمنحه ضوءها الأخضر للاستمرار في ارتكاب حماقاته، بل إن المظاهرات المؤيدة للعراق عمّت شوارع بعض الدول العربية، ومن الصعب تصور خروج تلك المظاهرات على نحو عشوائي بعيداً عن توجه حكوماتها الرسمي.
وبعيداً عن ذلك التاريخ المؤلم دعونا نلقي نظرة سريعة على بعض الأزمات المعاصرة التي يتم الزج فيها بدول الخليج على الرغم من سعيها المستمر لحلها دون جدوى، ففي السودان على سبيل المثال كارثة إنسانية ناتجة عن حرب شعواء لا يبدو لها حل على المدى القريب، وعلى الرغم من مساعي المملكة الحثيثة لاحتواء تلك الأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوداني، إلا أن بعض المنصات لا تلقي بالاً لما يدور في السودان، ولا تسعى إلا للزج باسم المملكة العربية السعودية في الصراع المشتعل هناك.
نفس الأمر ينطبق على أحداث السابع من أكتوبر في غزة، والتي ليس للمملكة أو لأي دولة خليجية أخرى علاقة في اندلاعها، وعلى الرغم من سعي دول الخليج لمساعدة الأشقاء هناك بكافة أنواع الدعم إلا أن سهام النقد تطالهم باستمرار وبدون أي تبرير منطقي، وفي واقع الأمر لا أجد سبباً لهذا النوع من العداء المسبق والعمدي والعنيف الموجه للمملكة ولبعض دول الخليج سوى أنها تنعم بالاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي، فشعوب دول الخليج لم تتعرض لما تعرضت له شعوب بعض الدول التي عصفت بها أعاصير الفوضى والانقسام الداخلي.
ومع انتشار الشبكة العنكبوتية وتعدد وسائل التواصل الاجتماعي اتخذ النقد منحى أكثر حدة وخبثاً، تمثل في هجوم الكثيرين، ولاسيما من بعض الإعلاميين في بعض الدول العربية، بل وصل الأمر لتهجم بعض الأفراد أيضاً على دول الخليج وشعوبها، بشكل يعكس درجة من النية المبيتة في الزج بدول الخليج في كافة الصراعات العربية في محاولة يائسة لتحميلها عواقب كوارث وأزمات لم تتدخل فيها يوماً من الأساس.
من المؤكد أن دول الخليج عانت من العديد من الأزمات، غير أنها بسبب حسن إدارتها تمكّنت من الخروج منها دون أن تعرّض شعوبها للمعاناة، وعلى الرغم من العواصف التي ألمّت بعالمنا العربي إلا أن دول الخليج سارعت بتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لعلاج أزمات لم تكن يوماً سبباً في اندلاعها، فعلى سبيل المثال، لو عدنا لحرب 67 فسنجد أن الأحداث التي سبقت تلك الحرب وأدت لاشتعالها (مما نتج عنه احتلال إسرائيل لبعض الأراضي العربية) لم تكن دول الخليج طرفاً فيها، ومع ذلك سارعت بعضها -ومنها المملكة العربية السعودية- لتقديم الدعم السياسي والمالي، وأعلنت ذلك صراحة خلال مؤتمر الخرطوم الذي عقد بعد أسابيع من اشتعال تلك الحرب، ومع بدء حرب التحرير عام 73 كانت دول الخليج من أوائل الدول التي ساهمت في توفير الدعم السياسي والمالي للطرف العربي، بل قامت باستخدام سلاح النفط للضغط على الدول الغربية لمنعها من دعم إسرائيل.
وبالنظر لحرب الخليج الأولى التي اندلعت بين العراق وإيران، سنجد أن تلك الحرب لم تندلع بقرار من أي دولة خليجية، ورغم ذلك لم تبخل دول الخليج على العراق بالدعم السياسي والمالي أيضاً، وقد نبع الدعم الخليجي للعراق من رغبتها في منع إيران من احتلال أراضٍ عربية، وقد أسهم الدعم الخليجي في تحقيق هذا الهدف بالفعل، غير أنه لم يكن من العراق إلا أن كافأ دول الخليج (ولاسيما دولة الكويت الشقيقة) وقام باحتلالها في تنكر واضح لما قامت به الكويت والمملكة العربية السعودية من دعم للعراق خلال ثماني سنوات من الحرب!
غير أن ما كان غريباً ومستهجناً بحق هو موقف «بعض» الدول العربية من ذلك الاحتلال الغاشم للأراضي الكويتية، فبعض الدول لم تقم حتى بإدانة الاحتلال العراقي للكويت وتهديده للأراضي السعودية، وكأنها تمنحه ضوءها الأخضر للاستمرار في ارتكاب حماقاته، بل إن المظاهرات المؤيدة للعراق عمّت شوارع بعض الدول العربية، ومن الصعب تصور خروج تلك المظاهرات على نحو عشوائي بعيداً عن توجه حكوماتها الرسمي.
وبعيداً عن ذلك التاريخ المؤلم دعونا نلقي نظرة سريعة على بعض الأزمات المعاصرة التي يتم الزج فيها بدول الخليج على الرغم من سعيها المستمر لحلها دون جدوى، ففي السودان على سبيل المثال كارثة إنسانية ناتجة عن حرب شعواء لا يبدو لها حل على المدى القريب، وعلى الرغم من مساعي المملكة الحثيثة لاحتواء تلك الأزمة وإنهاء معاناة الشعب السوداني، إلا أن بعض المنصات لا تلقي بالاً لما يدور في السودان، ولا تسعى إلا للزج باسم المملكة العربية السعودية في الصراع المشتعل هناك.
نفس الأمر ينطبق على أحداث السابع من أكتوبر في غزة، والتي ليس للمملكة أو لأي دولة خليجية أخرى علاقة في اندلاعها، وعلى الرغم من سعي دول الخليج لمساعدة الأشقاء هناك بكافة أنواع الدعم إلا أن سهام النقد تطالهم باستمرار وبدون أي تبرير منطقي، وفي واقع الأمر لا أجد سبباً لهذا النوع من العداء المسبق والعمدي والعنيف الموجه للمملكة ولبعض دول الخليج سوى أنها تنعم بالاستقرار السياسي والازدهار الاقتصادي، فشعوب دول الخليج لم تتعرض لما تعرضت له شعوب بعض الدول التي عصفت بها أعاصير الفوضى والانقسام الداخلي.