في العام 2015 بدت السعودية الجديدة لكثير من المراقبين مثيرة بعض الشيء، فهل ستكون تقليدية أم أن هناك تغييراً جذرياً قادماً، في منطقة شهدت واحدة من أكبر الخضات السياسية إثر ما يسمى الربيع العربي.
تولى الملك سلمان قيادة البلاد، وهو الأمير الذي عد لعقود عضيد الملوك ومستشارهم الأول، فهو أمير الرياض عاصمة البلاد لأكثر من خمسين عاماً، حيث عقدت اللقاءات والتحالفات، واستقبلت الحكام والرؤساء، وفيها انتظمت مؤتمرات القمة، وخرجت من بين أروقتها أهم قرارات العالم، وهو – الأمير سلمان- مخزنها التاريخي والفلسفي، وحامي عقيدتها السياسية والمعرفية والاجتماعية.
استطاعت السعودية للتو هزيمة مشروع «الخريف العربي» الذي استهدفها في معقلها بعدما أطاح بعدة دول عربية، الأمر الذي دفع لتقييم البلاد ووضع حلول وخطط تقاوم مخطط هائل حيك بين دول كبرى وإقليمية ومنظمات وطابور خامس للقضاء على المملكة.
كان على رأس التقييم والمراجعات تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد أبوي ريعي منهك يبيع النفط صباحاً ليأكل مساء، وإذا انخفض توقفت مصالح البلاد والعباد، إلى اقتصاد السوق، والانفكاك من الإدمان على النفط.
مشروع كبير، تبناه الأمير الشاب محمد بن سلمان، الذي فهم أن نجاح مشروعه يتطلب بالتوازي تحولاً اجتماعياً عميقاً، فلا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح دون حاضن اجتماعي يقبله ويسير معه.
الكثير من المراقبين الغربيين الذين اعتمدوا على معلومات مضللة أو تصورات خاطئة لم يستطيعوا فهم العلاقة بين السعوديين وقيادتهم، كان وما زال الشعب السعودي يدين بولاء كبير لقادته الذين حققوا خلال 300 عام حكماً رشيداً عنوانه (الدين، التنمية، التعليم، الأمن، العدالة) في أقاليم صحراوية مقفرة، ولذلك أضحى من المستحيل إقناع أو خداع القبائل والأسر السعودية التخلي عن مشروع دولتهم.
الملفت أن حملة إعلامية بدأت في تسميم الأجواء حول الأمير الشاب والصاعد نجمه (محمد بن سلمان)، شككت تلك الحملة في مشروعه (التحول الوطني - لاحقاً رؤية 2030)، الشاب الثلاثيني المليء بالحيوية والحماسة لبلاده، لم يقدم سوى مشروع اقتصادي اجتماعي داخلي، ومع ذلك توجس البعض من أن ذلك المشروع سيوقظ عملاق الصحراء من مرقده وسكونه وسيحوله إلى قوة كبرى في الإقليم والعالم، إنه مشروع نهضوي، يعظم الممكنات ويوظف المميزات التنافسية، وينعتق من النفط.
الأمير الشاب لم يتلوث بألاعيب المشهد الذي كان سائراً في منطقة كانت تختبئ خلف تيارات الإسلام السياسي والصحوة والإخوان والسرورية تارة، أو تحت ثنائية المجتمعات وتقسيمها وتفتيتها واقتسام الجوائز لاحقاً، ولذلك نجح فيما خسروا هم.
لم يكن قد مضى على تولي الأمير الشاب منصباً تنفيذياً في الحكومة – رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - سوى بضعة أسابيع حتى بدأت خيوط لعبة كبرى تحاك من أطراف عدة، أطلقها كوادر الإخوان لتشكيك الحاضن الاجتماعي في الرؤية.
اتخذت حملة تسميم الرأي العام – الداخلية والخارجية – من (الخوف على البلاد) شعاراً، كانت تعلم أن وجود الأمير محمد بمشروعه الوحدوي المختلف خطر عليها هي وليس على البلاد، وكان من الضروري بالنسبة لها إسقاط مشروعه في أعين وعقول مواطنيه.
الغريب أن من كان يدعي «الخوف على السعودية» هم ألد أعدائها، إذن كيف يمكن لعدو أن يشفق قلبه على السعودية والسعوديين، أليس من المنطقي أن يشجعوا من يدفع البلاد للانهيار كما كانوا يزعمون.
اليوم وبعد عقد تقريباً من إطلاق الرؤية، أضحت السردية المعادية مختلفة تماماً، وتغيرت من «الخوف على السعودية» إلى «الخوف من السعودية»، لقد نجح الأمير الشاب في تحويل الأحلام إلى حقائق، وامتلأت خزينة البلاد بالأموال الموجهة لبناء مزيد من الفرص والمشاريع والشراكات والاستثمارات العابرة، وتراجع الاعتماد على النفط، وخلقت الوظائف، واشترك الجميع في تبني الرؤية رجالاً ونساءً، وتقبل المجتمع التغييرات وآمن بها.
في المقابل الدولي، عززت الرياض مكانتها السياسية والأمنية في الإقليم والعالم، وفرضت رؤيتها التجارية على النفط والرياضة والفن والسياحة، وأصبحت ممراً لكل الأفكار والأمنيات الاقتصادية، فلا يمكن لطريق الحرير إلا أن يعبر بها، ولا يمكن لطريق البهارات إلا أن يحط رحاله فيها، وكأن الأمير الشاب يقول لاقتصاديات العالم: (أمطري حيث شئتِ، فإن خراجكِ سيمر ببلادي لا محالة).
تولى الملك سلمان قيادة البلاد، وهو الأمير الذي عد لعقود عضيد الملوك ومستشارهم الأول، فهو أمير الرياض عاصمة البلاد لأكثر من خمسين عاماً، حيث عقدت اللقاءات والتحالفات، واستقبلت الحكام والرؤساء، وفيها انتظمت مؤتمرات القمة، وخرجت من بين أروقتها أهم قرارات العالم، وهو – الأمير سلمان- مخزنها التاريخي والفلسفي، وحامي عقيدتها السياسية والمعرفية والاجتماعية.
استطاعت السعودية للتو هزيمة مشروع «الخريف العربي» الذي استهدفها في معقلها بعدما أطاح بعدة دول عربية، الأمر الذي دفع لتقييم البلاد ووضع حلول وخطط تقاوم مخطط هائل حيك بين دول كبرى وإقليمية ومنظمات وطابور خامس للقضاء على المملكة.
كان على رأس التقييم والمراجعات تحويل الاقتصاد السعودي من اقتصاد أبوي ريعي منهك يبيع النفط صباحاً ليأكل مساء، وإذا انخفض توقفت مصالح البلاد والعباد، إلى اقتصاد السوق، والانفكاك من الإدمان على النفط.
مشروع كبير، تبناه الأمير الشاب محمد بن سلمان، الذي فهم أن نجاح مشروعه يتطلب بالتوازي تحولاً اجتماعياً عميقاً، فلا يمكن لأي مشروع وطني أن ينجح دون حاضن اجتماعي يقبله ويسير معه.
الكثير من المراقبين الغربيين الذين اعتمدوا على معلومات مضللة أو تصورات خاطئة لم يستطيعوا فهم العلاقة بين السعوديين وقيادتهم، كان وما زال الشعب السعودي يدين بولاء كبير لقادته الذين حققوا خلال 300 عام حكماً رشيداً عنوانه (الدين، التنمية، التعليم، الأمن، العدالة) في أقاليم صحراوية مقفرة، ولذلك أضحى من المستحيل إقناع أو خداع القبائل والأسر السعودية التخلي عن مشروع دولتهم.
الملفت أن حملة إعلامية بدأت في تسميم الأجواء حول الأمير الشاب والصاعد نجمه (محمد بن سلمان)، شككت تلك الحملة في مشروعه (التحول الوطني - لاحقاً رؤية 2030)، الشاب الثلاثيني المليء بالحيوية والحماسة لبلاده، لم يقدم سوى مشروع اقتصادي اجتماعي داخلي، ومع ذلك توجس البعض من أن ذلك المشروع سيوقظ عملاق الصحراء من مرقده وسكونه وسيحوله إلى قوة كبرى في الإقليم والعالم، إنه مشروع نهضوي، يعظم الممكنات ويوظف المميزات التنافسية، وينعتق من النفط.
الأمير الشاب لم يتلوث بألاعيب المشهد الذي كان سائراً في منطقة كانت تختبئ خلف تيارات الإسلام السياسي والصحوة والإخوان والسرورية تارة، أو تحت ثنائية المجتمعات وتقسيمها وتفتيتها واقتسام الجوائز لاحقاً، ولذلك نجح فيما خسروا هم.
لم يكن قد مضى على تولي الأمير الشاب منصباً تنفيذياً في الحكومة – رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية - سوى بضعة أسابيع حتى بدأت خيوط لعبة كبرى تحاك من أطراف عدة، أطلقها كوادر الإخوان لتشكيك الحاضن الاجتماعي في الرؤية.
اتخذت حملة تسميم الرأي العام – الداخلية والخارجية – من (الخوف على البلاد) شعاراً، كانت تعلم أن وجود الأمير محمد بمشروعه الوحدوي المختلف خطر عليها هي وليس على البلاد، وكان من الضروري بالنسبة لها إسقاط مشروعه في أعين وعقول مواطنيه.
الغريب أن من كان يدعي «الخوف على السعودية» هم ألد أعدائها، إذن كيف يمكن لعدو أن يشفق قلبه على السعودية والسعوديين، أليس من المنطقي أن يشجعوا من يدفع البلاد للانهيار كما كانوا يزعمون.
اليوم وبعد عقد تقريباً من إطلاق الرؤية، أضحت السردية المعادية مختلفة تماماً، وتغيرت من «الخوف على السعودية» إلى «الخوف من السعودية»، لقد نجح الأمير الشاب في تحويل الأحلام إلى حقائق، وامتلأت خزينة البلاد بالأموال الموجهة لبناء مزيد من الفرص والمشاريع والشراكات والاستثمارات العابرة، وتراجع الاعتماد على النفط، وخلقت الوظائف، واشترك الجميع في تبني الرؤية رجالاً ونساءً، وتقبل المجتمع التغييرات وآمن بها.
في المقابل الدولي، عززت الرياض مكانتها السياسية والأمنية في الإقليم والعالم، وفرضت رؤيتها التجارية على النفط والرياضة والفن والسياحة، وأصبحت ممراً لكل الأفكار والأمنيات الاقتصادية، فلا يمكن لطريق الحرير إلا أن يعبر بها، ولا يمكن لطريق البهارات إلا أن يحط رحاله فيها، وكأن الأمير الشاب يقول لاقتصاديات العالم: (أمطري حيث شئتِ، فإن خراجكِ سيمر ببلادي لا محالة).