-A +A
خالد السليمان
تغيير الخطاب الإعلامي وتلطيف الحوار الدبلوماسي لا قيمة له إذا لم يقترن بتغيير السياسة العدوانية، فمناطق التوترات والأزمات السياسية والعسكرية تحتاج للأفعال قبل الأقوال لتهدئة الأوضاع وتحقيق السلام الذي يُبنى على أسس الصدق لا الخداع!

في الشرق الأوسط بركان نشط من الأزمات لم يهدأ طيلة عقود من الزمن، وفي كل مرة يقذف حممه يختار جهةً جديدة؛ فمن أزمة فلسطين إلى أزمة باب المندب مروراً بأزمات لبنان والعراق و سورية، وإذا نظرت إلى هذه الأزمات ستجد أن هناك قواسم وعوامل مشتركة تتكرر فيها جميعاً دول وحكومات، أحزاب وميليشيات، طوائف وأيدلوجيات، لكن الضحية واحد: الشعوب المغلوبة على أمرها!


اللافت أن كثيراً من عناصر الأحداث التي تؤرق المجتمع الدولي اليوم في الشرق الأوسط، كانت حصاد بذور صغيرة سُمح لها أن تنمو؛ سواء في فلسطين عندما لم يقرأ العرب خطورة التهجير، أو لبنان عندما غفل العرب عن أهداف تأسيس حزب الله، أو العراق عندما عجز العرب عن منع تقديم العراق على طبق من ذهب لقاسم سليماني، أو سورية التي وقف العرب يتفرجون عليها وهي تتحول إلى قاعدة متقدمة للميليشيات الطائفية الغازية، أو اليمن الذي لم يدرك المجتمع الدولي خطورة السماح بوقوعه في دوامة الفوضى وحكم الميليشيا المرتهنة للعدو، أو الصومال الذي تحول إلى قاعدة للقراصنة، وأخيراً السودان حيث الشعب الطيب المخذول دائماً في الداخل والخارج!

سيستمر بركان الشرق الأوسط نشطاً يقذف حممه في كل اتجاه، ما دام العرب عاجزين عن توحيد صفوفهم خلف مصلحة عربية خالصة، وبعضهم يتحول إلى خناجر بأيدٍ غريبة في الخاصرة العربية، وما دامت القوى الدولية النافذة تعتبره مسرحاً لصراعات مصالحها وحقلاً لتجارب سياساتها الخاطئة!