-A +A
حمود أبو طالب
باستثناء عضويتنا المهمة في منظمة الدول المصدرة للبترول، لم يكن لنا سابقاً الحضور الفاعل القوي المؤثر في كثير من المنتديات الدولية التي تُطرح فيها الأفكار والاستراتيجيات لتسيير شؤون العالم اقتصادياً وسياسياً؛ مثل منتدى دافوس الشهير الذي انعقد الأسبوع الماضي. لم نكن نعرف قوتنا الحقيقية كما يجب، أو ربما لم نحاول اكتشافها وتوظيفها، لكن الواقع تغير الآن ولم يعد حضورنا بروتوكولياً لمجرد تسجيل الحضور والمشاركة، بل أصبح حضوراً يُحسب له حساب كبير يعكس حجم وقوة تأثير المملكة في السياسات الدولية بمختلف جوانبها.

بكل المعايير كان الوفد السعودي نجم المنتدى خلال الأسبوع الماضي، الجلسات التي شارك فيها المسؤولون السعوديون كانت أهم جلسات المنتدى من حيث مواضيعها، والطرح الذي قدموه كان ذكياً وحصيفاً وجريئاً أيضاً، ليس فيه مواقف متذبذبة أو عموميات حمّالة أوجه، طرح واضح مؤطر ومدعوم بالثقة في النفس، والقدرة على تحقيق المصالح الوطنية بالكيفية التي تراها المملكة مناسبة لها، وليس بالكيفية التي يريدها الآخرون، أصبحت المملكة ماهرة في التعبير عن نهجها واستراتيجيتها في استثمار مواردها وتنمية اقتصادها واستقلال قراراتها، مع تأكيد الوفاء بمسؤولياتها كعضو فاعل في المجتمع الدولي.


كان أعضاء الوفد السعودي في دافوس محور اهتمام الإعلام العالمي، حدثت محاولات للمماحكة والاستفزاز، لكن أثبت الوفد السعودي أنه يجيد التعامل مع الإعلام بذكاء واحترافية، فقد استطاع إيصال رسائله بهدوء ولغة عالية في أسلوبها ومضامينها. والذين تابعوا التغطية الإعلامية الموضوعية لمشاركة الوفد السعودي سيجدون أنه انتزع الإعجاب بجدارة.

قبل فترة ليست بعيدة كان يقال في وسائل الإعلام الغربية إنه أصبح صعباً تهميش السعودية، الآن يقال: لا يمكن تخطي السعودية بعد الآن كما نشرت إحدى الصحف الألمانية قبل يومين.