-A +A
حمود أبو طالب
من أجمل وأهم الأخبار الأخيرة الإعلان عن إطلاق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية»؛ التي تهدف في ما تهدف إليه تحقيق الريادة في هذا المجال على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030، وأن تكون المملكة مركزاً عالمياً للتقنية الحيوية بحلول عام 2040.

التقنية الحيوية كانت فتحاً عظيماً في تأريخ البشرية عندما بدأت، وبعد التوسع في أبحاثها ومجالات تطبيقاتها أوجدت حلولاً سحرية لكثير من التعقيدات في كل الحقول العلمية، ربما يكون أهمها وأبرزها الطب، من حيث إنتاج اللقاحات والأدوية والعلاج الجيني، لكن أهميتها لا تقل في بقية المجالات العلمية الأخرى، مثل تحسين الأغذية والبيئة وغيرها من الاحتياجات الأساسية لحياة البشر.


أتذكر أول مؤتمر دولي للتقنية الحيوية عُقد في المملكة قبل حوالي عشرين عاماً نظمه مستشفى الملك فيصل التخصصي في جدة، وقُدمت فيه أوراق عمل من متخصصين في هذا المجال من كل أنحاء العالم، كانت المعلومات حينها مذهلة بشأن ما وصل إليه التطور في أبحاث التقنية الحيوية، والتطلعات المستقبلية لتطويرها، بالإضافة إلى المعلومات المفاجئة عن ضخامة اقتصاد التقنية الحيوية. هذه المعلومات قبل حوالي عقدين من الزمن، أما الآن فإننا نتحدث عن اقتصاد هائل نظراً للازدياد المتوالي في منتجات التقنية الحيوية. في ذلك الوقت وبعد انتهاء المؤتمر كتبت مقالاً يتضمن تساؤلات وأمنيات وآمالاً أن تنتبه المملكة إلى هذا المجال الحيوي المهم، لكن ذلك لم يحدث حتى جاءت هذه المرحلة النابهة المتيقظة المتطلعة الطموحة إلى تحقيق المنجزات النوعية الاستثنائية.

لقد أكدت الاستراتيجية الوطنية للتقنية الحيوية أنها تركز على أربعة توجهات: توطين صناعة اللقاحات وتصديرها وقيادة الابتكار فيها، التصنيع والتوطين للأدوية الحيوية، الريادة في أبحاث علم الجينوم والعلاج الجيني، تحسين زراعة النباتات لتعزيز الاكتفاء الذاتي. كما تستهدف الاستراتيجية إسهام هذا القطاع بنسبة 3% من الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي.

يا له من خبر جميل..