-A +A
خالد السليمان
شهدت جدة حدثاً هاماً، تمثل في الإعلان عن اكتشاف ٢٥ ألفاً من بقايا القطع الأثرية في أربعة مواقع بجدة التاريخية، يعود أقدمها إلى القرنين الأول والثاني الهجري، ضمن مشروع الآثار الذي يشرف عليه برنامج جدة التاريخية !

لهذه الاكتشافات أهمية بالغة على المستوى الوطني لجدة وحدها، فهي إضافة قيمة للسجل الوطني للآثار، كما أنها تساهم في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية ٢٠٣٠ في العناية بالآثار وتعزيز مكانة المملكة بين دول العالم في قيمة الآثار التاريخية وعمق الحضارة الإنسانية وجهود اكتشافها والعناية بها، حيث كان سمو ولي العهد قد أطلق مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية للمحافظة على الآثار الوطنية وإبراز المواقع ذات الدلالات التاريخية والعناية بها !


الاكتشافات المعلنة لا تعزز المكانة التاريخية لجدة كمركز حضاري يربط بين ٣ قارات وحسب، بل إنه يدعم صناعة قطاع الآثار في تعزيز الخبرات الوطنية، ويفتح المجال للعديد من الفرص الوظيفية، ودفع المسارات التي يؤثر فيها قطاع الآثار على الجذب السياحي وتنمية الاستثمارات في القطاعات الموازية !

المبهج أن المشروع ينفذ على أيدي مجموعة من الكوادر السعودية المتخصصة في مجال العناية بالمواقع الآثرية والتاريخية، فتوفر فيه رابط المكان والإنسان، لإبراز هوية حضارية تمتد بإنسان اليوم لماض تليد وضع الأجداد لبناته، ويجد العناية اليوم ليكون شاهداً للأجيال الحاضرة والقادمة على القيمة التاريخية للمكان والهوية الحضارية للإنسان، ومصدراً للاعتزاز بإرث يرسم ملامح الماضي ويعضد مسيرة المستقبل !