لدي فكرة مترسخة في وجداني منذ أمد طويل، وهي ضرورة صيانة الموروث الغنائي من أي تشويه يمس ذلك الجمال، وقد كتبت الكثير حول الموضوع هذا، وتعمدت أن ألقي اللوم على جهات بعينها للتدخل حيال من يقدم التراث بصورة مهينة أو غير لائقة بما يمثله ذلك التراث من جودة وأصالة تبقيه ناصعاً في وجداننا، وكان رأيي صارماً يصل إلى حد التوبيخ لأنصاف المواهب الذين ينبرون لأداء أو غناء ذلك الإرث الغنائي التاريخي، وعادة كان التشويه يحدث للأغنيات التي رحل مطربوها، وانشغل ذوو المطرب عن ذلك الإرث، مما ساعد أنصاف المواهب على إعادة أغاني لا يمكن لك أن تقبل بما يحدثه أولئك المشوهون من تشويه لتراث الأغنية الأصلية، فما هو حادث يعد أداءً مبتذلاً، ومسخاً غير قابل لأن يستساغ.
كنت (أصيح في مالطا) وما زلت صائحاً ومولولاً كلما سمعت مسخ الأغاني الأصيلة، ومهما ولولت ترددت أغنية فيروز في ذاكرتي ( ما في حدا لا تندهي ما في حدا)، ولا (أحد حولك)، وهذا أمر طبيعي جداً، كونك تمثل رأياً واحداً أو ذائقة واحدة، لا يمكن لها أن تعمم رأيها، إلّا أن معادلة (لا يصح إلا الصحيح) أنصفتني، لأن أولئك المشوهين للتراث سرعان ما ينطفئون وينتهون انتهاء فنياً، كونهم لم يتطوروا، بحيث كان تقليدهم لفنانين كبار هي المقصلة أو المشنقة التي أنهت حياتهم الفنية.
وأذكر أنني أعدت النداء في مالطا قبل سنة تزيد أو تقل، وكان صياحي على فنانتين عُرفتا فنياً بأداء أغنيات مهلهلة، وبغض النظر عن مستواهما الفني، فقبول الجمهور لهما بما قدمتا، كان من المفترض الاكتفاء بذلك القبول، وكان عليهما معرفة حقيقة إمكاناتهما الفنية، وليس شرطاً أن يتوازى فنهما مع الأغنيات ذات الرصانة والأصالة، إلا أنهما تجرأتا على غناء أغنيتين ذات ثقل فني يفضح تدني موهبتهما، وركاكة أداهما لتلك الأغنيتين، ومع ذلك تجرأتا (مع سبق الإصرار) على تشويه أغنيتين أصيلتين، وكنت راغباً في معرفة إقدامهما لأداء أغنيتين من الوزن الثقيل والأصيل، والطبقة الفاخرة، وهما تعرفان إمكاناتهما المتواضعة؛ ولأن الحكمة تقول: (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه) كان خيراً لهما الاكتفاء بإعجاب الناس بأغانيهما البسيطة (المهكعة)، وتكتفيان بمد أصواتهما على (قد لحافهما)، (وما لهم بالخط المعلق)، وبالأمس، وفي مراجعة سريعة لبعض الأغاني الأصيلة، التي تم تشويهها بقصد أو من غير قصد، وجدت عشرات الأغاني تم إدخالها إلى تنور أو محرقة الابتذال، وخشيت أن تصريحي بعدم قبول المحارق المقامة هنا وهناك سيدخلني عنوة إلى داخل التنور، فقلت في نفسي أن أعيد التصريح برفضي لهذا الدمار الغنائي، وانسحب كآخر تصريح لرفضي الذي سيمتد ما بقي من عمر.
وأذكر أنني أنهيت مقالي السابق (قبل سنة تزيد أو تنقص) بقولي، إن نفسي طابت الآن، ودعوت القراء لإنعاش وجدانهم، والاستمتاع معي بهاتين الأغنيتين:
«يالله يالله يالله يالله وش كثر إنتي جميلة يالله يالله يالله يالله وش كثر أنا أحب أنا أحب أحلم أحلم بك دايم جنبي وانا صاحي ونايم ياللي أيامي بدونك ماهي من العمر ماهي من العمر»، للفنان الكبير عبدالرب إدريس.
واستمعوا معي أيضاً لأغنية خالدة كُتبت عام 1978 من كلمات الشاعر محمد كردي، وألحان عمر كدرس، وغناء محمد عبده:
«البعد طال والنوى
وحُبّه جرح قلبي
دوَّرت أنا ع الدواء
ما أحد رحم حبي».
كنت (أصيح في مالطا) وما زلت صائحاً ومولولاً كلما سمعت مسخ الأغاني الأصيلة، ومهما ولولت ترددت أغنية فيروز في ذاكرتي ( ما في حدا لا تندهي ما في حدا)، ولا (أحد حولك)، وهذا أمر طبيعي جداً، كونك تمثل رأياً واحداً أو ذائقة واحدة، لا يمكن لها أن تعمم رأيها، إلّا أن معادلة (لا يصح إلا الصحيح) أنصفتني، لأن أولئك المشوهين للتراث سرعان ما ينطفئون وينتهون انتهاء فنياً، كونهم لم يتطوروا، بحيث كان تقليدهم لفنانين كبار هي المقصلة أو المشنقة التي أنهت حياتهم الفنية.
وأذكر أنني أعدت النداء في مالطا قبل سنة تزيد أو تقل، وكان صياحي على فنانتين عُرفتا فنياً بأداء أغنيات مهلهلة، وبغض النظر عن مستواهما الفني، فقبول الجمهور لهما بما قدمتا، كان من المفترض الاكتفاء بذلك القبول، وكان عليهما معرفة حقيقة إمكاناتهما الفنية، وليس شرطاً أن يتوازى فنهما مع الأغنيات ذات الرصانة والأصالة، إلا أنهما تجرأتا على غناء أغنيتين ذات ثقل فني يفضح تدني موهبتهما، وركاكة أداهما لتلك الأغنيتين، ومع ذلك تجرأتا (مع سبق الإصرار) على تشويه أغنيتين أصيلتين، وكنت راغباً في معرفة إقدامهما لأداء أغنيتين من الوزن الثقيل والأصيل، والطبقة الفاخرة، وهما تعرفان إمكاناتهما المتواضعة؛ ولأن الحكمة تقول: (رحم الله امرأً عرف قدر نفسه) كان خيراً لهما الاكتفاء بإعجاب الناس بأغانيهما البسيطة (المهكعة)، وتكتفيان بمد أصواتهما على (قد لحافهما)، (وما لهم بالخط المعلق)، وبالأمس، وفي مراجعة سريعة لبعض الأغاني الأصيلة، التي تم تشويهها بقصد أو من غير قصد، وجدت عشرات الأغاني تم إدخالها إلى تنور أو محرقة الابتذال، وخشيت أن تصريحي بعدم قبول المحارق المقامة هنا وهناك سيدخلني عنوة إلى داخل التنور، فقلت في نفسي أن أعيد التصريح برفضي لهذا الدمار الغنائي، وانسحب كآخر تصريح لرفضي الذي سيمتد ما بقي من عمر.
وأذكر أنني أنهيت مقالي السابق (قبل سنة تزيد أو تنقص) بقولي، إن نفسي طابت الآن، ودعوت القراء لإنعاش وجدانهم، والاستمتاع معي بهاتين الأغنيتين:
«يالله يالله يالله يالله وش كثر إنتي جميلة يالله يالله يالله يالله وش كثر أنا أحب أنا أحب أحلم أحلم بك دايم جنبي وانا صاحي ونايم ياللي أيامي بدونك ماهي من العمر ماهي من العمر»، للفنان الكبير عبدالرب إدريس.
واستمعوا معي أيضاً لأغنية خالدة كُتبت عام 1978 من كلمات الشاعر محمد كردي، وألحان عمر كدرس، وغناء محمد عبده:
«البعد طال والنوى
وحُبّه جرح قلبي
دوَّرت أنا ع الدواء
ما أحد رحم حبي».