لم تكن إسرائيل يوماً كياناً متجانساً مع المنطقة العربية، بل مثّلت طيلة الوقت كياناً غريباً اقتحم المنطقة وهو لا يشارك أياً من دولها ثقافتها أو حضارتها، ومنذ تأسيسها 1948 لم تنتهج إسرائيل في سياستها يوماً الطرق التي تتبعها الدول وخاصة في المجال السياسي، فهي تتعامل مع دول المنطقة بمنطق العصابات وقطّاع الطرق، فكل ما تجيده إسرائيل ببراعة هو سرقة الأراضي العربية وضمها لها ثم فرض ذلك كأمر واقع.
على الرغم من قبول الفلسطينيين لمبدأ حل الدولتين «رغم أنه يحمل الكثير من الغبن والظلم لهم» إلا أن إسرائيل ترفض حتى إعطائهم ذلك الحق، ومنذ أكثر من خمسين عاماً لم تتوانَ يوماً عن بناء المستوطنات في كافة الأراضي المحتلة بما يخالف جميع المواثيق والأعراف الدولية، كما أنها تضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية التي سعت لإلزامها بإعادة الأراضي المحتلة.
من المسلّم به أن التأييد الغربي بشكل عام والأمريكي على وجه الخصوص باختلاف جميع الإدارات الأمريكية هو السبب الرئيسي وراء استهتار إسرائيل بالمجتمع الدولي وبقرارته، وهو ما دفعها لأن تتعمد قتل الفلسطينيين واعتقالهم وهدم منازلهم وحصارهم دون أن تخشى أي عقوبة رادعة من أي نوع، وباستقواء إسرائيل بالولايات المتحدة والغرب تستمر الصراعات في المنطقة وتتعمّق أكثر يوماً بعد يوم، كما تظل مرشحة للانفجار كلما هدأت قليلاً.
من الوقاحة أن تصف إسرائيل كافة أنواع المقاومة الفلسطينية أو العربية بأنها إرهاب، وتتجاهل -في ذات الوقت- تماماً أن احتلال الأراضي بالقوة الغاشمة وحصار ملايين الأبرياء وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة هو الإرهاب بعينه، كما أنها تتجاهل عمداً أن العنف يولّد العنف، ولا تدرك -أو لعلها لا تريد أن تدرك- أنها تقوم يومياً باستفزاز مشاعر العرب، وهو الاستفزاز الذي لم يبدأ مع أحداث السابع من أكتوبر الماضي بل بدأ منذ تأسيس الدولة نفسها عام 1948.
من المؤكد أن أحداث السابع من أكتوبر تمخّضت عن الكثير من النتائج؛ لعل أهمها أنها كشفت للعالم أجمع وجه إسرائيل الحقيقي والقبيح، والأهم أن هذه الأحداث تمكنت من تشكيل رأي عام عالمي وغير عربي مناهض للسياسات الإسرائيلية الظالمة ومعادٍ لمنهجها العمدي في إبادة الفلسطينيين، فقد ظهرت أمام العالم أجمع كتنظيم عصابي ودولة عنصرية تتفنن في تعذيب الأبرياء وحرمانهم حتى من أبسط حقوقهم، وهي في حربها الشعواء التي فرضتها على جميع الفلسطينيين لا تفرق بين رجل أو امرأة وبين طفل أو مسن، فالجميع مستهدفون دونما تفرقة.
ومن الملاحظ تماماً تزايد أعداد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية شرقاً وغرباً، وتشهد قاعدة التعاطف ازدياداً مطرداً يوماً بعد يوم، ولاسيما مع زيادة التوحش الإسرائيلي ودمويته وتساقط المزيد من الضحايا الفلسطينيين كلما امتد زمن الصراع، وهو ما تمخّض عنه ظهور قضية الحقوق الفلسطينية على السطح مرة أخرى وتداول فكرة حل الدولتين كحل وحيد لإنهاء هذا الصراع المزمن، ولا شك في أن إسرائيل التي أعجزتها المقاومة في غزة والتي تبلغ مساحتها بضعة مئات من الكيلو مترات فحسب، ستجد نفسها حتماً وقد بدأت بالتفكك من داخلها بالتزامن مع اندلاع الصراع لداخل عمقها.
ما نلاحظه جلياً مع ازدياد وتيرة المظاهرات الشعبية الغاضبة التي اجتاحت كافة شوارع إسرائيل هو فقدان ثقة الشارع الإسرائيلي في حكومته، وتطالب هذه المظاهرات العارمة بإسقاط الحكومة ومحاسبة المسؤولين فيها، كما أن المتظاهرين لا يطالبون بإيقاف الحرب فحسب، بل يعتبرون ما يحدث ضد الفلسطينيين نوعاً من العنصرية التي لا بد وأن تتوقف لأنها أساءت لوجه إسرائيل أمام العالم.
في المقابل أدت هذه الأحداث (وخاصة التعاطف الأمريكي مع إسرائيل) إلى زيادة حجم كراهية شعوب المنطقة للولايات المتحدة، ففي كل يوم تتعرض القوات الأمريكية لنيران المقاومة بسبب تواجدها المسخر لحماية إسرائيل، وعلى الرغم من أن الوجود الأمريكي في المنطقة ليس بالجديد إلا أن حدة الغضب تجاهه تزايد مؤخراً بسبب سعي الأمريكيين لحماية إسرائيل من أي تحرك دولي ضدها من خلال استخدامها لحق الفيتو، وباستمرار الوضع على هذا النهج ستجد إسرائيل والولايات المتحدة أنفسهما وقد انخرطتا في صراعات عديدة مع عدة أطراف في آن واحد، ومن المؤكد أن الشارع الأمريكي لن يتقبل رؤية قتلاه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، غير أن التاريخ علمنا أن العنف لا يولّد إلا العنف، وما تقوم به إسرائيل في غزة أصبح جحيماً لا يطاق، وقد بدأت بوادر العنف تتجلى ودائرته تتسع حتى تكاد تخرج عن السيطرة.
على الرغم من قبول الفلسطينيين لمبدأ حل الدولتين «رغم أنه يحمل الكثير من الغبن والظلم لهم» إلا أن إسرائيل ترفض حتى إعطائهم ذلك الحق، ومنذ أكثر من خمسين عاماً لم تتوانَ يوماً عن بناء المستوطنات في كافة الأراضي المحتلة بما يخالف جميع المواثيق والأعراف الدولية، كما أنها تضرب بعرض الحائط كافة القرارات الدولية التي سعت لإلزامها بإعادة الأراضي المحتلة.
من المسلّم به أن التأييد الغربي بشكل عام والأمريكي على وجه الخصوص باختلاف جميع الإدارات الأمريكية هو السبب الرئيسي وراء استهتار إسرائيل بالمجتمع الدولي وبقرارته، وهو ما دفعها لأن تتعمد قتل الفلسطينيين واعتقالهم وهدم منازلهم وحصارهم دون أن تخشى أي عقوبة رادعة من أي نوع، وباستقواء إسرائيل بالولايات المتحدة والغرب تستمر الصراعات في المنطقة وتتعمّق أكثر يوماً بعد يوم، كما تظل مرشحة للانفجار كلما هدأت قليلاً.
من الوقاحة أن تصف إسرائيل كافة أنواع المقاومة الفلسطينية أو العربية بأنها إرهاب، وتتجاهل -في ذات الوقت- تماماً أن احتلال الأراضي بالقوة الغاشمة وحصار ملايين الأبرياء وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة هو الإرهاب بعينه، كما أنها تتجاهل عمداً أن العنف يولّد العنف، ولا تدرك -أو لعلها لا تريد أن تدرك- أنها تقوم يومياً باستفزاز مشاعر العرب، وهو الاستفزاز الذي لم يبدأ مع أحداث السابع من أكتوبر الماضي بل بدأ منذ تأسيس الدولة نفسها عام 1948.
من المؤكد أن أحداث السابع من أكتوبر تمخّضت عن الكثير من النتائج؛ لعل أهمها أنها كشفت للعالم أجمع وجه إسرائيل الحقيقي والقبيح، والأهم أن هذه الأحداث تمكنت من تشكيل رأي عام عالمي وغير عربي مناهض للسياسات الإسرائيلية الظالمة ومعادٍ لمنهجها العمدي في إبادة الفلسطينيين، فقد ظهرت أمام العالم أجمع كتنظيم عصابي ودولة عنصرية تتفنن في تعذيب الأبرياء وحرمانهم حتى من أبسط حقوقهم، وهي في حربها الشعواء التي فرضتها على جميع الفلسطينيين لا تفرق بين رجل أو امرأة وبين طفل أو مسن، فالجميع مستهدفون دونما تفرقة.
ومن الملاحظ تماماً تزايد أعداد المتعاطفين مع القضية الفلسطينية شرقاً وغرباً، وتشهد قاعدة التعاطف ازدياداً مطرداً يوماً بعد يوم، ولاسيما مع زيادة التوحش الإسرائيلي ودمويته وتساقط المزيد من الضحايا الفلسطينيين كلما امتد زمن الصراع، وهو ما تمخّض عنه ظهور قضية الحقوق الفلسطينية على السطح مرة أخرى وتداول فكرة حل الدولتين كحل وحيد لإنهاء هذا الصراع المزمن، ولا شك في أن إسرائيل التي أعجزتها المقاومة في غزة والتي تبلغ مساحتها بضعة مئات من الكيلو مترات فحسب، ستجد نفسها حتماً وقد بدأت بالتفكك من داخلها بالتزامن مع اندلاع الصراع لداخل عمقها.
ما نلاحظه جلياً مع ازدياد وتيرة المظاهرات الشعبية الغاضبة التي اجتاحت كافة شوارع إسرائيل هو فقدان ثقة الشارع الإسرائيلي في حكومته، وتطالب هذه المظاهرات العارمة بإسقاط الحكومة ومحاسبة المسؤولين فيها، كما أن المتظاهرين لا يطالبون بإيقاف الحرب فحسب، بل يعتبرون ما يحدث ضد الفلسطينيين نوعاً من العنصرية التي لا بد وأن تتوقف لأنها أساءت لوجه إسرائيل أمام العالم.
في المقابل أدت هذه الأحداث (وخاصة التعاطف الأمريكي مع إسرائيل) إلى زيادة حجم كراهية شعوب المنطقة للولايات المتحدة، ففي كل يوم تتعرض القوات الأمريكية لنيران المقاومة بسبب تواجدها المسخر لحماية إسرائيل، وعلى الرغم من أن الوجود الأمريكي في المنطقة ليس بالجديد إلا أن حدة الغضب تجاهه تزايد مؤخراً بسبب سعي الأمريكيين لحماية إسرائيل من أي تحرك دولي ضدها من خلال استخدامها لحق الفيتو، وباستمرار الوضع على هذا النهج ستجد إسرائيل والولايات المتحدة أنفسهما وقد انخرطتا في صراعات عديدة مع عدة أطراف في آن واحد، ومن المؤكد أن الشارع الأمريكي لن يتقبل رؤية قتلاه في حرب لا ناقة له فيها ولا جمل، غير أن التاريخ علمنا أن العنف لا يولّد إلا العنف، وما تقوم به إسرائيل في غزة أصبح جحيماً لا يطاق، وقد بدأت بوادر العنف تتجلى ودائرته تتسع حتى تكاد تخرج عن السيطرة.