-A +A
سلطان الزايدي
لا أعلم بالضبط، هل انتهت مشكلة بعض نجوم المنتخب السعودي مع الاتحاد السعودي لكرة القدم ممثلة في لجنة الاحتراف، كل الذي ممكن أن أكتبه هنا حول هذا الموضوع هو أن المسؤولين عن المنتخب تركوا مثل هذه القضايا السهلة أن تتحول لرأي عام في الوسط الرياضي السعودي، وهذا أمر قد لا يكون مقبولًا عند الكثير من عشاق الأخضر السعودي، فالفرصة كانت متاحة لإغلاق موضوع كهذا، فأحداث كهذه تترك الكثير من علامات الاستفهام على عمل إدارة المنتخب السعودي، ومهما كان حجم المسؤولية في تفاصيل هذا الأمر، يبقى الخلل مرتبطًا برئيس الاتحاد السعودي، وكل من له علاقة بالمنتخب السعودي، ومن المحزن حقًّا أن نتجاوز هذا الإخفاق بهذه السهولة، ونبحث في الأفق عن كبش فداء ينقذهم من تبعات الإخفاق، الذي أصبح عنوانًا خصبًا للكثيرين، وكأن أزمات المنتخب السعودي مع الإخفاقات المتكررة على صعيد البطولات قد انتهت!!

وأتفق مع من يرى أن قضايا كرة القدم أصبحت كثيرة، وأصبح من المهم أن تكون القرارات سريعة وحاسمة دون تمييع أو تجاهل، طالما أن هناك أنظمة واضحة يمكن الاستناد إليها في اتخاذ أي قرار يخدم المصلحة العامة لكرة القدم السعودية، بمعنى أن سداسي المنتخب السعودي الذي استبعدوا من المنتخب، وما حصل من لغط حولهم، كان من المهم أن تكون القرارات التي من المفترض أن تصدر متى ما أصبح الملف مكتملًا ضمن الأولويات بعد الخروج المزعج من بطولة كأس آسيا، لكن الواضح أن الإثارة والاجتهادات الإعلامية والجماهيرية أسلوب جديد، أصبح ينتهجه الاتحاد السعودي لكرة القدم، وقد يكون هذا هو التفسير الأنسب لما يحدث مؤخرًا.


وفي تصوري مهما كانت قدرات المدرب الإيطالي «مانشيني» الفنية جيدة، لكن من المصلحة العامة لمنتخبنا أن يرحل ويُتَعَاقَد مع مدرب جديد، فالملاحظات على بعض تصرفاته تعجل برحيله مهما كانت العواقب، ولا يستطيع أي مدرب في العالم النجاح وتقديم عمل مناسب بعد أن فقد الثقة من الجميع، ولا أعتقد أن «مانشيني» قدم عملًا عظيمًا لمنتخبنا يجعل المسؤول يتردد في إقالته، هناك مدربون عالميون بعقود أقل من عقد «مانشيني» يستحقون الفرصة، وسيقدمون عملاً منظمًا مبنيًّا على خطة واضحة، تستهدف كل المشاركات الوطنية القادمة، ولا أظن الأزمة التي صنعها «مانشيني» في الوسط الرياضي السعودي تعيق اتخاذ أي قرار تكون فيه مصلحة عامة للمنتخب السعودي، لست ضد عقوبة أي لاعب يتأخر عن واجباته الوطنية، بل على العكس تمامًا يجب أن يخضع للمساءلة والعقوبات متى ما ثبت هذا الأمر، ولكن في الوقت نفسه يجب أن لا نخسر نجوم المنتخب بعد أن تصبح الثقة بينهم وبين مدربهم في أدنى مستوياتها؛ لذلك من المهم أن يغلق هذا الملف في أقرب وقت ممكن، ومن المهم أن لا يصبحوا نجوم المنتخب في حالة عدم توازن في ظل ما يحدث الآن، ومن المزعج جدا أن يصرح مدرب النصر في المؤتمر الصحفي قبل نهائي كأس موسم الرياض عن عدم معرفته بمصير أهم نجمين عنده في الفريق سلطان الغنام ونواف العقيدي، فإذا كانت هذه ردة فعل المدرب على ما يحدث في هذا الشأن فكيف يكون حال نجوم المنتخب المعنيين بالقضية!!

دمتم بخير،،،