-A +A
مي خالد
قبل بضع سنوات، كانت أوروبا قوة اقتصادية كبيرة، حيث كانت منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي تسجل نمواً مرتفعاً في الناتج المحلي الإجمالي، وأجوراً مرتفعة، ومعايير جودة حياة عالية. لكن في العقد الماضي تغير هذا الزخم كثيراً حيث حدثت أزمة منطقة اليورو بين عامي 2011 و2016. اليوم تسجل الدول الأوروبية نمواً سلبياً أو صفراً في الناتج المحلي الإجمالي، والإنتاج الصناعي يتراجع بسرعة كبيرة، وتلاشى قطاع التكنولوجيا لديها بينما ظلت الأجور راكدة لسنوات عديدة. وتشير التقديرات إلى انخفاض التوسع الاقتصادي للأعوام 2023 و2024 و2025، بينما تتوقع اقتصادات أخرى مثل الولايات المتحدة والصين وأستراليا وكندا معدلات نمو أعلى بكثير. والسؤال الرئيسي هو لماذا تتخلف الدول الأوروبية عن منافسيها؟

أحد أهم أسباب التراجع هو الانخفاض في تعداد السكان، يؤدي الانخفاض السكاني إلى زيادة عدد السكان الأكبر سناً، حتى قبل أن يبدأ الانخفاض الفعلي نفسه. السكان الأكبر سناً يستهلكون أكثر وينتجون أقل.


يبلغ معدل الخصوبة الحالي في جميع أنحاء أوروبا حوالى 1.5. وهذا يعني عدد أقل من الناس من أي وقت مضى. إيطاليا تشعر بقلق بالغ، لكنها لا تستطيع أن تفعل شيئاً. ولحسن الحظ، فإن صناعة السياحة هناك قوية جداً وستحافظ على تماسكها لسنوات عديدة.

لا أعتقد أن تدفق المهاجرين سيساعد الوضع المالي. وحتى لو جاءوا بأعداد كافية، فلن يحصلوا على التدريب أو التعليم اللازم لتشغيل الاقتصاد الأوروبي بشكل صحيح. وهذا لا يعني أنني أعتقد أن أوروبا سوف تفشل؛ سوف يكون أداء أوروبا طيباً لعقود عديدة قادمة.

ومع ذلك، سيأتي وقت يؤدي فيه انخفاض عدد سكان أوروبا إلى تدهور اقتصادي.