لا يتوقف «الإخوان الإسلامويون» كثيراً عند تكفير سيد قطب للصحابي أبو سفيان ولا عند ابنه الملك العربي والصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان؛ وكأنه يحق لهم أن يكفّروا من يشاؤون من الصحابة والتابعين، بل والناس أجمعين ما داموا خارج دائرة التنظيم، ويدافعون عمن يشاؤون إذا كانوا من عشيرتهم الأقربين؛ فالتاريخ مستباح لهم والدين خاص بهم والجنة والنار مما ورثوه عن حسن البنا وسيد قطب.
وإذا كان للمسلمين قضية كبرى يخاصمون بها تنظيم الإخوان فهي استسهال التكفير والتفسيق وتقسيم المجتمعات إلى مؤمنة «أعضاء التنظيم»، وكافرة وهم كل من في خارج «الإخوان»، مستباحة أعراضهم وأموالهم ووظائفهم، ويجيزون بهذه العقيدة التمكين لأنفسهم وكوادرهم، والتحايل والغدر والخديعة والخيانة والإبعاد والإضرار بغيرهم فما بالنا بخصومهم.
يقول سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام عن الصحابي معاوية بن أبي سفيان: (فمعاوية هو ابن سفيان وابن هند بنت عتبة، وهو وريث قومه جميعاً، وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام، فلا يأخذ أحدٌ الإسلام بمعاوية أو بني أمية، فهو منه ومنهم بريء)، كما يقول في معاوية أيضاً (فلما أن جاء معاوية وصير الخلافة ملكاً عضوضاً في بني أمية، لم يكن ذلك من وحي الإسلام، إنما كان من وحي الجاهلية)، ولا يترك أسرة بني أمية، بل يلاحقها في إيمانها قائلاً: (فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها، وما كان الإسلام إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات).
ثم يتناول «أبو سفيان» في مجلة المسلمون العدد الثالث سنة 1371هـ، (أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام، فهو إسلام الشفة واللسان لا إيمان القلب والوجدان وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل). انتهى النص.
ما قاله سيد قطب هي أحكامٌ قطعيةٌ يكفّرُ فيها بعض الصحابة دون ورع عن الخوض في النوايا والقلوب، وكأنه اطلع على ما في قلوبهم وضمائرهم، لكنها جرأة فتح بها سيد قطب باب شر لكل التطرف الذي اجتاح العالم الإسلامي ولم يغلق إلى الآن.
السؤال: ما الذي دفع الهارب إلى لندن سعد الفقيه وهو العضو البارز في تنظيم الإخوان المسلمين ومعه عدد من كوادر الإخوان إلى مهاجمة من يدافع عن التابعي الحجاج بن يوسف الثقفي، مكررين ما فعله شيخهم سيد قطب مع معاوية ووالده وعشيرة بني أمية كلها.
ما الذي يغضب الفقيه وبقية الإخوان سواءً كانوا هاربين أو خلايا نائمة من الحجاج بن يوسف الثقفي التابعي المجاهد الذي فتحت على يديه بلاد السند إثر إرساله لابن أخيه محمد بن القاسم دفاعاً عن امرأة عربية خطفت في عرض الخليج، ما الذي فعله الحجاج ليدفعهم لكراهيته إلى هذه الدرجة؟.
الجواب واضح: فهم يعدونه جندياً في دولة بني أمية التي كفّرها شيخهم سيد قطب، وبالتالي وهو ما يحتّم عليهم التصدي لكل من يدافع عن بني أمية قادة أو عمالاً لهم كالحجاج بن يوسف، وخصوصاً أن له أدواراً عديدة في تمكين الدولة وتوسيع حدودها.
فالحجاج يرونه عدواً لهم كمعاوية ووالده، لأنهم حموا حياض الدولة العربية ورسّخوا حكمها من مؤامرات الأعاجم.
ولتمرير تكفير وتفسيق معاوية والحجاج والأسرة الأموية فلا بأس من ادعاء الدفاع عن عمر بن عبدالعزيز، إنها التقية الإخوانية.
مشكلة الإخوان ليست مع تلك الشخصيات التاريخية التي انتقلت إلى عدالة السماء لها ما لها وعليها ما عليها، بل هي محاولة لإسقاطها على الحكام والأسر الحاكمة الحالية، فهم يرون كل من يعادي مشروعهم الانقلابي هو «حجاج» آخر، وكل ملك يحمي حياض دولته «معاوية» آخر، وكل أسرة تحكم بدون مشاركة الإخوان هم أمويون آخرون، أما من يسمح لهم بدولة رخوة يبنون فيها مشروعهم الانقلابي فهو في نظرهم حاكم مقبول رغم كراهيتهم وتفسيقهم له، إنها عقيدة راسخة بناها سيد قطب ولا زالوا يتوارثونها ويتعبدون بها.
وإذا كان للمسلمين قضية كبرى يخاصمون بها تنظيم الإخوان فهي استسهال التكفير والتفسيق وتقسيم المجتمعات إلى مؤمنة «أعضاء التنظيم»، وكافرة وهم كل من في خارج «الإخوان»، مستباحة أعراضهم وأموالهم ووظائفهم، ويجيزون بهذه العقيدة التمكين لأنفسهم وكوادرهم، والتحايل والغدر والخديعة والخيانة والإبعاد والإضرار بغيرهم فما بالنا بخصومهم.
يقول سيد قطب في كتابه العدالة الاجتماعية في الإسلام عن الصحابي معاوية بن أبي سفيان: (فمعاوية هو ابن سفيان وابن هند بنت عتبة، وهو وريث قومه جميعاً، وأشبه شيء بهم في بعد روحه عن حقيقة الإسلام، فلا يأخذ أحدٌ الإسلام بمعاوية أو بني أمية، فهو منه ومنهم بريء)، كما يقول في معاوية أيضاً (فلما أن جاء معاوية وصير الخلافة ملكاً عضوضاً في بني أمية، لم يكن ذلك من وحي الإسلام، إنما كان من وحي الجاهلية)، ولا يترك أسرة بني أمية، بل يلاحقها في إيمانها قائلاً: (فأمية بصفة عامة لم يعمر الإيمان قلوبها، وما كان الإسلام إلا رداء تخلعه وتلبسه حسب المصالح والملابسات).
ثم يتناول «أبو سفيان» في مجلة المسلمون العدد الثالث سنة 1371هـ، (أبو سفيان هو ذلك الرجل الذي لقي الإسلام منه والمسلمون ما حفلت به صفحات التاريخ، والذي لم يسلم إلا وقد تقررت غلبة الإسلام، فهو إسلام الشفة واللسان لا إيمان القلب والوجدان وما نفذ الإسلام إلى قلب ذلك الرجل). انتهى النص.
ما قاله سيد قطب هي أحكامٌ قطعيةٌ يكفّرُ فيها بعض الصحابة دون ورع عن الخوض في النوايا والقلوب، وكأنه اطلع على ما في قلوبهم وضمائرهم، لكنها جرأة فتح بها سيد قطب باب شر لكل التطرف الذي اجتاح العالم الإسلامي ولم يغلق إلى الآن.
السؤال: ما الذي دفع الهارب إلى لندن سعد الفقيه وهو العضو البارز في تنظيم الإخوان المسلمين ومعه عدد من كوادر الإخوان إلى مهاجمة من يدافع عن التابعي الحجاج بن يوسف الثقفي، مكررين ما فعله شيخهم سيد قطب مع معاوية ووالده وعشيرة بني أمية كلها.
ما الذي يغضب الفقيه وبقية الإخوان سواءً كانوا هاربين أو خلايا نائمة من الحجاج بن يوسف الثقفي التابعي المجاهد الذي فتحت على يديه بلاد السند إثر إرساله لابن أخيه محمد بن القاسم دفاعاً عن امرأة عربية خطفت في عرض الخليج، ما الذي فعله الحجاج ليدفعهم لكراهيته إلى هذه الدرجة؟.
الجواب واضح: فهم يعدونه جندياً في دولة بني أمية التي كفّرها شيخهم سيد قطب، وبالتالي وهو ما يحتّم عليهم التصدي لكل من يدافع عن بني أمية قادة أو عمالاً لهم كالحجاج بن يوسف، وخصوصاً أن له أدواراً عديدة في تمكين الدولة وتوسيع حدودها.
فالحجاج يرونه عدواً لهم كمعاوية ووالده، لأنهم حموا حياض الدولة العربية ورسّخوا حكمها من مؤامرات الأعاجم.
ولتمرير تكفير وتفسيق معاوية والحجاج والأسرة الأموية فلا بأس من ادعاء الدفاع عن عمر بن عبدالعزيز، إنها التقية الإخوانية.
مشكلة الإخوان ليست مع تلك الشخصيات التاريخية التي انتقلت إلى عدالة السماء لها ما لها وعليها ما عليها، بل هي محاولة لإسقاطها على الحكام والأسر الحاكمة الحالية، فهم يرون كل من يعادي مشروعهم الانقلابي هو «حجاج» آخر، وكل ملك يحمي حياض دولته «معاوية» آخر، وكل أسرة تحكم بدون مشاركة الإخوان هم أمويون آخرون، أما من يسمح لهم بدولة رخوة يبنون فيها مشروعهم الانقلابي فهو في نظرهم حاكم مقبول رغم كراهيتهم وتفسيقهم له، إنها عقيدة راسخة بناها سيد قطب ولا زالوا يتوارثونها ويتعبدون بها.