رمضان مبارك على الجميع، جعله الله شهر رحمة، وغفران، وعتق ونجاة من النار.
ومن الليلة سوف تحاصرنا المسلسلات التي تم صك أوقاتها بمسمى المسلسلات الرمضانية.
وفي كل عام تدخل علينا بغثها وغثيثها، ولم ينجح من هذا الغثاث إلا ما ندر.
وإن كان الحديث عن المسلسلات السعودية أتمنى لهذا العام خروج المنتجين عن العادة السنوية التي ألفنا عليها، أو تم وضع قاعدة استعادة المشاكل الاجتماعية في قوالب جاهزة حتى غدت المسلسلات استعادة النهج الصحفي في استطلاعاته، وتقريره بما وافق حالة النشر.
والخشية هي استعادة الإسكتشات الهزيلة على أن ما تم إنتاجه لهذا الشهر هي دراما محلية، وإذا حدث ذلك فنحن نثبت قاعدة (مكانك سر)، ويعيدنا أيضاً لتأكيد عجز المنتجين عن قراءة المنتج الإبداعي الذي يمثل تراكماً إبداعياً كبيراً من غير أن يستغل في تحويله إلى دراما مرئية.
فالمنتجون يتساهلون في المفاهيم الفنية لدور الفن القائم على تقديم حياة يستشعر معها المشاهد بوجوده الحياتي ضمن إطار تلك الدراما.. فإن كانت الدراما المحلية قامت على الاستطلاع الصحفي، أو على المشاكل التي ترشح على السطح، فهذه القاعدة كانت صالحة في زمن ماضوي، فالفن ليس وسيلة لعرض الشكاوى أو استعراضاً للنقص الخدمي أو الدندنة لما قدمته الوزارات من خدمات وتمجيدها.
فالفن خلق حالة دهشة جاذبة تجسد إنسانيتنا حيال المعاش وتعمق من مدلولات الأشياء المحيطة بنا من خلال تراكمها الفكري وما تنتجه من سلوكيات بشرية تؤثر فينا بما تنتهج من سلوك وتبني الذائقة الفنية لدى المتلقي.
وتساهل المنتجين أدى إلى ظهور المسلسلات السعودية بصورة باهتة حتى أن عنصر الإضحاك القائم على الموقف وليس على التنكيت، فالإضحاك من خلال الموقف انحسر انحساراً فادحاً لكوننا ألفنا حركة وتعابير الممثلين المعتمد عليها في إضفاء جانب المفارقة عبر السنوات الماضية..
وخسرت تلك المسلسلات في جانبها الفني حين عمدت إلى إعادة ما كتب من مشاكل اجتماعية بالرغم من المفارقات التي زرعها كتاب السيناريو كون تلك المشاكل نكت عليها الجمهور في حينها وتبادلوا ضحكهم عبر كم من النكت حملتها الجوالات بما لم يبق للمثل مساحة لأن يستجلب الضحكة.
وفي ظل تردي السيناريوهات انذبحنا من بعض الممثلين الذين لا يملكون الموهبة، حيث تحولوا إلى أراجوزات «بالمفهوم الاستخفافي لكلمة أراجوز وليس بالمفهوم الفني لها»، حيث تجد نفسك في حالة استهجان لما يحدث وتفكير عميق عمن أجاز تلك المسلسلات للعرض، وهل فعلاً دفعت القناة الباثة المبالغ الطائلة لكل هذا «الاستهبال»، وهذا يقود إلى مساءلة المجيز على أي فهم فني أجاز عرض هذا المسلسل أو ذاك؟
وصدقاً يمكن القول، إن من يجيز مسلسلات (هايفة) يكون هو (الهايف) وسوف تفضح هيافته من خلال المجاز للعرض.
سؤال آخر، أليس في القناة الباثة وهذا يولد سؤالاً عن نوعية المجيز، هل هو فنان أم موظف؟
فالوظيفة تخلق مجيزاً (الله يستر عليه)، وهو شخصية باردة يعنيه وصول الراتب كما هو، وأعتقد أن من الأهمية بمكان أن يكون المجيز فناناً يقدر نوعية المادة المقدمة تقديراً فنياً، ويكون قادراً على الرفض بحجة فنية تجعل الإجازة حالة إبداعية تضاف للمادة المبثوثة .
نحن في أول يوم، وستتهافت علينا المسلسلات بغثها وغثيثها ، ونتمنى أن يكون هذا المقال غير صائب في ما سيقدم هذا الشهر.
ومن الليلة سوف تحاصرنا المسلسلات التي تم صك أوقاتها بمسمى المسلسلات الرمضانية.
وفي كل عام تدخل علينا بغثها وغثيثها، ولم ينجح من هذا الغثاث إلا ما ندر.
وإن كان الحديث عن المسلسلات السعودية أتمنى لهذا العام خروج المنتجين عن العادة السنوية التي ألفنا عليها، أو تم وضع قاعدة استعادة المشاكل الاجتماعية في قوالب جاهزة حتى غدت المسلسلات استعادة النهج الصحفي في استطلاعاته، وتقريره بما وافق حالة النشر.
والخشية هي استعادة الإسكتشات الهزيلة على أن ما تم إنتاجه لهذا الشهر هي دراما محلية، وإذا حدث ذلك فنحن نثبت قاعدة (مكانك سر)، ويعيدنا أيضاً لتأكيد عجز المنتجين عن قراءة المنتج الإبداعي الذي يمثل تراكماً إبداعياً كبيراً من غير أن يستغل في تحويله إلى دراما مرئية.
فالمنتجون يتساهلون في المفاهيم الفنية لدور الفن القائم على تقديم حياة يستشعر معها المشاهد بوجوده الحياتي ضمن إطار تلك الدراما.. فإن كانت الدراما المحلية قامت على الاستطلاع الصحفي، أو على المشاكل التي ترشح على السطح، فهذه القاعدة كانت صالحة في زمن ماضوي، فالفن ليس وسيلة لعرض الشكاوى أو استعراضاً للنقص الخدمي أو الدندنة لما قدمته الوزارات من خدمات وتمجيدها.
فالفن خلق حالة دهشة جاذبة تجسد إنسانيتنا حيال المعاش وتعمق من مدلولات الأشياء المحيطة بنا من خلال تراكمها الفكري وما تنتجه من سلوكيات بشرية تؤثر فينا بما تنتهج من سلوك وتبني الذائقة الفنية لدى المتلقي.
وتساهل المنتجين أدى إلى ظهور المسلسلات السعودية بصورة باهتة حتى أن عنصر الإضحاك القائم على الموقف وليس على التنكيت، فالإضحاك من خلال الموقف انحسر انحساراً فادحاً لكوننا ألفنا حركة وتعابير الممثلين المعتمد عليها في إضفاء جانب المفارقة عبر السنوات الماضية..
وخسرت تلك المسلسلات في جانبها الفني حين عمدت إلى إعادة ما كتب من مشاكل اجتماعية بالرغم من المفارقات التي زرعها كتاب السيناريو كون تلك المشاكل نكت عليها الجمهور في حينها وتبادلوا ضحكهم عبر كم من النكت حملتها الجوالات بما لم يبق للمثل مساحة لأن يستجلب الضحكة.
وفي ظل تردي السيناريوهات انذبحنا من بعض الممثلين الذين لا يملكون الموهبة، حيث تحولوا إلى أراجوزات «بالمفهوم الاستخفافي لكلمة أراجوز وليس بالمفهوم الفني لها»، حيث تجد نفسك في حالة استهجان لما يحدث وتفكير عميق عمن أجاز تلك المسلسلات للعرض، وهل فعلاً دفعت القناة الباثة المبالغ الطائلة لكل هذا «الاستهبال»، وهذا يقود إلى مساءلة المجيز على أي فهم فني أجاز عرض هذا المسلسل أو ذاك؟
وصدقاً يمكن القول، إن من يجيز مسلسلات (هايفة) يكون هو (الهايف) وسوف تفضح هيافته من خلال المجاز للعرض.
سؤال آخر، أليس في القناة الباثة وهذا يولد سؤالاً عن نوعية المجيز، هل هو فنان أم موظف؟
فالوظيفة تخلق مجيزاً (الله يستر عليه)، وهو شخصية باردة يعنيه وصول الراتب كما هو، وأعتقد أن من الأهمية بمكان أن يكون المجيز فناناً يقدر نوعية المادة المقدمة تقديراً فنياً، ويكون قادراً على الرفض بحجة فنية تجعل الإجازة حالة إبداعية تضاف للمادة المبثوثة .
نحن في أول يوم، وستتهافت علينا المسلسلات بغثها وغثيثها ، ونتمنى أن يكون هذا المقال غير صائب في ما سيقدم هذا الشهر.