-A +A
حسين شبكشي
عالم إدارة المال والاستثمار له قواعد وأسس ومناهج إدراكها وإتقانها هو تحديداً الذي يفرق بين الهواة والمحترفين. وفي بلادنا الغالية هناك أسماء لامعة برزت في هذا المجال وتم تسليط الضوء عليها، ولكن هنا أيضاً أسماء لا تقل أهمية إن لم تكن أكثر كفاءة ولكنها تعمل بعيداً عن الصخب والأضواء، وقد يكون من المفيد التحدث عنها لما في ذلك من فائدة للآخرين الباحثين عن قدوات من حولهم.

ومن تلك الأسماء المهمة واللامعة والناجحة في مجالها لميس العطيشان، والتي تعمل في مجال الاستثمارات الخاصة بشركة وصاية الذراع الاستثمارية لشركة أرامكو. وقد رسمت لميس العطيشان لنفسها خارطة طريق متخصصة ومركزة في مجال الاستثمارات النفطية، وكان هذا هدفها منذ أن خطت خطواتها الأولى في مجالها المهني.


تخرجت بتخصص الماجستير في مجال إدارة الأعمال من إحدى أهم وأرقى الجامعات الأمريكية في هذا المجال وهي كلية هاس بجامعة بيركلي بولاية كاليفورنيا.

ثم انخرطت في المجال المصرفي لفترة وجيزة من الزمن، لتنتقل بعدها إلى شركة أرامكو لتعمل كمحللة مالية، ثم تنتقل لتصبح محللة استثمارية للأسواق الخاصة والمفتوحة. وهنا بدأت تكوّن لنفسها المنهجية التي عرفت بها وأصبحت أشبه ببصمتها المهنية. منهجيتها كانت الهدوء في العمل، سعة الصدر، التأكد من القرار قبل اتخاذه بالتحضير والاستعداد الجيد له وتحليل عميق ودقيق لكافة جوانبه.

وكان شعارها دوماً أن يكون الإنسان قليل الكلام وليدع إنجازاته ونتائجه تتحدث عنه.

ثم عادت لميس العطيشان مجدداً إلى الولايات المتحدة الأمريكية ولكن هذه المرة لأجل العمل والتطوير الجاد لثقافتها المهنية لتنضم إلى إحدى أكبر معاقل التعليم الجامعي وتحديداً جامعة ستانفورد بكاليفورنيا لتعمل في صندوق الاستثمارات النفطية، وهي تجربة كانت ثرية للغاية أعطتها أبعاداً جديدة ومختلفة من وجهة نظر غير تقليدية أضافت لها خبرة وعلماً طوراً من مهاراتها ومعرفتها.

وبعدها أقدمت على تحدٍ وظيفي مهني جديد أيضاً في الولايات المتحدة الأمريكية وقبلت مهمة في منصب تنفيذي في إحدى الشركات الاستثمارية المهمة في ولاية كاليفورنيا والمتخصصة في مجال التقنية الحديثة وأبلت فيها بلاء حسناً واستفادت من أبعاد جديدة في حقل تحتدم فيه الفرص والمنافسة.

لتعود بعد ذلك إلى السعودية وتنضم لشركة وصاية الذراع الاستثمارية لشركة أرامكو، حيث هي الآن.

مسيرة لميس العطيشان المميزة التي اعتمدت فيها على العمل الدؤوب وبهدوء شديد وتطوير المهارات بخبرة وعلم كوّنت من خلالها خلطة نجاح تستحق التحية والتقدير والاحترام.

من أحسن استغلال الفرصة بمضاعفة الجهد في العمل لتعظيم فرصة الحصول على الخبرة ودعم ذلك بسعي لا ينقطع للعلم والتعلم نهاية طريقه الوصول إلى مبتغاه وهو النجاح.