-A +A
خالد سيف
عندما دشنت الرياضة السعودية مشروعها الكبير، ووضعت الاستراتيجيات، المنبثقة من رؤية شمولية، أيقنت أن الرياضة ركيزة أساسية للنمو الاقتصادي، والتطور الاجتماعي. وبدأت بالتدريج في تنفيذ البرامج الاستثمارية، وفق خريطة واضحة المعالم. بدأت القصة بتحسين البنية التحتية، ووضع أسس تنفيذ عدد من المشاريع التنموية، من بينها المدارس الرياضية، والأكاديميات المتخصصة، والمدن الرياضية، واستضافة عدد من المناسبات، الإقليمية والعالمية، في مختلف الرياضات، وشرعت في الاستثمار في مجال كرة القدم باستحواذ صندوق الاستثمارات العامة على عدد من الأندية، وسعيه إلى تنظيم العمل الإداري، وتأسيس شركات استثمارية مؤهلة للمساهمة في تنفيذ المشروع الكبير، واستقطاب الخبرات الإدارية والفنية، وأحدث الأساليب التقنية، التي تخدم اللعبة، واستحداث برنامج خاص لاستقطاب نجوم من العيار الثقيل في عالم المستديرة، إلا أنه أمام هذا العمل الجبار، والجهود الكبيرة، ما زالت هناك أحداث لا يمكن تجاوزها، خاصة وأن الدوري السعودي سحب البساط من الدوريات الخمسة العالمية، وأصبح محط أنظار عشاق كرة القدم، وتتسابق على نقله الفضائيات العالمية، ولا يمكن أن يتعرض هذا المشروع لأحداث تهدر الجهد والمال، وتفرز ردود أفعال عكسية لا تخدم المسابقة، وتضعف من قوتها، وقد تشوه سمعتها، وترجح كفة فريق على آخر، وللأسف تكرارها يتسبب في احتقان الوسط الرياضي، ويثير البلبلة والتأويلات. وهنا لا بد من التصحيح، حتى لا نمنح المتربصين فرصة الاصطياد في الماء العكر.

من هذا المنطلق، نوجه دعوة عاجلة للمنظومة الرياضية ولجانها بضرورة اليقظة، والعمل بجدية للتصحيح، ومواكبة المرحلة.


لا يعقل أن نملك مسابقة تحظى بدعم كبير، وبهذا الزخم من النجوم والمشاهدات، وتظهر بمخرجات تحمل فوارق فنية وعناصرية، وموسم يلفظ أنفاسه مبكراً، فريق يغرد خارج السرب، وفريق يفحط للهروب بالوصافة، وفرق تتصارع على مراكز النخبة، وأخرى تتزاحم على مراكز الدفء، والبقية يبحثون عن طوق نجاة، والسبب المعاناة المستمرة من اللجان المرتبكة، والقرارات المرتعشة.

أبرزها حكام مهزوزون يتكرر حضورهم، جداول ومواعيد وتنقلات في الملاعب مستفزة، جماهير ساخطة تستجدي أنديتها بضرورة جلب فريق لمكافحة «الفيران»، دفعاً للضرر الذي قد يلحق بها، من داخل الغرف المظلمة.