كنت أنوي نشر هذه المعلومة ضمن مادة أُعِدُّهَا عن الشيخ جميل بن إبراهيم الحجيلان للنشر بعد رمضان، أما وقد استمعت إلى الشيخ جميل يتحدث في «الليوان» مع الزميل عبدالله المديفر صباح اليوم (23/3/2024) عن اللقاء الذي أثَّر في نفس الحجيلان وحياته، ومسيرة عمله المهني، تلك المسيرة الجليلة، المبهجة، العابقة بالعطاء للوطن، المرصعة بالإنجاز، المتميزة بالإخلاص، فلا بد من تعجيل نشرها.
لقاء الحجيلان بعد عودته من مهمته سفيراً للسعودية لدى الكويت، مع ولي العهد، رئيس الوزراء، الأمير فيصل، الذي عرض فيه على الحجيلان عزمه إنشاء وزارة للإعلام، وتعيينه وزيراً لها، ليكون أول وزير للإعلام في السعودية.
وكما ذكر الحجيلان للمديفر عن طريقة عرض الفيصل عليه توزيره، وأدب الملوك في أسلوب العرض، عندما قال فيصل له إنه ينوي أن يعينه وزيراً للإعلام. وسأله عن رأيه.
فرد الحجيلان، قائلاً للفيصل: يا طويل العمر، أنا لا أملك الأمر. الأمر لك. أنا أحب بلدي وأنا مؤمن أن استقرار هذا البلد وازدهاره ووحدته رهن بوجود الأسرة المالكة.
يواصل جميل فيقول: وهنا سمعت ما لم أتوقعه إطلاقاً من الأمير فيصل.
قال المديفر للحجيلان: ماذا سمعت؟
رد الحجيلان، ناقلاً قول الأمير فيصل له، بما نصه: «يا أخ جميل لو كنت أعلم أن وجود هذه الأسرة ليس في صالح الأمة لكنت أول من حمل السيف عليها».
يقول جميل عن كلمة الفيصل السابقة، إنها: «كلمة أرويها وأنا في مواجهة التاريخ. ربما في الناس من لا يصدق ما أقوله. الأمير فيصل سيد الكلمة، الذي لا يقول إلا ما يريد أن يقوله».
وكان الشيخ جميل تفضل وأطلعني على مذكراته الماتعة، ولفتت كلمة الأمير فيصل (الملك لاحقاً) انتباهي، وخلال قراءتي، وقفتُ على مادة مهمة تؤكد رواية جميل السابقة، وهو ما جاء في كتاب الأستاذ خير الدين الزركلي (ت 1976 م)، وعنوانه: (الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز)، وفي ص 334، تحت عنوان: (ودعاءٌ أعجب...)، قال الزركلي: «أخبرني أحد ضباط القصر الملكي، قال: رأيتُ الملك عبدالعزيز، في الهزيع الأخير من الليل، عند صلاة الفجر، يتمسك بأستار الكعبة، ويدعو الله قائلاً: اللهم إن كان في هذا المُلك خيرٌ لي وللمسلمين، فأبقه لي ولأولادي. وإن كان فيه شَرٌّ لي وللمسلمين، فانزعه مني ومن أولادي!». انتهى من الوجيز.
وما ذكره الزركلي عن الضابط، من دعاء الملك عبدالعزيز، رحمه الله، هو نفس فكرة ما نقله الحجيلان عن الأمير فيصل، في اللقاء الذي مضى عليه نحو 64 عاماً تقريباً، وذكره في ذكرياته، وقاله في مقابلة المديفر.
إن استقرار المفهوم عند الأب، المؤسس، الملك عبدالعزيز، لدرجة أن يكون مناجاة بينه وبين ربه سبحانه، وهو متعلق بأستار الكعبة المشرفة، خليقٌ بأن يكون مستقراً في ذهن ابنه الذي أخذ الكثير من والده، حتى كان من أشبه الناس به وعياً، وسياسة، وسلوكاً، أعني الملك فيصل بن عبدالعزيز. وفي المثل: الابن سرُ أبيه.
إن من أمانة جميل الحجيلان أن ساق بعد ما قاله له الأمير فيصل الموضوع، مؤكداً على أنه حرص على توثيق مقولة الفيصل بعد خروجه من المقابلة بكتابة ما قيل في السيارة، وإعادة الكتابة بعد أن وصل لمقر إقامته ثانية. ونشكر للشيخ الجليل الجميل النبيل حرصه على نقل بعض تاريخنا، كما نشكره على ما كتبه من تاريخ بلادنا في مذكراته الماتعة التي يتطلع الجميع لرؤيتها، ويتلهف الشباب للوقوف على معالم بناء قيادتنا لبلادنا العظيمة عبر توثيق جميل الحجيلان لهذه الأحداث.
أردت أن أورد ما يؤكد رواية الشيخ جميل أمس في حوار الزميل عبدالله المديفر الجميل معه، الذي نتطلع لمتابعة باقيه الليلة، وأرجو أن يكون في ما ذكرته فائدة.
لقاء الحجيلان بعد عودته من مهمته سفيراً للسعودية لدى الكويت، مع ولي العهد، رئيس الوزراء، الأمير فيصل، الذي عرض فيه على الحجيلان عزمه إنشاء وزارة للإعلام، وتعيينه وزيراً لها، ليكون أول وزير للإعلام في السعودية.
وكما ذكر الحجيلان للمديفر عن طريقة عرض الفيصل عليه توزيره، وأدب الملوك في أسلوب العرض، عندما قال فيصل له إنه ينوي أن يعينه وزيراً للإعلام. وسأله عن رأيه.
فرد الحجيلان، قائلاً للفيصل: يا طويل العمر، أنا لا أملك الأمر. الأمر لك. أنا أحب بلدي وأنا مؤمن أن استقرار هذا البلد وازدهاره ووحدته رهن بوجود الأسرة المالكة.
يواصل جميل فيقول: وهنا سمعت ما لم أتوقعه إطلاقاً من الأمير فيصل.
قال المديفر للحجيلان: ماذا سمعت؟
رد الحجيلان، ناقلاً قول الأمير فيصل له، بما نصه: «يا أخ جميل لو كنت أعلم أن وجود هذه الأسرة ليس في صالح الأمة لكنت أول من حمل السيف عليها».
يقول جميل عن كلمة الفيصل السابقة، إنها: «كلمة أرويها وأنا في مواجهة التاريخ. ربما في الناس من لا يصدق ما أقوله. الأمير فيصل سيد الكلمة، الذي لا يقول إلا ما يريد أن يقوله».
وكان الشيخ جميل تفضل وأطلعني على مذكراته الماتعة، ولفتت كلمة الأمير فيصل (الملك لاحقاً) انتباهي، وخلال قراءتي، وقفتُ على مادة مهمة تؤكد رواية جميل السابقة، وهو ما جاء في كتاب الأستاذ خير الدين الزركلي (ت 1976 م)، وعنوانه: (الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز)، وفي ص 334، تحت عنوان: (ودعاءٌ أعجب...)، قال الزركلي: «أخبرني أحد ضباط القصر الملكي، قال: رأيتُ الملك عبدالعزيز، في الهزيع الأخير من الليل، عند صلاة الفجر، يتمسك بأستار الكعبة، ويدعو الله قائلاً: اللهم إن كان في هذا المُلك خيرٌ لي وللمسلمين، فأبقه لي ولأولادي. وإن كان فيه شَرٌّ لي وللمسلمين، فانزعه مني ومن أولادي!». انتهى من الوجيز.
وما ذكره الزركلي عن الضابط، من دعاء الملك عبدالعزيز، رحمه الله، هو نفس فكرة ما نقله الحجيلان عن الأمير فيصل، في اللقاء الذي مضى عليه نحو 64 عاماً تقريباً، وذكره في ذكرياته، وقاله في مقابلة المديفر.
إن استقرار المفهوم عند الأب، المؤسس، الملك عبدالعزيز، لدرجة أن يكون مناجاة بينه وبين ربه سبحانه، وهو متعلق بأستار الكعبة المشرفة، خليقٌ بأن يكون مستقراً في ذهن ابنه الذي أخذ الكثير من والده، حتى كان من أشبه الناس به وعياً، وسياسة، وسلوكاً، أعني الملك فيصل بن عبدالعزيز. وفي المثل: الابن سرُ أبيه.
إن من أمانة جميل الحجيلان أن ساق بعد ما قاله له الأمير فيصل الموضوع، مؤكداً على أنه حرص على توثيق مقولة الفيصل بعد خروجه من المقابلة بكتابة ما قيل في السيارة، وإعادة الكتابة بعد أن وصل لمقر إقامته ثانية. ونشكر للشيخ الجليل الجميل النبيل حرصه على نقل بعض تاريخنا، كما نشكره على ما كتبه من تاريخ بلادنا في مذكراته الماتعة التي يتطلع الجميع لرؤيتها، ويتلهف الشباب للوقوف على معالم بناء قيادتنا لبلادنا العظيمة عبر توثيق جميل الحجيلان لهذه الأحداث.
أردت أن أورد ما يؤكد رواية الشيخ جميل أمس في حوار الزميل عبدالله المديفر الجميل معه، الذي نتطلع لمتابعة باقيه الليلة، وأرجو أن يكون في ما ذكرته فائدة.