صُدم الكثيرون من المعلومات والإحصائيات والقصص التي ظهرت في الحلقة الخاصة لبرنامج «الليوان» الأسبوع الماضي عن المخدرات، والحقيقة أن كل ذلك متوقع لمن لديه اطلاع على هذا العالم المظلم، بل هناك ما هو أبشع وأشنع مما شاهدناه في تلك الحلقة، قصص لا يصدقها العقل لأنها نتيجة غياب العقل، لكننا لا نعرف سوى القليل منها، لأنها تحدث وتُدفن في عتمة القاع السحيق الذي حدثت فيه. كل مجتمعات العالم مبتلاة بهذه الآفة، ومن يشاهد المقاطع المصورة في شوارع بعض مدن العالم لأكوام المدمنين على الأرصفة سوف يشعر بخطورة ما يتعرض له البشر بسبب مافيا المخدرات.
لكن الواقع لدينا يؤكد أننا منذ سنوات عديدة نتعرض لمحاولات إغراق بالمخدرات وبكميات هائلة. لا تستغربوا كيف تدخل الكميات الكبيرة رغم الرقابة المشددة وتطور وسائل الكشف عن شحنات المخدرات ورصدها عبر خط سيرها للمملكة ثم القبض على شبكاتها، لا تستغربوا لأن ذلك يحدث مهما كانت قوة الرقابة، لأن أساليب العصابات تتطور أيضاً، والفاسدون الذين لا يخلو منهم أي مجتمع يسهلون مرورها، وشبكات الترويج والتوزيع منتشرة، ولهذا السبب قال أحد المروجين إن سعر جرام الشبو هبط من فوق الألف ريال إلى خمسين ريالاً. إنه الإغراق المتعمد لتسميم شباب وشابات المملكة، وقد حدث ذلك للكثير منهم بكل أسف.
انخفاض أرقام الجرائم المرتبطة بتعاطي المخدرات خبر جيد، كما أعلن المسؤولون في الحلقة، لكن المافيات العالمية لن تتوقف عن عملها، وذلك ما يتطلب جهوداً أكبر وأقوى وأشمل، ليس للجهات الأمنية فقط، وإنما لجهات كثيرة ذات صلة بالقضية كالجهات الصحية والاجتماعية والنفسية والسلوكية والتعليمية، وصولاً الى نواة الأسرة، وهذه ليست مهمة سهلة كما قد يظن البعض، لكنها حتمية لإنقاذ أعداد كبيرة سقطوا في بؤرة الإدمان وأصبحوا أسرى له، وعن كل ما ينتج عنه من جرائم مروعة، فالأمهات اللاتي كسرهن الحزن على بناتهن في مشاهد الحلقة يوجد كثير غيرهن يموتون كل لحظة من الأسى والحسرة.
نحتاج إلى جانب الجهود الأمنية الكبيرة إلى منظومة مهمة من الخدمات المتطورة في الجوانب الأخرى، مستشفيات حديثة لعلاج الإدمان بكل احتياجاتها العلاجية وبرامجها التأهيلية وما بعد التأهيلية. بعض مستشفياتنا، ولا أريد قول الكثير منها، مستوياتها وتجهيزاتها البشرية والفنية وبيئتها لا تستطيع تقديم العلاج النموذجي الشامل لضحايا الإدمان، كما أن المرحلة الأصعب المتمثلة في مواجهة الحياة بعد الخروج من المرافق العلاجية لا توجد لها برامج دعم وتشجيع تسهل انخراط المتعافي فيها وإعادته الى الحياة السوية.
المستشفيات مكتظة، والباحث عن العلاج فيها قد لا يجد موعداً قريباً فيعود إلى دائرته المظلمة، والبعض إذا دخلها يضطر لمغادرتها قبل تحسنه ووضع خطة مناسبة لعلاجه، لتكون احتمال عودته كبيرة جداً إلى ماضيه، وهذه ثغرة كبيرة في المنظومة العلاجية. طبعاً المجال لا يسمح هنا بالاستطراد للحديث عن بقية الجوانب الأساسية المهمة التي تتطلبها منظومة العلاج، وذكرناها آنفاً في المقال، ولا بد من تفعيلها بشكل صحيح.
نحن في معركة شرسة مع امبراطورية الشبو ورفاقه من السموم الأخرى، ولا يوجد مجتمع قادر على حسمها لصالحه بنسبة مئة بالمئة، ولكن مطلوب منا بالضرورة محاصرتها بكل ما أوتينا من قوة لنخرج بأقل الأضرار.
لكن الواقع لدينا يؤكد أننا منذ سنوات عديدة نتعرض لمحاولات إغراق بالمخدرات وبكميات هائلة. لا تستغربوا كيف تدخل الكميات الكبيرة رغم الرقابة المشددة وتطور وسائل الكشف عن شحنات المخدرات ورصدها عبر خط سيرها للمملكة ثم القبض على شبكاتها، لا تستغربوا لأن ذلك يحدث مهما كانت قوة الرقابة، لأن أساليب العصابات تتطور أيضاً، والفاسدون الذين لا يخلو منهم أي مجتمع يسهلون مرورها، وشبكات الترويج والتوزيع منتشرة، ولهذا السبب قال أحد المروجين إن سعر جرام الشبو هبط من فوق الألف ريال إلى خمسين ريالاً. إنه الإغراق المتعمد لتسميم شباب وشابات المملكة، وقد حدث ذلك للكثير منهم بكل أسف.
انخفاض أرقام الجرائم المرتبطة بتعاطي المخدرات خبر جيد، كما أعلن المسؤولون في الحلقة، لكن المافيات العالمية لن تتوقف عن عملها، وذلك ما يتطلب جهوداً أكبر وأقوى وأشمل، ليس للجهات الأمنية فقط، وإنما لجهات كثيرة ذات صلة بالقضية كالجهات الصحية والاجتماعية والنفسية والسلوكية والتعليمية، وصولاً الى نواة الأسرة، وهذه ليست مهمة سهلة كما قد يظن البعض، لكنها حتمية لإنقاذ أعداد كبيرة سقطوا في بؤرة الإدمان وأصبحوا أسرى له، وعن كل ما ينتج عنه من جرائم مروعة، فالأمهات اللاتي كسرهن الحزن على بناتهن في مشاهد الحلقة يوجد كثير غيرهن يموتون كل لحظة من الأسى والحسرة.
نحتاج إلى جانب الجهود الأمنية الكبيرة إلى منظومة مهمة من الخدمات المتطورة في الجوانب الأخرى، مستشفيات حديثة لعلاج الإدمان بكل احتياجاتها العلاجية وبرامجها التأهيلية وما بعد التأهيلية. بعض مستشفياتنا، ولا أريد قول الكثير منها، مستوياتها وتجهيزاتها البشرية والفنية وبيئتها لا تستطيع تقديم العلاج النموذجي الشامل لضحايا الإدمان، كما أن المرحلة الأصعب المتمثلة في مواجهة الحياة بعد الخروج من المرافق العلاجية لا توجد لها برامج دعم وتشجيع تسهل انخراط المتعافي فيها وإعادته الى الحياة السوية.
المستشفيات مكتظة، والباحث عن العلاج فيها قد لا يجد موعداً قريباً فيعود إلى دائرته المظلمة، والبعض إذا دخلها يضطر لمغادرتها قبل تحسنه ووضع خطة مناسبة لعلاجه، لتكون احتمال عودته كبيرة جداً إلى ماضيه، وهذه ثغرة كبيرة في المنظومة العلاجية. طبعاً المجال لا يسمح هنا بالاستطراد للحديث عن بقية الجوانب الأساسية المهمة التي تتطلبها منظومة العلاج، وذكرناها آنفاً في المقال، ولا بد من تفعيلها بشكل صحيح.
نحن في معركة شرسة مع امبراطورية الشبو ورفاقه من السموم الأخرى، ولا يوجد مجتمع قادر على حسمها لصالحه بنسبة مئة بالمئة، ولكن مطلوب منا بالضرورة محاصرتها بكل ما أوتينا من قوة لنخرج بأقل الأضرار.