-A +A
حمود أبو طالب
انتهى شهر رمضان الفضيل، وكعادته في كل مرة تحرص القنوات التلفزيونية المختلفة على تقديم برامج دينية وثقافية واجتماعية خاصة بالشهر، لكن النسبة الكبيرة تكون للمسلسلات الدرامية التي تتنافس عليها القنوات تنافساً محموماً، لتصبح حديث المتابعين والمحللين والنقاد في وسائل الإعلام ومنصات السوشيال ميديا.

وقد اعتدنا على مدى سنوات عديدة أن ينحصر التنافس بين قنوات محدودة العدد، لها حضور واسع ولديها خبرة متراكمة وإمكانات كبيرة، لكن حتى هذه القنوات لم يكن زخم حضورها هذا العام كالمعتاد. برامج محدودة تابعها الناس ربما لا تزيد على إعادة إنتاج برامج سابقة مكررة، مع إضافة بعض الإكسسوارات، أي أنه لم تكن هناك أعمال ضخمة ومتقنة وعميقة ملفتة، إلا ما ندر مثل مسلسل «خيوط المعازيب» الذي حصد إعجاباً وتفاعلاً كبيراً، لا ندري أهو موضوعي أم عاطفي.


الجهة التي تفاجئنا منذ سنوات قريبة هي هيئة الإذاعة والتلفزيون (SBA) بما تقدمه القناة السعودية الأولى على وجه الخصوص وبقية القنوات. الملاحظ أنها تتطور سريعاً لتكون حاضرة بشكل قوي ومقنع، عبر حزمة برامج رمضانية متنوعة المحتوى وجذابة، كما فعلت هذا العام، طيف كبير من المواد قدمتها القناة الأولى تولدت عن أفكار توائم بين المتعة والمعلومة والدهشة والرشاقة والتجديد.

أجزم أنني تابعت نسبة كبيرة مما قدمه التلفزيون السعودي هذا الشهر، وأستطيع الجزم أن هناك فرقاً كبيراً بين ما كان عليه قبل سنوات قريبة والآن، وهذا يشير إلى قدرته خلال المستقبل القريب ليكون في الصدارة عربياً، فهناك تخطيط وتطوير مستمر، وكفاءات متخصصة نذرت نفسها للتحدي، ودعم كبير من وزارة الإعلام، لأن الإعلام أحد أهم عناصر الرؤية الوطنية.

والحقيقة أن جهاز هيئة الإذاعة والتلفزيون يستحق الإشادة هذا العام، بما قدمه من أعمال نوعية لفتت الأنظار وجذبت الاهتمام، وسنرى الأفضل ليس في رمضان فقط بل في كل الدورات البرامجية القادمة.