-A +A
حمود أبو طالب
من أهم البرامج التي أوجدتها وزارة الصحة وكان له تأثير كبير في تحسين خدماتها، برنامج الزائر السري الذي يعمل على تقييم المرافق الصحية بجميع أنواعها من خلال موظفين يتقمصون دور متلقي الخدمة ورفع النتائج لأصحاب القرار بغرض تحسين الرعاية المقدمة بتعزيز الرقابة الذاتية والشفافية لرفع الجودة والكفاءة، وكذلك وضع اليد على التجاوزات والقصور والمخالفات وتطبيق الإجراءات النظامية بحقها.

هذا البرنامج يطبق على جميع مرافق وزارة الصحة ومستوياتها بلا استثناء، ليس فقط تلك التي يراجعها الناس للعلاج وإنما جميع القطاعات المتعلقة بالخدمة الصحية، ولا شك أن ذلك أسهم كثيراً في رفع جودة الخدمات، وأشعر العاملين في القطاعين الطبيين العام والخاص بوجود رقابة تختلف عن السابق عندما كانت المرافق لا تعبأ كثيراً بنتائج الجولات الرقابية لأنها تعرف عنها مسبقاً وتستعد لها لتكون النتيجة «كله تمام».


هذا البرنامج، أي برنامج الزائر السري، أسفر عن نتائج في غاية الإيجابية، وعلى سبيل المثال فقد نشرت صحيفة عكاظ يوم أمس تقريراً يفيد بأن من نتائج البرنامج ارتفاع مؤشر تجربة المستفيد بالمنشآت الصحية بنسبة 74.05%، وإنجاز 31 ألف اتصال تقييم لمراكز الاتصال، وكذلك أكثر من 3 آلاف زيارة ميدانية شهرية للمواقع المستهدفة، كما أننا نسمع بين وقت وآخر عن إغلاق منشآت ارتكبت مخالفات أو أخطاء جسيمة، وتطبيق عقوبات مشددة بحق مرافق صحية، مما قلص هامش الاستهتار بصحة الناس وإهمال عنصر الجودة.

نعرف أن لدينا الآن هيئة قوية تمارس دورها النبيل هي هيئة مكافحة الفساد بكل أشكاله وفي كل المرافق، ولكن عندما تكون الرقابة من ذات المنشأة على أدائها وبطريقة غير معلنة فإن النتائج تكون أفضل وأسرع، وبالتالي نتمنى على بقية الجهات أن تحذو حذو وزارة الصحة بتطبيق برنامج الزائر السري.