-A +A
ليلى الجابر
لقد انتصر نادي العين الإماراتي انتصاراً شهده العالم أجمع ليس لأنه فريق مشهور بل لأنه انتصر على أقوى فريقين بالشرق الأوسط النصر والهلال، اللذين يضمان أقوى النجوم العالميين، مما جعل تلك المنافسة ذات قيمة عالمياً.

فكان انتصاره الأول على النصر السعودي، الذي اعتبره نادي العين هو المنافس الحقيقي له، بل اعتبره المهر الأثمن للوصول لنهائي كأس آسيا والفوز باللقب لقوة وعالمية النصر، مما سهل له الطريق للوصول لنصف النهائي.


ثم انتصر بخماسية على الهلال السعودي بعد احتفاله باستمرار سلسلة انتصاراته التي لم تخل من الأخطاء التحكيمية الكثيرة بشهادة الجميع. ولكن العين أتى وقطع تلك السلسلة بكل إصرار وقوة ودون رحمة.

العين لا يعتبر من الأندية الإماراتية المتقدمة في بلاده، بل يحتل المركز الثالث وبفارق قوي عن المتصدر، ومع ذلك شاهدنا قوة العين الدفاعية والهجومية وإصرارهم القوي على الوصول لنهائي كأس آسيا، وهذا إثبات أن القوة الحقيقية تكمن في التركيز والإصرار للوصول للهدف الحقيقي حتى لو كان أمام أكبر الأندية عالمياً، مما جعل تلك المباريات الأربع ذات قيمة تنافسية سلبت أنظار العالم خارجياً وداخلياً، وأبرزت لنا قوة بعض لاعبي نادي العين ومهاراتهم الكروية بل وذكاءهم في طريقة إدارة اللعب من إضاعة للوقت وفهم مناطق الضعف لدى الفريق المنافس لتشتيت حماسهم والانتصار عليهم.

العين أحدث ضجة داخلية وخارجية بانتصاره القوي أمام الهلال الذي أظهره لنا كفريق عادي لم يحارب لأجل اللقب والوصول لنهائي كأس آسيا، فأصبح الهلال حديث العالم انتقادياً وليس فخراً وإشادة، وهذا الأمر مؤلم جداً لجماهيره وعاشقيه، فما كنا نراه من انتصارات متتالية رفضتها الكثير من الأندية لما تحمله من أخطاء تحكيمية وكثرة احتساب بلنتيات لم نشهدها في عالم الكرة سببت الكثير من الانتقادات حتى من الوسط الرياضي خارجياً بحكم أننا أصبحنا محط أنظار العالم.

نادي العين الإماراتي للأسف وبكل جدارة وقوة أظهر لنا القوة الحقيقية باختيار التحكيم القوي والعادل والدقيق في هذه المباراة المهمة مع ما يمتلكه من مهارات لاعبيه، فقطع تلك السلسلة التي تغنى بها نادي الهلال الذي كان يسعى بكل غرور للحفاظ عليها أكثر من معالجة الأخطاء الفنية داخل النادي!!

******

شيء مؤسف ومخجل رياضياً ما فعله بعض جماهير الهلال من انتقادات قوية وإساءة لبعض لاعبي الهلال ومدرب الفريق خيسوس بإثارة الغضب داخل الملعب وخارجه بعد خروجهم من كأس آسيا.

فهل من العقل أن يُعامل هذا المدرب الذي حقق لهم سلسلة انتصارات متتالية بهذا الأسلوب والمطالبة بإقالته بعد الهزيمة التي هزت تلك الانتصارات بلحظة واحدة؟!

الوعي الجماهيري لا يمتلكه الجميع، فهناك من يقف بجانب فريقه مهما كانت النتائج وهذا هو الوعي الحقيقي لحب الفريق والاستمرار معه ومساندته.

*****

ألف مبروك لنادي العين وصوله لنهائي كأس آسيا الذي أصبح حديث العالم، وانتزع لقب الزعيم وأثبت أنه الزعيم الحقيقي كما يتغنى عاشقوه وجماهيره..

******

ملاحظة

جميع عاشقي الكرة يتطلعون للمنافسة الحقيقية التي تخلو من الأخطاء التحكيمية المرفوضة مما يجعلهم يفتقدون لذة التنافس ومتعة المشاهدة.

أتمنى التغيير الحقيقي ووضع القواعد الصارمة أمام التحكيم حتى نصل لأعلى قمة تنافسية بين الأندية المشاركة.