لطالما طرح هذ السؤال: هل جماعة الإخوان المسلمين تيار فكري، أم تنظيم انقلابي؟
في نظري أن هذا السؤال الأهم الذي يجب الوصول إلى جواب إليه في أي نقاش مع من ينتمي للإخوان المسلمين علناً، أو من يدعي عدم الانتماء لهم بينما هو عضو سري يخدمهم وينفذ أجنداتهم.
يعتقد الإخوان المسلمون أن إرادتهم تعلو ولا يُعلى عليها، وأنهم يمنحون من يريدون مرتبة القبول أو يحرمونه منها، فعلوها مع الكثير سابقاً ويفعلونها الآن، فقط يجب أن تكون «عبداً» لأفكارهم ومشيئاتهم، أو سيحولونك إلى شيطان، ويغتالونك معنوياً.
لكنهم وبحق فشلوا في استقطاب المثقف السعودي، نعم اخترقوا البعض دون وعي من المثقف أحياناً، أو لأن من اخترقوه كائن مصلحي، إلا أن الأغلبية بقيت على مواطنتها وحفاظها على ولائها للحكم والقيادة قولاً واحداً.
هل تتذكرون القوائم التي نشرت عمن اتهموا زوراً بالتصهين، التي أصدرها بعض كوادر «الإخوان» بسبب تداعيات حرب غزة، لقد سبقتها في عقود مضت قوائم «محلية» استهدفت اغتيالهم وفصلهم عن المجتمع، مثل أوصاف العلمانيين والتغريبيين التي نشروها في أوساط الجامعات والإعلام والثقافة والتكنوقراط خلال الثمانينات والتسعينات والألفية، وصولاً إلى 2015، وهو العام المفصلي في تاريخ هيمنة التنظيم على الشارع، إذ تم دحرهم ودحر رأس حربتهم «مشروع الصحوة»، على يد القائد الفذ الأمير محمد بن سلمان.
السؤال الكبير الذي يجب أن يُطرح قبل أي نقاش مع الإخوان المسلمين وفلولهم في محاولتهم الفرار من خطيئتهم تجاه المجتمع طوال أكثر من 60 عاماً هي تاريخ نشأة التنظيم في المملكة: من وصف هيئة كبار العلماء في المملكة بوصف لا يليق بقاماتهم أجلهم الله عن أي وصف قبيح.
من كفَّر وفسَّق وعلمن غازي القصيبي، وتركي الحمد، وسعيد السريحي، ومحمد الثبيتي، ومصطفى إدريس.. وغيرهم الكثير؟
من سمى صحيفة الشرق الأوسط بخضراء الدمن، وصحيفة الوطن بالوثن، من وصف قناة العربية بالعبرية، من حارب «عكاظ»، والرياض، والجزيرة، وسيدتي، ومجلة المجلة، ألم يكونوا قيادات الإخوان في أشرطتهم وخطبهم؟
من دهم الأندية الأدبية وحرق خيام الفعاليات؟ من اتهمها بأنها وكر العلمانيين واليساريين؟ من حرض السلطة على الفنان، والرسام، والمثقف، والصحفي؟ من اخترق السلفية، وألبسها عباءة الصحوة وجعل منها رأس رمح للمشروع الإخواني؟ بالتأكيد ليست كائنات فضائية، لقد كانوا كوادر التنظيم السري.
اليوم أصبح تركي الحمد مقبولاً - عندهم - لأنه على فراش المرض، ولأنه من الجيد استثمار مرضه ضمن خارطة المشروع الإخواني الكبير، علينا أن نعي أن تركي الحمد لم يكن لوحده، فما أن توفي غازي القصيبي، رحمه الله، حتى تم استثمار موته لصالح التنظيم وإعادة تدوير العلاقة معه، بينما كان بالنسبة لهم - خلال حياته - علمانياً تغريبياً، بهدف هدم علاقته مع السلطة، وبهدف أوسع وهو إزاحته وأمثاله من حلقات القيادة الإدارية في الحكومة ليتمكنوا من الحلول مكانهم. يقول تركي الحمد في بعض تغريدات نشرها في عز حربهم عليه: لقد اعتادوا على وصمي بكل قبيح منذ أيام الجامعة وبدايات الغفوة لا أعادها الله.
منذ أيام طالب الشيخ عايض القرني في لقاء مطول عبر قناة «إم بي سي» جماعة الإخوان بالاعتذار عن جرائمها التي ارتكبتها في حق الإسلام أولاً وحق الوطن والمجتمع ثانياً.
لطالما حاول الإخوان اختراق المثقف السعودي، كما فعل «الإخواني» المصري والأردني والسوري، الذين جعلوا من بعض المثقفين هناك مجرد مطايا يحملون المشروع الإخواني على أكتافهم دون أن يعلموا الهدف النهائي لهم، إما بحجة نشر حرية الرأي، أو معارضة السلطة تارة أو مناكفتها، أو حتى الاستفادة من مشاريع الإخوان، لكنهم أبداً – أي الإخوان – لم يكونوا يحترمون المثقف من خارج دائرتهم.
محلياً وعلى مدى ستة عقود عجزوا عن بناء تيار ثقافي موالٍ لهم، لكنهم استطاعوا بناء رمزيات وعظية، ومالية، وتجارية، ووظيفية، يخدمون بها مشروعهم، إلا أن المؤكد أنهم أبداً لم يكونوا تياراً ثقافياً يمكن التعامل معه أو تفهم أفكاره وآرائه، بل أثبتت تصرفاتهم وحمقهم وتعنتهم وكراهيتهم لخصومهم أنهم مشروع انقلابي هدفه في نهاية الأمر الوصول لكرسي الحكم في أي بقعة من العالم العربي.
في نظري أن هذا السؤال الأهم الذي يجب الوصول إلى جواب إليه في أي نقاش مع من ينتمي للإخوان المسلمين علناً، أو من يدعي عدم الانتماء لهم بينما هو عضو سري يخدمهم وينفذ أجنداتهم.
يعتقد الإخوان المسلمون أن إرادتهم تعلو ولا يُعلى عليها، وأنهم يمنحون من يريدون مرتبة القبول أو يحرمونه منها، فعلوها مع الكثير سابقاً ويفعلونها الآن، فقط يجب أن تكون «عبداً» لأفكارهم ومشيئاتهم، أو سيحولونك إلى شيطان، ويغتالونك معنوياً.
لكنهم وبحق فشلوا في استقطاب المثقف السعودي، نعم اخترقوا البعض دون وعي من المثقف أحياناً، أو لأن من اخترقوه كائن مصلحي، إلا أن الأغلبية بقيت على مواطنتها وحفاظها على ولائها للحكم والقيادة قولاً واحداً.
هل تتذكرون القوائم التي نشرت عمن اتهموا زوراً بالتصهين، التي أصدرها بعض كوادر «الإخوان» بسبب تداعيات حرب غزة، لقد سبقتها في عقود مضت قوائم «محلية» استهدفت اغتيالهم وفصلهم عن المجتمع، مثل أوصاف العلمانيين والتغريبيين التي نشروها في أوساط الجامعات والإعلام والثقافة والتكنوقراط خلال الثمانينات والتسعينات والألفية، وصولاً إلى 2015، وهو العام المفصلي في تاريخ هيمنة التنظيم على الشارع، إذ تم دحرهم ودحر رأس حربتهم «مشروع الصحوة»، على يد القائد الفذ الأمير محمد بن سلمان.
السؤال الكبير الذي يجب أن يُطرح قبل أي نقاش مع الإخوان المسلمين وفلولهم في محاولتهم الفرار من خطيئتهم تجاه المجتمع طوال أكثر من 60 عاماً هي تاريخ نشأة التنظيم في المملكة: من وصف هيئة كبار العلماء في المملكة بوصف لا يليق بقاماتهم أجلهم الله عن أي وصف قبيح.
من كفَّر وفسَّق وعلمن غازي القصيبي، وتركي الحمد، وسعيد السريحي، ومحمد الثبيتي، ومصطفى إدريس.. وغيرهم الكثير؟
من سمى صحيفة الشرق الأوسط بخضراء الدمن، وصحيفة الوطن بالوثن، من وصف قناة العربية بالعبرية، من حارب «عكاظ»، والرياض، والجزيرة، وسيدتي، ومجلة المجلة، ألم يكونوا قيادات الإخوان في أشرطتهم وخطبهم؟
من دهم الأندية الأدبية وحرق خيام الفعاليات؟ من اتهمها بأنها وكر العلمانيين واليساريين؟ من حرض السلطة على الفنان، والرسام، والمثقف، والصحفي؟ من اخترق السلفية، وألبسها عباءة الصحوة وجعل منها رأس رمح للمشروع الإخواني؟ بالتأكيد ليست كائنات فضائية، لقد كانوا كوادر التنظيم السري.
اليوم أصبح تركي الحمد مقبولاً - عندهم - لأنه على فراش المرض، ولأنه من الجيد استثمار مرضه ضمن خارطة المشروع الإخواني الكبير، علينا أن نعي أن تركي الحمد لم يكن لوحده، فما أن توفي غازي القصيبي، رحمه الله، حتى تم استثمار موته لصالح التنظيم وإعادة تدوير العلاقة معه، بينما كان بالنسبة لهم - خلال حياته - علمانياً تغريبياً، بهدف هدم علاقته مع السلطة، وبهدف أوسع وهو إزاحته وأمثاله من حلقات القيادة الإدارية في الحكومة ليتمكنوا من الحلول مكانهم. يقول تركي الحمد في بعض تغريدات نشرها في عز حربهم عليه: لقد اعتادوا على وصمي بكل قبيح منذ أيام الجامعة وبدايات الغفوة لا أعادها الله.
منذ أيام طالب الشيخ عايض القرني في لقاء مطول عبر قناة «إم بي سي» جماعة الإخوان بالاعتذار عن جرائمها التي ارتكبتها في حق الإسلام أولاً وحق الوطن والمجتمع ثانياً.
لطالما حاول الإخوان اختراق المثقف السعودي، كما فعل «الإخواني» المصري والأردني والسوري، الذين جعلوا من بعض المثقفين هناك مجرد مطايا يحملون المشروع الإخواني على أكتافهم دون أن يعلموا الهدف النهائي لهم، إما بحجة نشر حرية الرأي، أو معارضة السلطة تارة أو مناكفتها، أو حتى الاستفادة من مشاريع الإخوان، لكنهم أبداً – أي الإخوان – لم يكونوا يحترمون المثقف من خارج دائرتهم.
محلياً وعلى مدى ستة عقود عجزوا عن بناء تيار ثقافي موالٍ لهم، لكنهم استطاعوا بناء رمزيات وعظية، ومالية، وتجارية، ووظيفية، يخدمون بها مشروعهم، إلا أن المؤكد أنهم أبداً لم يكونوا تياراً ثقافياً يمكن التعامل معه أو تفهم أفكاره وآرائه، بل أثبتت تصرفاتهم وحمقهم وتعنتهم وكراهيتهم لخصومهم أنهم مشروع انقلابي هدفه في نهاية الأمر الوصول لكرسي الحكم في أي بقعة من العالم العربي.