مرت على البشرية عبر التاريخ عشرات الألوف من الحروب، التي غالباً ما اندلعت لأسباب عديدة؛ منها ما كان سياسياً ومنها ما كان اقتصادياً. وللحروب صور عديدة، منها ما هو قصير الأمد ومنها ما هو طويل الأمد، بعضها مباشر وبعضها بالوكالة، وعندما تخمد نيران الحرب يصعد على السطح السؤال الجوهري: هل حققت الحرب أهدافها؟ وما هو يا ترى الثمن الذي تكبدته الأطراف المتحاربة؟
أسوأ ما في الحروب هو أنها قد تبدأ لأسباب واهية بين طرفين اثنين ثم يتسع أمدها -لأسباب كثيرة- إلى الحد الذي يصعب فيه احتواؤها، ومن المؤكد أن هناك أطرافاً كثيرة خفية قد تعمل على إطالة أمد الحرب؛ لكونها مستفيدة من استمرارها، وقد لا تكون المنفعة المادية هي الهدف الوحيد من إشعال الصراعات، بل الرغبة في إنهاك أحد الأطراف أو حتى كليهما بقدر الإمكان، لأن كل طرف قد يمثل تهديداً خفياً لأطراف أخرى تراقب الحرب عن كثب.
بقراءة التاريخ نجد أن نيران الحرب قد اشتعلت في بعض الأحيان؛ بسبب عدم إدراك بعض الزعماء لمخاطر خوض الحروب، فالحرب عندما تبدأ قد يصعب أن تنتهي حتى لو حاول الطرف المعتدي إنهاءها، ولعل من أدرك هذه الحقائق، بعد فوات الأوان، هو الزعيم النازي هتلر؛ الذي صرح بأن الحرب تشبه من يدخل غرفة مظلمة لا يعرف ما بداخلها، لذا نجده وقد بدأ يتخبط يُمنة ويُسرة بلا هدى. وقد أدرك هتلر أن قرار إعلان الحرب كان بيده غير أن قرار إنهائها لم يكن كذلك، وقد سعى بالفعل لإيقافها عندما أدرك أن قواته ستُهزم لا محالة؛ غير أنه فشل في ذلك.
كثيراً ما تكون الحروب غير عادلة وربما غير متكافئة أيضاً، وفي بعض الأحيان تضطر بعض الدول لخوض الحرب رغماً عنها، دفاعاً عن أرضها أو عن ممتلكاتها من اعتداء آثم موجه ضدها، غير أن هناك حروباً أخرى تندلع بسبب سيطرة غريزة الهيمنة والرغبة الجامحة في فرض المزيد من التوسع وبسط النفوذ، وقد تتعلق الحروب بنهب ثروات وموارد الدول الأخرى، ومن الملاحظ أنه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية -التي أودت على الأقل بأرواح ما يناهز الخمسين مليون نسمة- بدأت العديد من الدول في التحذير من اندلاع حرب عالمية قادمة ستتسبب في دمار شامل لا يبقي ولا يذر.
من المؤكد أن قرار الحرب يعدُّ من أصعب القرارات التي من الممكن أن تتخذها أي دولة، فهو قرار يتعلق بمصيرها ككل، وهناك دول مُحيت من على الخريطة فعلياً بسبب خوضها لبعض الحروب الحمقاء، فالحرب ليست نزهة بل إنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، وهي قرار مصيري استراتيجي يجب اتخاذه بغاية الحرص والحذر، ويجب أن تكون آخر الحلول وليس أولها، غير أن التاريخ يزخر بعشرات النماذج لبعض القادة ممن لم يتورعوا في إقحام دولهم في حروب مهلكة، اعتقاداً منهم بأن النصر حليفهم في نهاية المطاف.
ومن المهم ألا يُبنى قرار شن الحرب طبقاً للمعطيات الراهنة فحسب، بل يجب حساب الأبعاد المستقبلية بدقة، وتلك المتعلقة أيضاً بالظروف المتشابكة المحتمل حدوثها لاحقاً، فهناك بعض القادة يظنون أنه بإمكانهم الانتصار في الحرب من أول جولة، وبعد اندلاع الحرب فعلياً يفاجأون بعدد كبير من العوامل التي لم يحسبوا حسابها في البداية.
الحرب مدمرة لأن ضحاياها يتجاوزون قتلى الحرب ومُصابيها، كما أن ضحاياها يمتدون لأجيال عديدة، وهي تدمر البنى التحتية وتستنزف الموارد وتقضي على الخيرات، وينشغل العالم والمنظمات الإنسانية حالياً بحربين لأسباب مختلفة، وقد دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، ودخلت حرب إسرائيل ضد قطاع غزة شهرها السابع، وفي كلا الحالتين هناك أطراف تعمل على إطالة أمدهما، والحل الوحيد لإنهاء هذين الصراعين هو توفر الرغبة الحقيقية في إنهائهما من قبل المجتمع الدولي وعلى الأخص الدول النافذة في مجلس الأمن، حيث تكمن الخطورة في استمرار هاتين الحربين في أنها من المؤكد ستتوسع لتشمل أطرافاً ودولاً عديدة، ولن تقتصر على المحيط الذي تشتعل فيه الحرب الآن، وقد تجد دول نفسها مضطرة للدفاع عن مصالحها وأمنها والدخول بشكل مباشر في الحرب، وسيتجاوز لهيبها كافة الحدود، وقد تصيب العالم بأكمله بكارثة.
أسوأ ما في الحروب هو أنها قد تبدأ لأسباب واهية بين طرفين اثنين ثم يتسع أمدها -لأسباب كثيرة- إلى الحد الذي يصعب فيه احتواؤها، ومن المؤكد أن هناك أطرافاً كثيرة خفية قد تعمل على إطالة أمد الحرب؛ لكونها مستفيدة من استمرارها، وقد لا تكون المنفعة المادية هي الهدف الوحيد من إشعال الصراعات، بل الرغبة في إنهاك أحد الأطراف أو حتى كليهما بقدر الإمكان، لأن كل طرف قد يمثل تهديداً خفياً لأطراف أخرى تراقب الحرب عن كثب.
بقراءة التاريخ نجد أن نيران الحرب قد اشتعلت في بعض الأحيان؛ بسبب عدم إدراك بعض الزعماء لمخاطر خوض الحروب، فالحرب عندما تبدأ قد يصعب أن تنتهي حتى لو حاول الطرف المعتدي إنهاءها، ولعل من أدرك هذه الحقائق، بعد فوات الأوان، هو الزعيم النازي هتلر؛ الذي صرح بأن الحرب تشبه من يدخل غرفة مظلمة لا يعرف ما بداخلها، لذا نجده وقد بدأ يتخبط يُمنة ويُسرة بلا هدى. وقد أدرك هتلر أن قرار إعلان الحرب كان بيده غير أن قرار إنهائها لم يكن كذلك، وقد سعى بالفعل لإيقافها عندما أدرك أن قواته ستُهزم لا محالة؛ غير أنه فشل في ذلك.
كثيراً ما تكون الحروب غير عادلة وربما غير متكافئة أيضاً، وفي بعض الأحيان تضطر بعض الدول لخوض الحرب رغماً عنها، دفاعاً عن أرضها أو عن ممتلكاتها من اعتداء آثم موجه ضدها، غير أن هناك حروباً أخرى تندلع بسبب سيطرة غريزة الهيمنة والرغبة الجامحة في فرض المزيد من التوسع وبسط النفوذ، وقد تتعلق الحروب بنهب ثروات وموارد الدول الأخرى، ومن الملاحظ أنه عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية -التي أودت على الأقل بأرواح ما يناهز الخمسين مليون نسمة- بدأت العديد من الدول في التحذير من اندلاع حرب عالمية قادمة ستتسبب في دمار شامل لا يبقي ولا يذر.
من المؤكد أن قرار الحرب يعدُّ من أصعب القرارات التي من الممكن أن تتخذها أي دولة، فهو قرار يتعلق بمصيرها ككل، وهناك دول مُحيت من على الخريطة فعلياً بسبب خوضها لبعض الحروب الحمقاء، فالحرب ليست نزهة بل إنها مغامرة محفوفة بالمخاطر، وهي قرار مصيري استراتيجي يجب اتخاذه بغاية الحرص والحذر، ويجب أن تكون آخر الحلول وليس أولها، غير أن التاريخ يزخر بعشرات النماذج لبعض القادة ممن لم يتورعوا في إقحام دولهم في حروب مهلكة، اعتقاداً منهم بأن النصر حليفهم في نهاية المطاف.
ومن المهم ألا يُبنى قرار شن الحرب طبقاً للمعطيات الراهنة فحسب، بل يجب حساب الأبعاد المستقبلية بدقة، وتلك المتعلقة أيضاً بالظروف المتشابكة المحتمل حدوثها لاحقاً، فهناك بعض القادة يظنون أنه بإمكانهم الانتصار في الحرب من أول جولة، وبعد اندلاع الحرب فعلياً يفاجأون بعدد كبير من العوامل التي لم يحسبوا حسابها في البداية.
الحرب مدمرة لأن ضحاياها يتجاوزون قتلى الحرب ومُصابيها، كما أن ضحاياها يمتدون لأجيال عديدة، وهي تدمر البنى التحتية وتستنزف الموارد وتقضي على الخيرات، وينشغل العالم والمنظمات الإنسانية حالياً بحربين لأسباب مختلفة، وقد دخلت الحرب الروسية الأوكرانية عامها الثالث، ودخلت حرب إسرائيل ضد قطاع غزة شهرها السابع، وفي كلا الحالتين هناك أطراف تعمل على إطالة أمدهما، والحل الوحيد لإنهاء هذين الصراعين هو توفر الرغبة الحقيقية في إنهائهما من قبل المجتمع الدولي وعلى الأخص الدول النافذة في مجلس الأمن، حيث تكمن الخطورة في استمرار هاتين الحربين في أنها من المؤكد ستتوسع لتشمل أطرافاً ودولاً عديدة، ولن تقتصر على المحيط الذي تشتعل فيه الحرب الآن، وقد تجد دول نفسها مضطرة للدفاع عن مصالحها وأمنها والدخول بشكل مباشر في الحرب، وسيتجاوز لهيبها كافة الحدود، وقد تصيب العالم بأكمله بكارثة.