-A +A
ريهام زامكه
لا شك أن الفضول قد قتلكم، لكن صدقوني هي هكذا يا أعزائي:

تبدأ بجلب الحبيب، ثم تنتهي (بحلبه)!


في لحظة (تسكع إنترنتّي) وبينما كنت أقلب في الرسائل الواردة عبر الإيميل وجدت رسالة مُرسلة لي منذ فترة من شيخ روحاني يبدو لي أنه مُثقف ويحب القراءة والتصفح و(خفيف طينه)، عرفني بنفسه وزعم أنه (مُتمكن في مجاله) وعرض عليّ بصفتي كاتبة خدماته الجليلة بمقابل زهيد.

وأوضح أنه متخصص في (جلب الحبيب) أياً كانت ظروفه، وقال: أبدأ العمل بصورته واسم أمه ثم تحويل مبلغ بسيط، وبعدها لو كان خلف البحار لجلبته، ولو كان خلف الجبال لأتيت به ماشياً، حابياً، مستسلماً، حافياً (بدون شبشب) !

وكما هو معروف فإن (جلب الحبيب) هو مطلب العامة وأمنيتهم، سواءً كان بالقَدر والنصيب أو بالشعوذة والخرابيط، وهذه هي حيلة الجهلة من الناس، حين يصدقون الدجالين والمشعوذين ويمشون وراءهم من أجل تحقيق رغباتهم، رغم أن هناك مثلاً شعبياً قديماً لا يعرفونه يقول:

«كل شيء عند العطار إلا حبني غصب».

وهذا يعني أن الحُب لا يأتي بالطلب، ولا بالقوة، ولا بالجبر، ولا بالمال، ولا حتى بالشياطين والعفاريت. الحب يأتي بلا استئذان، ولا توقيت، ولا سبب.

وفي الواقع هؤلاء الدجّالون مُتخصصون في (حلب) الحبيب واستنزاف جيبه، وجيب الشخص (الجالب) أيضاً، لأنهم يلعبون على الحبلين فيضحكون على الطرف الأول بسرقة أمواله، ثم يذهبون للطرف الثاني (الحبيب) ويوهمونه أن هُناك سحراً معمولاً له ويجب إبطاله، وعليه أن يدفع مبلغاً ليتم ذلك، يعني رزق الهُبل على المجانين.

وكما نرى في وسائل التواصل الاجتماعي أصبح لديهم حضور وانتشار كبير، وبعضهم يكون تحت مسمى (مُعالج روحاني) فيلجأ إليه (المهابيل) وكل من يعاني من اعتلالات نفسية.

على كل حال؛ ولأني أعزكم وأخاف عليكم، لا تجعلوا المُحتالين يضحكون عليكم ويسرقون أموالكم، وإذا أردتم جلب الحبيب فلديّ طريقة مضمونة ومُجربة، ولكني لن أعطيها لأحد قبل أن يدفع مبلغاً وقدره وهذا من باب ‏(Business is business).

وأخيراً؛ احذروا أن تكونوا ضحية للاحتيال من قبل المشعوذين، مثل تلك المرأة التي لجأت إلى مشعوذ وعمل لها جلب حبيب لزوجها، فبدأ مفعول العمل يظهر بعد 3 أيام ولله الحمد، وأرسل لها زوجها ورقة طلاقها.

مسكينة حبيبتي شكله (الجنّي مضروب).