نشأنا وترعرعنا وأجيال عربية عريضة معنا وقبلنا وأخرى بعدنا على إيقاع قضايا المسرح الكويتي والدراما الكويتية والمتابعة اللصيقة لما تكتبه الصحافة الكويتية. أما مجلة العربي فكانت بمثابة وزارة إعلام الوطن العربي ككل؛ حيث توجهت مبكراً للوعي والضمير العربي، أما برنامج (افتح يا سمسم) فكان أول وأهم برنامج تلفزيوني عربي يخاطب ويستنطق الهوية العربية، ومعه سلسلة من البرامج التي أنتجتها مؤسسة الإنتاج البرامجي المشترك.
أين هذا الحراك وهذه الحيوية والديناميكية العالية وزخم الإنتاجية المتقدمة في الفكر والثقافة والفنون؛ التي كانت سمة خاصة بالمجتمع والثقافة الكويتية وعلامة خاصة لطبيعة وتركيبة هذا المجتمع العربي الأصيل؟ لماذا انطفأت تلك الشعلة المتقدة منذ ستينيات القرن الماضي وبقيت جذوتها تنير العقول لعقود؟
كيف توارت هذه الثقافة الأصيلة والفكر المستنير، بينما تعاني الأمة العربية والهوية العربية والثقافة العربية الأمرّين من تمزق ومؤامرات ومخاطر وصعوبات وتحديات لم يسبق لها مثيل؟ توقعنا مع ثورة الإنترنت والتواصل الاجتماعي ومعه الرقمنة، توقعنا أن يسيطر أصحاب المحتوى الأصيل؛ مثل المحتوى الكويتي على هذا الفضاء! لكن ذلك لم يحصل! فأين المحتوى الكويتي الأصيل؟ وما الذي يحصل في الكويت؟ نعم مرّت الكويت بظروف استثنائية، لكن حجم ونوعية الحراك الفكري والثقافي والفني الذي عاشته الكويت وعايشته خلال العقود الماضية كان أكبر وأعمق من أي ظروف عابرة ولا يجوز تجاوزه وعدم استثماره كويتياً وعربياً.
لقد كان خطاب سمو أمير دولة الكويت منذ يومين مفاجئاً للبعض ومتوقَّعاً للبعض الآخر، لكن الخطاب كان شفّافاً وصريحاً ومباشراً، وهو يشخص المخاطر والمشكلات والتحديات التي مرت وتمر بها الكويت الشقيقة منذ بعض الوقت. وما المراسيم التي أصدرها سمو أمير دولة الكويت سوى ترجمة للقناعة التي وصلت لها القيادة والشعب الكويتي إلى أهمية المرحلة وحاجتها لإصلاحات ضرورية مع ما يلزمها من مفاتيح مهمة للبدء برحلة العلاج الكفيلة بإعادة البلاد لممارسة دورها المنشود. إن الفساد هو حاضنة كل المخاطر وآفة الأمن والعدل والاستقرار. فلا يمكن تشخيص المشكلات الصغيرة والكبيرة في أي مجتمع، إلا ويكون الفساد وراءها أو في جوهرها. الفساد في كل دولة ومجتمع وليس للفساد دين أو قومية أو طبقة اجتماعية، وليس الفساد محصوراً في الكويت، ابحث عن الفساد في أغلب الدول، في كافة القطاعات الحكومية وفي القطاع الخاص، لا يمكن إصلاح أي خلل في جسم أي دولة، دون معالجة الفساد ووضع اليد على مفاصل الفساد. هناك حلف دائم بين الفساد المالي والفساد الإداري، وهذا حين يستشري يقضي على الزرع والضرع.
هناك حاجة للدور الكويتي والتأثير الكويتي والثقل الكويتي؛ كويتياً، خليجياً، عربياً وعالمياً في هذه المرحلة بالذات وقبلها، وذلك لإثراء وتعظيم المحتوى الخليجي عالمياً في مجالات الطاقة والتنمية والاستثمار والابتكار والبيئة، إلى جانب أهمية الدور الكويتي عربياً في تفعيل وتمكين التجربة الثقافية الكويتية العميقة والرصيد الثقافي الكويتي العريق؛ للحفاظ على الهوية الثقافية العربية التي تمر بمنعطف سلبي خطير يتطلب تأهيل وتنضيج وتمكين مشروع ثقافي عربي نهضوي وهوية عربية عصرية تنسجم مع الريادة الثقافية الكويتية والأسبقية الفكرية التاريخية للكويت والكويتيين.
لقد عهدنا الكويت؛ شعباً وقيادة دائماً وهي تقف على رصيد كبير من التراث السياسي الذي مكّنها وسيمكّنها -بإذن الله- من عبور وتجاوز كل الصعوبات والتحديات والمخاطر. وإن الكويت، شعباً وقيادة، لديها من الحكمة والتجربة ما يكفي لإجراء العمليات الجراحية الكفيلة بإعادة الكويت أكثر تأثيراً على الصعيد الكويتي والخليجي والعربي والعالمي. وإن ممارسة الكويت لدورها الطبيعي وتوظيفها لإمكاناتها الحقيقية واستحضارها لتجربتها الثقافية التاريخية سيكون له أبلغ الأثر كويتياً وخليجياً وعربياً في زمن انقلبت فيه الوسيلة على الرسالة وأمسكت فيه التقنية بتلابيب المحتوى.
الكويت عملاق نائم، وهناك أكثر من عملاق نائم في دولنا العربية، بحاجة لأن يضع الحصان أمام العربة وليس العكس، عندئذ وحينئذ ستتصدر مجموعة دول الخليج العربية المشهد الاقتصادي العالمي بنفس الزخم والقوة التي ظهرت بها نمور آسيا وربما أكثر، وعندئذ وحينئذ يستعيد الوطن العربي هويته وعافيته.
أين هذا الحراك وهذه الحيوية والديناميكية العالية وزخم الإنتاجية المتقدمة في الفكر والثقافة والفنون؛ التي كانت سمة خاصة بالمجتمع والثقافة الكويتية وعلامة خاصة لطبيعة وتركيبة هذا المجتمع العربي الأصيل؟ لماذا انطفأت تلك الشعلة المتقدة منذ ستينيات القرن الماضي وبقيت جذوتها تنير العقول لعقود؟
كيف توارت هذه الثقافة الأصيلة والفكر المستنير، بينما تعاني الأمة العربية والهوية العربية والثقافة العربية الأمرّين من تمزق ومؤامرات ومخاطر وصعوبات وتحديات لم يسبق لها مثيل؟ توقعنا مع ثورة الإنترنت والتواصل الاجتماعي ومعه الرقمنة، توقعنا أن يسيطر أصحاب المحتوى الأصيل؛ مثل المحتوى الكويتي على هذا الفضاء! لكن ذلك لم يحصل! فأين المحتوى الكويتي الأصيل؟ وما الذي يحصل في الكويت؟ نعم مرّت الكويت بظروف استثنائية، لكن حجم ونوعية الحراك الفكري والثقافي والفني الذي عاشته الكويت وعايشته خلال العقود الماضية كان أكبر وأعمق من أي ظروف عابرة ولا يجوز تجاوزه وعدم استثماره كويتياً وعربياً.
لقد كان خطاب سمو أمير دولة الكويت منذ يومين مفاجئاً للبعض ومتوقَّعاً للبعض الآخر، لكن الخطاب كان شفّافاً وصريحاً ومباشراً، وهو يشخص المخاطر والمشكلات والتحديات التي مرت وتمر بها الكويت الشقيقة منذ بعض الوقت. وما المراسيم التي أصدرها سمو أمير دولة الكويت سوى ترجمة للقناعة التي وصلت لها القيادة والشعب الكويتي إلى أهمية المرحلة وحاجتها لإصلاحات ضرورية مع ما يلزمها من مفاتيح مهمة للبدء برحلة العلاج الكفيلة بإعادة البلاد لممارسة دورها المنشود. إن الفساد هو حاضنة كل المخاطر وآفة الأمن والعدل والاستقرار. فلا يمكن تشخيص المشكلات الصغيرة والكبيرة في أي مجتمع، إلا ويكون الفساد وراءها أو في جوهرها. الفساد في كل دولة ومجتمع وليس للفساد دين أو قومية أو طبقة اجتماعية، وليس الفساد محصوراً في الكويت، ابحث عن الفساد في أغلب الدول، في كافة القطاعات الحكومية وفي القطاع الخاص، لا يمكن إصلاح أي خلل في جسم أي دولة، دون معالجة الفساد ووضع اليد على مفاصل الفساد. هناك حلف دائم بين الفساد المالي والفساد الإداري، وهذا حين يستشري يقضي على الزرع والضرع.
هناك حاجة للدور الكويتي والتأثير الكويتي والثقل الكويتي؛ كويتياً، خليجياً، عربياً وعالمياً في هذه المرحلة بالذات وقبلها، وذلك لإثراء وتعظيم المحتوى الخليجي عالمياً في مجالات الطاقة والتنمية والاستثمار والابتكار والبيئة، إلى جانب أهمية الدور الكويتي عربياً في تفعيل وتمكين التجربة الثقافية الكويتية العميقة والرصيد الثقافي الكويتي العريق؛ للحفاظ على الهوية الثقافية العربية التي تمر بمنعطف سلبي خطير يتطلب تأهيل وتنضيج وتمكين مشروع ثقافي عربي نهضوي وهوية عربية عصرية تنسجم مع الريادة الثقافية الكويتية والأسبقية الفكرية التاريخية للكويت والكويتيين.
لقد عهدنا الكويت؛ شعباً وقيادة دائماً وهي تقف على رصيد كبير من التراث السياسي الذي مكّنها وسيمكّنها -بإذن الله- من عبور وتجاوز كل الصعوبات والتحديات والمخاطر. وإن الكويت، شعباً وقيادة، لديها من الحكمة والتجربة ما يكفي لإجراء العمليات الجراحية الكفيلة بإعادة الكويت أكثر تأثيراً على الصعيد الكويتي والخليجي والعربي والعالمي. وإن ممارسة الكويت لدورها الطبيعي وتوظيفها لإمكاناتها الحقيقية واستحضارها لتجربتها الثقافية التاريخية سيكون له أبلغ الأثر كويتياً وخليجياً وعربياً في زمن انقلبت فيه الوسيلة على الرسالة وأمسكت فيه التقنية بتلابيب المحتوى.
الكويت عملاق نائم، وهناك أكثر من عملاق نائم في دولنا العربية، بحاجة لأن يضع الحصان أمام العربة وليس العكس، عندئذ وحينئذ ستتصدر مجموعة دول الخليج العربية المشهد الاقتصادي العالمي بنفس الزخم والقوة التي ظهرت بها نمور آسيا وربما أكثر، وعندئذ وحينئذ يستعيد الوطن العربي هويته وعافيته.