تم الإعلان، الأسبوع الماضي، عن صفقة لإنهاء الحرب على غزة، بوساطة مصرية قطرية، شاركت واشنطن في صياغتها وتعهدت بضمان تنفيذ بنودها. وزير الخارجية الأمريكي، نفسه، قال: إن المقاومة الفلسطينية أمامها عرضٌ سخيٌ عليها ألا ترفضه، لو كانت مهتمة حقيقةً بحياة الفلسطينيين ووضعِ حَدٍّ لمعاناتهم الإنسانية في القطاع. ثم كانت المفاجأة: قبلت المقاومة الصفقة!
في المقابل: رفض الصفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومجلس حربه المصغر المُسَيْطَرُ عليه من قبل عُتاة الصهيونية الدينية، متعهداً بمواصلة القتال.. ودخول رفح، حتى القضاء على المقاومة وتحرير الأسرى وتحقيق كل أهداف إسرائيل من الحرب.
ترى ماذا يريد بنيامين نتنياهو ومجلس حربه المصغر من مواصلة الحرب، بهذا الإصرار الجنوني والهوس التلمودي المريض، غير عابئٍ بما يسببه من حرج لواشنطن، المؤيدة تأييداً مطلقاً لما تسميه أمن إسرائيل.
باختصار: رئيس الوزراء الإسرائيلي، رغم ما يُقال عن مصلحته الشخصية البقاء في السلطة، خوفاً من ملاحقات قانونية قد تدخله السجن، هو يتطلع لنصرٍ حاسمٍ، في غَزّةَ، تحقيقاً لنبؤة أشعيا (سفر أشعيا: الإصحاح 9،11، 60)..! وليُذْكَرَ في التاريخ أنه باني إسرائيل الحديثة، المقبولة من الجميع في المنطقة والعالم، وهو ما عجز عن إنجازه أبو إسرائيل الحديثة ديفيد بنجوريون (1886 – 1973)، ومن جاء من بعده من حكام الدولة العبرية، تحقيقاً لحلمِ رائد الصهيونية الأول تيودورهرتزل (1869 – 1904)، معيداً مجد مملكة داود الأولى (1050 – 930 ق.م).
النصرُ الحاسمُ، من وجهةِ نظرِ نتنياهو وغُلاةِ الصهاينة الدينيين في مجلس حربه، لا يعني سوى هدف استراتيجي واحد: إخضاع القطاع، بصورة كاملة بإعادة احتلاله، من أجلِ السيطرة الفعلية الكاملة عليه، بعيداً عن أي شكل من أشكال الوجود السياسي والأمني في غَزّة، لا من الفلسطينيين ولا أي جهة أممية أو إقليمية أخرى. نصرٌ عسكريٌ حاسمٌ، يفوق حتى ذلك الذي حققه الحلفاء، باحتلال دول المحور في الحرب الكونية الثانية. احتلالٌ لا ينتج عنه أي شكل من أشكال التحول القيمي والمؤسساتي، لإدارة القطاع، غير ذلك الذي تفرضه إسرائيل، حتى لو اقتضى الأمر إبادة 2.5 مليون إنسان.
نصرٌ مستحيلٌ، لم يحدث في تاريخ الإنسانية المكتوب، ولا في أساطير الملاحم التاريخية المتداولة شفاهةً. نصرٌ لم تحلم به أو تسعى إليه قوىً كبرى متعاقبة على مكانة الهيمنة الكونية، سواء تلك المنتصرة فيها أو المهزومة. نصرٌ لم يحلم به هتلر ولا موسيليني ولا ستالين ولا توجو، دعك إن كان تشرشل وروزفلت وديجول، يسعون إليه. الولايات المتحدة بعد الحرب الكونية الثانية، أحدثت تحولاً سياسياً، لدرجة كتابة بعض دساتير الدول المنهزمة في الحرب، لكن هدفها لم يكن احتلال تلك الدول، بل منع اندلاع حرب كونية ثالثة، ليس من أجل السلام، بقدر ما كان لمنع عرقلة مشروعها الهيمنة الكونية.
الفرق بين أحلام النصر المستحيل، الذي يسعى لتحقيقه بنيامين نتنياهو ومجلس حربه، وبين رؤية الولايات المتحدة لعالم ما بعد الحرب الكونية الثانية، مع فارق النظرة الأممية الواسعة والقدرة الاقتصادية والاستراتيجية الزاخرة، إن أحلام النصر المستحيل عند نتنياهو وعتاةِ الصهاينةِ المتدنيين، لا يعكس قوة حقيقية، إنما يعكس أضغاث أحلام لأساطير تلمودية رجعية متخلفة، تعتمد في تحقيقها ليس على قوة ذاتية حقيقية، بل على قوة خارجية تبعد آلاف الأميال. هنا يطل شبح الهزيمة الوجودية الذي يؤرّق منام الصهاينة في إسرائيل. إسرائيل تعيش على جهاز صناعي يمدها بسبل الحياة الوجودية، لو جرى سحبه من مصدر طاقته، يموت الكيان المسخ، في ثوانٍ.
إسرائيل تعيش على جهاز خارجي يمدها بالحياة ويمنحها قوة مزيفة، وفي الوقت نفسه تحلم بانتصار حاسم، في معركة وجودية، يطل منها شبح هزيمة منكرة، لن تقوم لكيانها منها قائمة، أبداً.
سرابُ نصرٍ خادعٍ بقَيْعَتِهِ هزيمةٌ منكرة.
في المقابل: رفض الصفقة رئيس الوزراء الإسرائيلي، ومجلس حربه المصغر المُسَيْطَرُ عليه من قبل عُتاة الصهيونية الدينية، متعهداً بمواصلة القتال.. ودخول رفح، حتى القضاء على المقاومة وتحرير الأسرى وتحقيق كل أهداف إسرائيل من الحرب.
ترى ماذا يريد بنيامين نتنياهو ومجلس حربه المصغر من مواصلة الحرب، بهذا الإصرار الجنوني والهوس التلمودي المريض، غير عابئٍ بما يسببه من حرج لواشنطن، المؤيدة تأييداً مطلقاً لما تسميه أمن إسرائيل.
باختصار: رئيس الوزراء الإسرائيلي، رغم ما يُقال عن مصلحته الشخصية البقاء في السلطة، خوفاً من ملاحقات قانونية قد تدخله السجن، هو يتطلع لنصرٍ حاسمٍ، في غَزّةَ، تحقيقاً لنبؤة أشعيا (سفر أشعيا: الإصحاح 9،11، 60)..! وليُذْكَرَ في التاريخ أنه باني إسرائيل الحديثة، المقبولة من الجميع في المنطقة والعالم، وهو ما عجز عن إنجازه أبو إسرائيل الحديثة ديفيد بنجوريون (1886 – 1973)، ومن جاء من بعده من حكام الدولة العبرية، تحقيقاً لحلمِ رائد الصهيونية الأول تيودورهرتزل (1869 – 1904)، معيداً مجد مملكة داود الأولى (1050 – 930 ق.م).
النصرُ الحاسمُ، من وجهةِ نظرِ نتنياهو وغُلاةِ الصهاينة الدينيين في مجلس حربه، لا يعني سوى هدف استراتيجي واحد: إخضاع القطاع، بصورة كاملة بإعادة احتلاله، من أجلِ السيطرة الفعلية الكاملة عليه، بعيداً عن أي شكل من أشكال الوجود السياسي والأمني في غَزّة، لا من الفلسطينيين ولا أي جهة أممية أو إقليمية أخرى. نصرٌ عسكريٌ حاسمٌ، يفوق حتى ذلك الذي حققه الحلفاء، باحتلال دول المحور في الحرب الكونية الثانية. احتلالٌ لا ينتج عنه أي شكل من أشكال التحول القيمي والمؤسساتي، لإدارة القطاع، غير ذلك الذي تفرضه إسرائيل، حتى لو اقتضى الأمر إبادة 2.5 مليون إنسان.
نصرٌ مستحيلٌ، لم يحدث في تاريخ الإنسانية المكتوب، ولا في أساطير الملاحم التاريخية المتداولة شفاهةً. نصرٌ لم تحلم به أو تسعى إليه قوىً كبرى متعاقبة على مكانة الهيمنة الكونية، سواء تلك المنتصرة فيها أو المهزومة. نصرٌ لم يحلم به هتلر ولا موسيليني ولا ستالين ولا توجو، دعك إن كان تشرشل وروزفلت وديجول، يسعون إليه. الولايات المتحدة بعد الحرب الكونية الثانية، أحدثت تحولاً سياسياً، لدرجة كتابة بعض دساتير الدول المنهزمة في الحرب، لكن هدفها لم يكن احتلال تلك الدول، بل منع اندلاع حرب كونية ثالثة، ليس من أجل السلام، بقدر ما كان لمنع عرقلة مشروعها الهيمنة الكونية.
الفرق بين أحلام النصر المستحيل، الذي يسعى لتحقيقه بنيامين نتنياهو ومجلس حربه، وبين رؤية الولايات المتحدة لعالم ما بعد الحرب الكونية الثانية، مع فارق النظرة الأممية الواسعة والقدرة الاقتصادية والاستراتيجية الزاخرة، إن أحلام النصر المستحيل عند نتنياهو وعتاةِ الصهاينةِ المتدنيين، لا يعكس قوة حقيقية، إنما يعكس أضغاث أحلام لأساطير تلمودية رجعية متخلفة، تعتمد في تحقيقها ليس على قوة ذاتية حقيقية، بل على قوة خارجية تبعد آلاف الأميال. هنا يطل شبح الهزيمة الوجودية الذي يؤرّق منام الصهاينة في إسرائيل. إسرائيل تعيش على جهاز صناعي يمدها بسبل الحياة الوجودية، لو جرى سحبه من مصدر طاقته، يموت الكيان المسخ، في ثوانٍ.
إسرائيل تعيش على جهاز خارجي يمدها بالحياة ويمنحها قوة مزيفة، وفي الوقت نفسه تحلم بانتصار حاسم، في معركة وجودية، يطل منها شبح هزيمة منكرة، لن تقوم لكيانها منها قائمة، أبداً.
سرابُ نصرٍ خادعٍ بقَيْعَتِهِ هزيمةٌ منكرة.