-A +A
خالد سيف
الكتابة عن الاتحاد.. عميد الأندية السعودية، وما حدث له من انتكاسة، هذا الموسم، تحتاج إلى لجنة تتقصى الحقائق، وتستحضر القرارات الإدارية والفنية، وقائمة الأسماء التي شاركت في صياغتها، وبصمت بالموافقة عليها، هذه خطوة، لا يمكن تجاوزها، ولا بد أن تكون من الأولويات، وتتصدر الاهتمامات، بالنسبة للملاك، حتى يتسنى لهم الوصول لمكامن الخلل، والتخلص من أدوات الفشل، ولا يقل ذلك أهمية من ضرورة أن يقف الفريق القادم لاستلام المهمة، لمعرفة الأسباب التي هوت بفريق بطل من القمة إلى حالة لا تليق بنادٍ صنع التاريخ، وحصد الأمجاد، محلياً وعربياً وإقليمياً، وحصل على ثقة أكبر صندوق سيادي، للاستحواذ عليه ودعمه وتطوير آليات العمل فيه، وتجهيزه لحقبة الاستثمار والتخصيص، بعد أن خضع لتجارب، وقرارات عشوائية، أفرزت نتائج كارثية..

الاتحاد النادي المئوي، كما يعتقد محبوه، كان ضحية صراعات خفية، داخلية وخارجية، وتضارب مصالح، لم تفرق بين العمل المؤسساتي، والاجتهادات الفردية، لذلك هذا النادي العريق وفي هذه المرحلة الذهبية للرياضة السعودية، لا بد أن يتصدر الأولية في الدعم والاهتمامات، عطفاً على ما يملكه من تاريخ وإرث، وشعبية جماهيرية واسعة، تخطت الحدود، تصنف ضمن المقومات الأساسية لنجاح المشروع الرياضي، ولا بد من تصحيح المسار، والدقة في الاختيار، خاصة بعد إخفاق الهواة في الحفاظ على المكتسبات، والاستفادة من برامج التحول، ومواكبة الزخم الكبير الذي يمر به القطاع الرياضي، من استقطابات واستضافات، ومشاركات، على المستوى الإقليمي والعالمي.. بيت الاتحاد يا حضرات، يحتاج إلى ناظر، يملك شخصية قيادية، يستلم المفتاح، متسلحاً بالخبرة، والقدرة على التعامل مع مختلف الظروف، والعمل تحت الضغط، ويدير الدفة باقتدار، بدون توجيه ومداخلات، كما يحتاج إلى تنظيم العمل، وتوزيع المهام، بمساعدة لجان مختصة، وانضباط وضوابط، ولوائح محترفين..


الاتحاد يا نخبة المال والأعمال، نادٍ رياضي، والعلاقة بينه وبين المدرج هزائم وانتصارات، عملاؤه من مختلف الطبقات والثقافات، لا علاقة لهم بالحوكمة والاستدامة، واللعب المالي غير النزيه، لا تهمهم أرقام الميزانيات، بل عدالة المنافسة ميزانهم، تجذبهم منصات التتويج، وتمتلك عقولهم الإنجازات، ويأسرهم تحقيق البطولات، وكل ما يترقبونه الآن، بعد أن اخترتم لهم الناظر، أن تُترك له حرية اختيار الأدوات والمعلمين والكتب والمحابر.