-A +A
خالد السليمان
ما بين رحلة الذهاب من الرياض إلى الدمام ورحلة العودة منها، وجهان متناقضان لشركة طيران واحدة، تبين اختلال وحدة معايير الجودة، ففي رحلة الذهاب كان مقعد الطائرة الأزرق قديماً و مهترئاً وأدوات تشغيله معطلة، بينما في رحلة العودة كان المقعد فاخراً وحديثاً ويعمل بكل كفاءة، حتى أنني لم أشعر بوقت الرحلة، وما بين تجربَتي الذهاب والعودة احترت في تقييم وتصنيف شركة الطيران !

دأبت نفس «الخطوط» على إرسال روابط تصويت عبر البريد الإلكتروني لتقييم تجربة السفر على متن طائراتها في استبيانات عالمية مع الحث على التصويت الإيجابي للفوز بمركز متقدم، وفي كل مرة أجد نفسي في حيرة للوصول إلى تقييم عادل، فهناك تجارب رحلات سلبية جداً وهناك تجارب رحلات إيجابية جداً، والفارق يكمن في جودة المقعد ومستوى الخدمة الجوية وتنوع الأطعمة المقدمة للركاب - علماً أن تعامل طاقم الخدمة لطيف في معظم رحلاتي - وهنا أقع في حيرة عند التقييم، فالارتباط العاطفي بتاريخ متراكم مع الناقل الوطني يدفعني لمنحها أعلى الدرجات، لكن التجارب السلبية تجعل من الموضوعية والعدالة عدم المبالغة في منح الدرجات العالية، لأن ذلك سيخدع شركة الطيران ويحول بينها وبين التعرف على وجود القصور والحاجة لمعالجته !


من المهم أن يعمل القائمون على خطوطنا الغالية، وهي تحمل الشعار الأغلى على توحيد معايير جودة المقصورة ومستوى الخدمات في جميع الرحلات والطائرات لنفس الوجهات دون تفاوت، فدون ذلك ستبقى تجارب المسافرين متباينة مما يحول دون أن تحقق المكانة التي تطمح إليها بين شركات الطيران المنافسة !

المسافر اليوم يدفع ثمن تذكرة سفر مرتفعاً وينتظر في مقابل ذلك مقعداً مريحاً يعمل بكل كفاءة، وإذا كانت شركة الطيران تريد أن تغير نظرة المسافر السابقة لها على أنها ناقل وطني يعمل بمعايير غير تجارية، فعليها أيضاً أن تغير نظرتها للراكب على أنه راكب شبه مجاني !