-A +A
عبده خال
أن يتم ترشيح الفنان الكبير عبدالمحسن النمر للحصول على جائزة أفضل ممثل، فليس في هذا غرابة، كون عبدالمحسن نبتة حقيقية للدراما المحلية، وقد نهض بها في العديد من الأعمال التي قدمها.

في أيِّ تجمع ثقافي أو فني، تتوحد مجاميع لتكوين (شلة) تكون تحركاتهم موحدة، وفي مهرجان الأفلام السعودية الدورة العاشرة (الأخيرة)، كنت ضمن (شلة) مباركة تنوعت تخصصاتنا الفنية والثقافية، نقبل أو نبحث عن تزكية الأفلام المعروضة في المهرجان، كنا حريصين أشد الحرص على مشاهدة فيلم (هجان) كون معظمنا لم يشاهده، والنازع الأكبر أن بطولة الفيلم لحبيبين نفاخر بهما كممثلين هما في مقدمة تصنيف الدراما السعودية، وهما (عبدالمحسن النمر، وإبراهيم حساوي)، وفي هذه المقالة لا أريد أن أثني على الفيلم، وإنما أردت التأكيد بأن الممثل هو العنصر اللامع في وهج الفيلم، وأصل في التطرف بأن الممثل هو القادر على إنجاح أي عمل درامي من خلال توهجه.


وقاعدتي في هذا التطرف جملتي الأثيرة التي أعلنها دائما بأن هناك وجهاً يسرق الكاميرا، وهناك ذات تسرقك.

والممثل هو من يسرقني قبل أي أمر آخر، وفي فيلم (هجان) وجدت ثلاثة ممثلين حملوني على بساط سحري، وذهبت معهم متناسياً الجميع، وهؤلاء الممثلون هم: (عمر العطاوي، شيما الطيب، وعزام النمري) إنهم مواهب حقيقية، فعلاً ذواتهم تسرق المشاهد فلا يستطيع سوى التسليم بروعة الأداء، وقليل جداً أن يوصفوا بأنهم ممثلون، قليل جداً، هم ذوات توصلك إلى عمق مشاعر الاستحسان.

وكنت سعيداً تماماً حينما كان البطل (عمر العطاوي) حاضراً العرض، تحركت باتجاهه معظِّماً دوره، فإذا بي مع طفل كان على شاشة السينما يظهر غلاماً، وفي الحقيقة بأنه أصغر سناً عما ظهر به.

طفل كان يتلقى التهاني بهدوء وخجل، عمر العطاوي سيكون رقماً صعباً في التمثيل.. وكانت الممثلة الشيماء حالة تمثيلية راقية جداً، في أداء دورها وتحكّمها في ملامحها، وحركات عينيها.. لوحات تمثيلية عالية توزن بمقدار افتخارنا بها كوجه تمثالي راقي الأداء.. وكنت محظوظاً أيضاً بالالتقاء بالممثل الشاب عزام النمري الذي احتضنها كتحية لما أدخله لصدري من فرح بأدائه الممتع، ولا شك بأن هذه الوجوه الشابة الرائعة كانوا من نتاج عين المخرج (أبو بكر شوقي) الذي اهتم بهم وبتقديمهم.