-A +A
خالد السليمان
صفع الفنان المصري عمرو دياب شاباً في إحدى حفلات الزواج في مقطع تم تداوله في وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، والأكيد أن فناناً شهيراً لن يلجأ للاعتداء على أحد فوق مسرح تتركز عليه الأضواء والأنظار إلا أن يكون قد تم استفزازه بشكل يفوق قدرته على التحمل وضبط الأعصاب !

وأتذكر مرة كنت أجلس برفقة الكابتن الكبير ماجد عبدالله في أحد المقاهي بإحدى العواصم العربية عندما تقدم شابان سعوديان للسلام عليه، وجلسا يتجاذبان معه الأحاديث حول مسيرته ورأيه ببعض القضايا الرياضية، عندما فوجئت بماجد يسأل أحدهما بنبرة صارمة: أنت جالس تسجل صح؟! فقد كان أحدهما يصور بهاتفه الحوار بطريقة خفية مما استفز النجم الكبير. طلب مني ماجد أن نغادر، وبمجرد خروجنا قال موضحاً «كان يستدرجني، ولم يكن لائقاً أن يصور حديثاً خاصاً دون استئذان أو تنبيه» !


وفي موقف آخر، كنت على متن رحلة طيران قبل سنوات عديدة، وكانت مقدمة برنامج حواري اشتهر وقتها تجلس في المقعد الذي أمامي، عندما تقدم لها رجل وسلم عليها معبراً عن إعجابه الشديد ببرنامجها وتميز ضيوفه، إلى هنا كان الأمر طبيعياً، لكنه سألها بعد ذلك: هل ممكن أجلس بجوارك؟ لترد عليه بكل برود: لا !

في جميع المواقف الثلاثة كان الاستفزاز حاضراً، سواء في حركة غير لائقة تبدر من معجب تجاه فنان أو سوء نية في اصطياد موقف محرج للاعب أو انتهاك الخطوط الفاصلة لحدود اللياقة الاجتماعية مع إعلامية !

الشهرة «لذيذة» في بداياتها، لكن مع الوقت والاعتياد عليها تتحول إلى ضغوط هائلة على النجوم تحاصرهم في مساحات ضيقة في الأماكن العامة وتقيدهم داخل دائرة الضوء، وتجعل تصرفاتهم الشخصية دائماً تحت المجهر، مما يجعل ردات فعلهم تجاه المضايقات أحياناً تتجاوز المألوف من الأشخاص العاديين !

مما يحتم على المعجبين والمحبين تفهم حاجة النجوم لمساحتهم الخاصة، فأنت قد تصادف النجم المشهور مرة واحدة لكنه يجد الجمهور في كل خطوة واتجاه !