-A +A
حمود أبو طالب
المؤتمرات الإعلامية التي تعقدها كل أجهزة الدولة المعنية بالخدمات المقدمة في الحج فيها من التوضيح والشرح والحقائق ما لا يجعل مجالاً لأي تساؤل عن شموليتها وتطورها المستمر لكي تكون بأعلى معايير الجودة، وخلال الفترة السابقة القريبة تعرفنا على خدمات جديدة تدخل للمرة الأولى، تم إنجازها لتكون رحلة الحجاج في أقصى درجات السهولة واليسر من مغادرتهم بلدانهم إلى انتهائهم من نسكهم وعودتهم إليها، فيما تُعرف بمبادرة طريق مكة التي تتحمل تكلفتها المملكة بالكامل ومجاناً ولا تتقاضى عليها أي مبالغ، بالإضافة إلى الخدمات المجانية الأخرى التي تقدم سنوياً لكل الحجيج؛ من صحة ورعاية واهتمام بكل شؤونهم، وفي مقدمة ذلك الحفاظ على أمنهم وأمانهم، وهي المسؤولية التي تؤكد المملكة دائماً أنه لا تهاون فيها وغير مسموح الإخلال بها أبداً.

موضوع تسييس الحج من خلال استغلال بعض الأحداث في البلدان العربية والعالم الإسلامي قطعت دابره المملكة منذ زمن بعيد، وتعاملت مع الذين يحاولون تعكير صفو الحج بشعارات سياسية بما تحتمه عليها المسؤولية الكاملة عن أمن الحج وسلامة الحجاج، لا مجاملة ولا تسامح في ذلك، وهذا معروف لدى كل الدول التي يأتي منها الحجاج، والتعليمات واضحة في ذلك، وأنظمة المملكة التي تمنعه يعرفها كل حاج، ولكن مع ذلك ما زالت بعض دكاكين الشعارات تحاول إثارة بعض اللغط قبل موسم الحج كي تستقطب الجهلة من أتباعها لنشر شعارات سياسية أو طائفية، مثلما سمعنا قبل فترة عن حج البراءة الذي أعلنه خامئني، وحج غزة الذي تسوقه حركة الإخوان والفصائل المتفرعة منها، وكذلك الميليشيات الإيرانية في الدول العربية، وكأن الأمر سيتم بالسهولة التي يتحدثون عنها، والسذاجة التي يتخيلونها، رغم أنهم يعرفون جيداً مغبة التفكير في مثل هذه الحماقة، وعليهم بمراجعة أحداث ماضية ليتأكدوا كيف تعاملت الدولة السعودية مع مثيري الشغب في الحج.


في الغالب لن يحدث شيء، لأن الأمر مجرد تشويش إعلامي بائس وهذا أقصى ما يستطيعونه، ولأنهم أيضاً يشاهدون في وسائل الإعلام السعودية الجاهزية والكفاءة العالية للأعداد الضخمة من كافة أفرع الأمن القادرة على التعامل الحاسم السريع مع أي خلل يعكر أمن وطمأنينة الحج.

ولذلك ننصح المدسوسين خلال الحج من قبل النظام إياه والفصائل إياها، استعيذوا من الشيطان وأتموا مناسككم بهدوء وانعموا بما يقدم لكم من خدمات لا تحلمون بها وعودوا الى بلادكم سالمين آمنين، وإلا فأنتم تعلمون أن هناك دولة قوية مسؤولة عن كل ما يتعلق بالحج وفي مقدمته الأمن، فلا تتهوروا وقد أعذر من أنذر.