-A +A
خالد سيف
«ثلاثَة لا يَجبُ أن تَنساهُم: مَن سَاعدَك فِي أوقَات مِحنَتِك، مَن تخلَّى عنْك فِي أوْقَات مِحنتِك، ومَن وضَعَك فِي تِلْك المِحْنَة»..

تنطبق مقولة جبران خليل جبران، على الوضع الحالي لنادي الاتحاد، الذي عاش محبوه موسما كارثيا، خرج منه بخسائر لم تحدث له حتى في موسم 2018-2019، الذي ظهر فيه جابر عثرات الاتحاد «لؤي ناظر»، مهندس رحلة البقاء، ليعلن موافقته على المهمة، وقبول التحدي، والإبحار بالفريق الغريق، إلى شواطئ الأمان..


لكن أصحاب المصالح جحدوا ذلك، بحجة أن من ساهم في تجاوز الاتحاد تلك الظروف هو الدعم الذي حصل عليه، وتناسوا أن المال وحده لا يحقق المعجزات، ولا بد من فكر يتصرف بذلك الضخ المادي، الذي كان حقا من حقوق النادي، تأخر في الحصول عليه، أسوة بالمنافسين، ولكن شعر بعض المسيرين أن غياب هذا النادي العريق، بإرثه وتاريخه ومدرجه، عن المنافسة لا يخدم الرياضة، وكرة القدم، ومشاريعها المستقبلية، وسارعوا في تصويب المسار..

ليعيد التاريخ نفسه، ويتعرض العميد الموسم المنتهي لكوارث بشرية غير طبيعية، ساهمت في صنعها قرارات ارتجالية، وتخبط إداري وفني، بتمرير من بعض المنتفعين، قابلتها أصوات مرتجفة، لم تحرك ساكنا، إلا بعد فوات الأوان، كما تضاربت في حدوثها المصالح، وعوامل نقص الخبرة، وضعف القيادة والحسم، وأشياء أخرى..

لسنا هنا بصدد الحديث عن تلك الأحداث الصادمة، التي هوت بفريق بطل..

لكن تركيزنا موجه لاستعادة هيبة هذا العميد التي بُعثرت، ورد اعتبار نادي الوطن، الذي تخلى عنه الجميع، في معترك عالمي، كان يمثل فيه المشروع الوطني..

«الاتحاد» يا عشاق الاتحاد، لا بد أن يكون شعاركم، في المرحلة القادمة، والوقوف خلف الفريق الإداري الجديد، الذي تقبل المهمة، رغم صعوبتها، وحجم ملفاتها الشائكة، التي تتطلب قرارات جرئية، وصلاحيات لا تُجزأ، تعتمد على الاحتياجات الفنية للفريق..

من مدير فني متمكن، وإدارة فنية تشرف على نشاط كرة القدم، تتفرع منها إدارة متفرغة للفريق الأول، تشمل اختصاصات تتعلق بدراسة احتياجات الفريق العناصرية، وأخرى تراقب الانضباطية، ومتخصصة بالتعامل مع اللاعبين، وفريق طبي متكامل ينهي معضلة الاصابات المتكررة، إلى جانب الإدارات الأخرى، المتخصصة في القانون، الاستثمار والتسويق..

وإدارة مالية، لا علاقة لها بالجانب الفني، مختصة بالحوكمة والاستدامة، الرواتب والإيرادات والمداخيل..

وأمام هذه الهيكلة والتنظيم، من المهم أن تكون هناك إدارة للتواصل، والعلاقات العامة، مهمتها التخاطب مع الجمهور، وإصدار نشرات دورية، عن كل ما يخص النادي وألعابه، والقضايا المحورية..

ختاما.. كل الأمنيات لناظر الاتحاد، بنجاح المهمة، وتجاوز العثرات..