-A +A
خالد السليمان
ربما كانت مدننا من المدن العصرية القليلة في العالم التي تخصص فيها معظم الأرصفة للأشجار وليس المشاة، خاصة أرصفة شوارع الأحياء السكنية، صحيح أنه في جميع مدن العالم يتم تجميل الأرصفة بالأشجار والغطاءات النباتية، لكن وفق احتساب نسبة مساحة لا تؤثر على حق المشاة وإلا ما فائدتها ؟!

عندنا لا يتم احتساب أي نسبة خاصة في أرصفة الأحياء السكنية الضيقة، لذلك تجد المشاة يسيرون بالشارع المخصص للسيارات وليس الرصيف المخصص للمشاة، مما يهدد سلامتهم ويعرضهم لمخاطر الدهس، أو يقومون باحتضان الأشجار والقفز على الأحواض، كما فعل أحد الأجانب في مقطع ساخر لأحد الأجانب انتشر في «تك توك» تحت عنوان المشي على الأرصفة في الرياض !


من يسافر للمدن الأوروبية والأمريكية يجد أن حق المشاة مقدس، حتى عندما يتم إجراء أي أعمال حفر أو صيانة للرصيف يتم أولاً تخصيص مسار آمن من مساحة الشارع للمشاة، بينما عندنا هذا مهمل ولا يجد رقابة صارمة !

على سبيل المثال، في حي الغدير الذي أسكنه بمدينة الرياض، بدأ بناء مشروع طبي كبير على طريق الملك عبدالعزيز الرئيسي الذي سبق ترصيف أرصفته بشكل نموذجي، فجأة أصبح الرصيف داخل سياج أعمال المشروع بطول امتداد مساحة المشروع دون تخصيص مسار آمن بديل للمشاة، وأصبح على المشاة وكثير منهم نساء وأطفال وكبار سن أن يسيروا بخطورة داخل طريق السيارات، محتارين بين تركيز نظرهم على مكان خطواتهم أو الانتباه للسيارات العابرة بجوارهم بكل سرعة !

اليوم بدأت الأمانات والبلديات تطبيق «كود» أنسنة الشوارع داخل الأحياء، فوسعت الأرصفة وضيقت الشوارع، توسيع الأرصفة هدفه منح المشاة مساحة طبيعية للمشي، لكن تضييق الشوارع دفع بالعديد من أصحاب المنازل لاستخدام الأرصفة كمواقف لسياراتهم، فكأن السيارات حلت محل أحواض الزراعة ولم يكسب المشاة شيئاً !

باختصار.. لن تكون مدننا عالمية كما نخطط لها ما لم تحفظ للمشاة حقوقهم !