-A +A
خالد السليمان
لا أفهم أي شرعية وأي أجر لحج شخص يتحايل على القانون لأداء مناسك الحج؟! فمجرد مخالفة أمر ولي الأمر في تحديد ضوابط أداء الحج وتنظيم إصدار تصاريحه هو مخالفة شرعية، ناهيك عن كونه مخالفة نظامية، ومن يرى أن تحايله مبرراً ومشروعاً عليه أن يراجع نفسه!

عندما حججت قبل عدة سنوات فوجئت بشاب عليه سمات الالتزام يزور خيمتنا للسلام على شقيقه، سألته عن الحملة التي يحج معها ومستوى خدماتها، ففوجئت به يرد بأنه يحج منفرداً ودون أي حملة، قلت له كيف ذلك والنظام لا يسمح بالحج إلا من خلال الحملات، فصعقني جوابه أنه يحج كل عام بهذه الطريقة ولن يمنعه أحد من أداء الحج!


أذهلني جوابه بقدر وقاحته، فقلت له لكنك بذلك تخالف النظام وتعصي أمر ولي الأمر، فأنت أمام مشكلة نظامية ومعصية شرعية، ويجب أن تبحث في مشروعية وقبول أجر الحج الذي تؤديه كل عام، فالتنظيمات وضعت لضمان سلامة وانسيابية أداء مناسك الحج، بينما حددت الأعداد لضمان استيعاب المساحة للسكن والطرق للحركة دون أن تتسبب الزيادة في وقوع الحوادث أو تخل بقدرة الجهات التنظيمية!

للأسف لم يبد أن كلامي أقنعه، وأمثاله أشد فئات المخالفين خطورة، فهم يخالفون عن علم وليس جهلاً بضوابط طاعة ولي الأمر والامتثال للأنظمة والقوانين!

الأكيد أن صاحبنا لم يعد يجد الطريق سالكاً أمامه كما في السابق، فالإجراءات المشددة على الطرق ومراقبة وسائل التهريب حدّت كثيراً من قدرات التحايل على النظام، كما أن تشديد رجال الأمن في رد كل من لا يحمل تصريحاً ساهم في توعية الناس بضرورة الحصول على التصريح الذي ليس من الصعوبة استخراجه، بينما كان لتطبيق العقوبات والغرامات أثره الفاعل في أن يفكر المرء مرتين قبل المخالفة!

باختصار.. الحج عبادة عظيمة فلا يشوهها المرء بارتكاب آثام المخالفات!