-A +A
خالد سيف
تسلم مهندس عثرات الاتحاد مفتاح المقر الذهبي لعميد الأندية السعودية وفارسها الغربي.. وبخطوة الواثق دخل ناظر، متسلحا بقوة البرهان، وبعقلية ناضجة، ومتحزما بنخبة من الرفاق، تنوعت قدراتهم، خبرة وثراء فكريا، وفي حقائبهم ملفات ثقيلة، دونت مخططات للتصحيح، وإستراتيجيات للعمل، لترتيب البيت الاتحادي.. وهذا ما يترقبه العاشقون المخذولون، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، وانتشال البطل الذي هوى من القمة، وتمت دحرجته إلى هذا المستوى الكارثي، الذي وصل إليه.. بعد أن تكالبت عليه الظروف، داخليا وخارجيا، وبُعثرت أوراقه فنيا وإداريا..

صعد الناظر، وأمام شريحة كبيرة من عشاق المستديرة، اهتزت أركان النادي المئوي، وأشعلت قناديل التفاؤل والفرح، من هيبة المكان، وما يكتنزه من إرث وإنجازات، وحرِص المهتمون بكرة القدم وتاريخها، المنافسون قبل المنتمين، على متابعة الحدث، الذي أشعل المنصات والمنابر، مستمتعين بالتقليد التاريخي لهذا الكيان، لحظة التسليم والاستلام.. حضر الناظر، وهو يدرك أن الملفات التي أمامه ضخمة، والقضايا جسيمة، وما حدث للاتحاد في الموسم المنصرم يصنف ضمن الكوارث البشرية، غير الطبيعية، وقبل هذا وذاك ندرك أن الناظر وصل إلى الأسباب، التي عبثت بكبرياء العميد وأدت إلى الانتقاص من هيبته وشموخه، وتسببت في سرقة أحلام مدرجه، وعزوفه كداعم أول وأيقونة لكرة القدم السعودية..


طرح الناظر أمام الملأ أجندة استعادة الحقوق الضائعة، وأجاب عن كل الأسئلة الحائرة، والاستفسارات المبهمة، بعد أن استمع قبل حضوره لجميع الأطراف، المشاركة في الحال الذي وصل إليه العميد.. وبكل آذان صاغية، حرص مهندس عثرات الاتحاد على الوصول إلى مكامن الخلل، وتشخيص العثرات وفند الأخطاء، وطرح الخطوات والحلول، وتحدث عن الثقة والوعود التي منحت له من قبل أصحاب القرار، طالبا من الجميع الالتفاف حول كيانهم، ونبذ روح التفرقة، ومواصلة الدعم والتحفيز، الذي يعتبر العلامة الفارقة في المدرج الذهبي، ولم يدرك ناظر الاتحاد أن حضوره والتطمينات التي قدمها باستعادة حقوق الاتحاد، قد تسببت في تشتيت أذهان المنتفعين قبل المنافسين.. وأخرجت البعض من الكهوف.. المستشارين منهم والمعقبين، المندسين والراكضين خلف القطيع، متوجسين خوفا من عودة النمور إلى الغابة، وتطهيرها من سطوة الفئران..