-A +A
عبده خال
بعد مرور الكثير من الانتخابات الدولية لهذا العام، وفوز اليمين في تلك الانتخابات، ليضيفوا ارتفاع نسبة الأنظمة الحاكمة اليمينية حكاماً لتلك الدول.

وكنت أتابع الانتخابات التشريعية في فرنسا والتي كانت تشير سلفاً إلى فوز أقصى اليمين الفرنسي.


وليلة البارحة كدت أن أغرد بهذه التغريدة:

فعلاً، العالم يزداد تشدداً وغلظة، بفوز اليمين السياسي في عدة دول.

وحين (رشح) من الأخبار المتتابعة أن ثمة انقلاباً انتخابياً في فرنسا، إذ كانت بداية الانتخابات التشريعية الفرنسية تشير إلى تقدم يمين اليمين بأنه الأقرب للفوز، ذلك اليمين المتخلف عن أسس الثورة الفرنسية، وهو يمين به من أدوات البغض والكراهية الشيء الكثير، فأغلب المنتمين له في أدنى درجات الوعي المعرفي والسياسي.. فما الذي حدث لكي تتغير موازين المنتخبين؟

وربما أردت من هذه المقالة التأكيد على أن القوى الناعمة لها دور فعّال في إحداث أي تغيّر يتوافق مع تطلع الناس للانعتاق من الغلظة، والكراهية معاً.

ولكي أثبت أن للقوى الناعمة دوراً مهماً يمكن له إحداث تغيّر ما، فالشعب الفرنسي بأجمعه منجذب لبطولة أمم أوروبا -هذه الأيام- وبعد فوز المنتخب الفرنسي على البرتغال، أصبح على بعد مباراة واحدة لتجاوز منتخب إسبانيا من أجل الحصول على البطولة، لهذا أعتقد أن تحريض مدرب المنتخب الفرنسي (ديديه ديشامب) للشعب الفرنسي ودفعه للمشاركة في الانتخابات كان له أثر أو دور -ولو كان ضئيلاً- في تغيّر النتيجة النهائية، خاصة حين قال: لا يمكن لشعبنا العظيم تسليم مقدراتنا ليمين اليمين، ولا بد من المشاركة لتغيّر نتيجة الانتخاب.

وإن لم يكن لقول المدرب (ديديه ديشامب) أثر يمكن الإشارة إلى الشعب الفرنسي نفسه، بحيث إنه استشعر بالخطر لو أن اليمين نجح في الانتخاب، فهبوا لإنقاذ أنفسهم مما يمكن حدوثه من تطرف اليمين.

أما نحن العرب نعتبر جمهوراً ليس له إلا التصفيق سواء فاز اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف فليس لنا من الفوز أو الخسارة سوى المطالعة، وليس للفائز أن يجود على عالمنا العربي بما هو خارج إستراتيجية السياسة لبلد الفائز، فتطبيق تلك السياسة لا يعني الفائز سوى تحقيق برنامجه الانتخابي داخل بلده، أما السياسة الخارجية لا يستطيع الرئيس أن يحيد عن الإستراتيجية الخارجية للبلد، وإن كان لنا من فرحة يمكن تمريرها من خلال العرب والمسلمين المتواجدين في تلك الدول بحيث يكون الفائز مراعياً لحياتهم ووجودهم.