-A +A
حسين شبكشي
في داخل البلاد وخارجها لا حديث أهم من حالة الطقس والازدياد الكبير في درجات الحرارة. وعلى ما يبدو أن هذا هو المعتاد الجديد. لم تعد سعة المحرك وقوته وحجمه وتصميم السيارة أهم أسباب شرائها، ولكن قوة مكيف الهواء وفعالية تبريده. ونفس الشيء يحصل حين اختيار التجهيزات المنزلية، فقبل الثلاجة والفرن والغسالة يتم اعتماد اختيار مكيف الهواء الأنسب. بعيداً عن دعابات ارتفاع درجات الحرارة وتوابعها، هناك واقع ساخن جداً جديد علينا وستكون له عواقب في منتهى الأهمية على أصعدة مختلفة.

مع الاحترام والتقدير لفكرة أن التعرّض لأشعة الشمس عامل أساسي ومهم جداً في رفع مستويات فيتامين «د» الضروري للغاية لصحة العظام والصحة النفسية وجهاز المناعة، إلا أن حرارة الطقس باتت تنذر بإصابات وأمراض مختلفة تستحق الحذر واتخاذ الاحتياط المطلوب، من ضربات الشمس، والإجهاد الحراري، وعلل العين، وسرطان الجلد والجفاف، وهي مسائل تؤثر على ساعات وأنظمة العمل، وبالتالي على الإنتاجية أيضاً.


التغييرات المناخية باتت واقعاً لا يمكن إغفاله، وخصوصاً إذا ما لاحظنا أن هذه حالة عامة حول العالم لا يستثنى منها أي بلد ولا أي قارة.

لا يخلو أي حديث اجتماعي هذه الأيام من الشكوى والتعجب من ارتفاع درجات الحرارة، ومعه يذكر بكل خير الأستاذ كاريير مخترع جهاز مكيف الهواء، والدعاء له بالرحمة.

دول تصارع من أجل البقاء بسبب الارتفاع المتواصل لدرجات الحرارة مثل المالديف وجزر المحيط الهادي التي باتت مهددة جدياً بالزوال بسبب ذوبان الجبال الجليدية وارتفاع مياه المحيط وبالتالي غرق هذه الجزر التي هي بالكاد ترتفع عن سطح البحار.

وهناك العديد من المبادرات والحلول التي طرحتها الدول والمؤسسات الدولية لمواجهة أزمة المناخ العالمية، إذ شرعت العديد من الأنظمة والقوانين لحماية البيئة ومنع تسرب الغازات ودخان العوادم التي تساعد بشكل أساسي في رفع درجة الحرارة في العالم. ومن أهم مبادرات الدول التي تم طرحها هي تلك التي أعلنتها المملكة العربية السعودية والمعروفة باسم المبادرة الخضراء، والتي تستهدف زراعة الملايين من الأشجار في مساحة غير بسيطة من أراضي البلاد الواسعة، وهي مبادرة متى ما تمّت سيكون لها الأثر المهم والملموس في تخفيض درجة الحرارة، مما سينعكس إيجابياً على جودة الحياة بشكل عام.