-A +A
حمود أبو طالب
على طريقة الاستعداد لاستضافة كأس العالم 2034 بتجهيز ملاعب في مدن مختلفة بالإضافة إلى الرياض وجدة، وأيضاً على طريقة وزارة السياحة وهيئة الترفيه بإقامة فعاليات ترفيهية وتجهيز مرافق ومنتزهات سياحية في مختلف المناطق، فإنه يستحسن تطبيق هذه التوجه في ما يتعلق بالفعاليات الكبرى من منتديات عالمية تقام في المملكة، وكذلك مقرات بعض شركاتنا الكبرى وربما الشركات الأجنبية، بحسب مواءمة تخصصاتها للمزايا النسبية الخاصة بكل منطقة، لناحية الجغرافيا والطبيعة والموقع والمقومات التي تتناسب مع نوع النشاط والتخصص.

أصبح لدينا مؤتمرات ومنتديات عالمية تعقد بشكل متواصل؛ اقتصادية وتجارية ومالية وإعلامية ورياضية وثقافية وغيرها، وهناك شركات عالمية كبرى أصبحت تتدفق على المملكة، وهذا النشاط الكثيف يُستحسن عدم حصره في منطقة واحدة أو مدينة واحدة لتخفيف الأعباء عليها، والأهم من ذلك لتنشيط الحركة والاستثمار والتوظيف في المناطق الأخرى التي سوف تستفيد استفادةً كبيرة من كل النواحي.


أتخيل مثلاً لو عقدت مؤتمرات الاستثمار الزراعي في منطقة جازان أو القصيم أو الأحساء مثلاً، ومثلها مقرات الشركات الزراعية وأكاديميات التدريب الزراعي ومراكز الأبحاث، وعلى منوالها تقام الفعاليات المتعلقة بالسياحة في الطائف وأبها والباحة، وما يتعلق بالتراث في نجران والعلا، وما يتعلق بالصناعة والاقتصاد في الجبيل وينبع ومدينة جازان للصناعات التحويلية، وهكذا بحيث تنتعش كل المناطق وتستفيد من تحريك الصناعة الفندقية والخدمات اللوجستية والحركة الاقتصادية، والتعريف بها أكثر من خلال الضخ الإعلامي المصاحب للفعاليات.

في كثير من دول العالم نرى مقرات كثير من الشركات الكبرى والصناعات المختلفة تتوزع على المناطق والولايات المختلفة، ما يُحدث فيها انتعاشاً كبيراً مستمراً ويجعل التنمية متوازنة ويخفف العبء على العواصم المزدحمة، كما أن لذلك أبعاداً اجتماعية وثقافية على المدى الطويل.

نريد الحراك الضخم الرائع الذي تعيشه المملكة أن يكون نابضاً في كل منطقة بنفس الحيوية والزخم والتأثير.