-A +A
عبده خال
كامالا هاريس ، هل ستغدو أول امرأة تتقلد رئاسة الولايات المتحدة؟

إذ لم يسبق لأي امرأة أمريكية الوصول إلى منصب الرئاسة.


وأمريكا متراجعة عن نصرة المرأة وتمكينها من الولاية العامة، وقد سبقها إلى نصرة المرأة، ووصولها إلى الولاية العامة -وفق مفهومنا الإسلامي- دول عديدة (آسيوية تحديدا) ، وتاريخياً كانت الجزيرة العربية سبّاقة في هذه النصرة بتربع المرأة أعلى المناصب، كالملكات: بلقيس، وأروى، وأسماء الصليحي.

وإن كانت السيدة كامالا هاريس في موقعها الترشيحي للوصول إلى منصب الرئيسة، فقد سبقها في هذا ترشحان للوصول إلى الرئاسة الأمريكية، وقد تكون أشهر النساء المرشحات للرئاسة هيلاري كلينتون التي خسرت أمام الرئيس دونالد ترمب بالسباق الرئاسي عام 2016، وها هو الحزب الديمقراطي نفسه يدفع بكامالا هاريس لمواجهة ترمب للمرة الثانية، وفوز هاريس يعدل اللوحة المقلوبة، فأمريكا تجمع كل المصطلحات السياسية الحديثة كالديموقراطية، وتقرير المصير، وحقوق الإنسان، وشتلة من الورود التي غوت بها العالم، وكل تلك الشعارات مكتوبة على لوحة مقلوبة، وقد يكون إغواؤها للعالم بأنها القائدة في ولكل شيء، بينما الواقع يؤكد أن ما تمارسه لا يتماثل أو يتطابق مع شعاراتها المرفوعة.

فمثلاً أمريكا تمارس شعار الديمقراطية في داخل بلادها، وتكون أقل ديمقراطية مع بقية العالم مع ادعائها أنها القائدة في هذا الأمر.

وتعد الانتخابات الأمريكية هذا العام محاولة أخرى من قبل الحزب الديمقراطي في تعديل اللوحة المقلوبة حين تدفع بامرأة للسباق على تولي سدة الحكم، والتحدي -الظاهري- ليس في الجنس فقط في كون المرشحة الديمقراطية امرأة هجينة إفريقية آسيوية، وإنما تقديم مرشحة ليس لديها الكفاءة المحفزة لمواجهة تحديات سياسية واقتصادية وأمنية، وحروب، والرغبة الملحة من قبل الصين وروسيا في إحداث التعددية القطبية، وكذلك تخفيف أو غلق ملف مناصرة الشواذ، واستعادة القيم الإنسانية العادلة.. السيدة هاريس تبدو هزيلة إزاء الوعود المتوقع تحقيقها، وفي الاستعداد للانتخابات تبادل المرشحان الوعود والتهم، ومن أبرز ما قالته هاريس إن ترمب يريد العودة بالولايات المتحدة الى الوراء، فهل تستطيع المرأة هاريس إحداث تقدم لأمريكا؟

وهل تستطيع إنقاذ إمريكا من التداعي، ودفعها للأمام بدلاً من خطوات (الوراء) التي تخشى منها لو فاز ترمب.

ولو فازت هاريس حتماً سوف تجد أمامها ملفات صعبة ومختلفة تتماس مع سكان الأرض أفراداً ودولاً.

والأهم، أنها لن تستطيع تحقيق الأمن والاستقرار الدولي، كون المصالح الأمريكية لها الأولوية بغض النظر عن الاستقرار الأمني، ومن ظن أن هذا الاستقرار سوف يحل بفوز أحد المرشحين للرئاسة الأمريكية فعليه نفض ظنه، فالفائز منهما سوف يخلق اضطراباً جديداً يضاف إلى الاضطرابات السياسية السابقة التي تمثل أمريكا الأب الشرعي لكل ماهو حادث، وقادم من اضطرابات.