مؤخراً اشتعلت في شوارع بريطانيا أعمال شغب واسعة استهدفت بالتخريب المنشآت الإسلامية والمساجد وفنادق إيواء اللاجئين، وكانت قد اندلعت شرارتها بسبب قيام شخص مسيحي من أصول رواندية بطعن عدة طفلات، مما أدى لمقتل ثلاث منهن، وتم الزعم عبر مواقع التواصل بأنها كانت عملية إرهابية من مسلم، ولذا لتهدئة أعمال الشغب تم إعلان ديانة الجاني، لكن هذا لم يؤدِ لإخماد جذوة أعمال الشغب والتخريب؛ لأن خلفها شحناً وتجيّشاً منظماً ضد الإسلام والمسلمين قام به أقطاب الحكومة السابقة وهم هندوسيون من أصل هندي ويتماهيون مع خطاب حركة هندوتفا الهندوسية المتطرفة في الهند وهي حركة ترفع شعار جعل كل الهند هندوسية ومعادية للإسلام والتي يحكم حزبها حالياً الهند، وسبق وأن حصلت قبل أشهر أعمال عنف وتخريب وشغب من الهندوس ضد المسلمين في بريطانيا تأثراً بتحريض هندوتفا، واتحد هذا التحريض الرسمي ضد الجالية المسلمة مع تحريض زعماء اليمين المتطرف البريطاني الممول من اللوبي الصهيوني الأمريكي وبخاصة زعيم التيار اليميني البريطاني، حيث صرح أحد الممولين «دانيال بايس» في صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» أنهم أنفقوا 60 ألف دولار على ثلاث مظاهرات داعمة لزعيم التيار اليميني، الذي زار إسرائيل وتصور مع دباباتهم، وصرح أن من دوافعه من وراء حركة الشغب الحالية مناوءة مظاهرات أنصار الفلسطينيين في بريطانيا التي صارت شبه يومية في عديد من المدن البريطانية، وسبق وأن حرّض ضدها أقطاب الحكومة السابقة وحاولوا جعلها غير قانونية ووصموا المتظاهرين بكل أنواع التهم، أي أن أعمال الشغب في بريطانيا وراءها اللوبي الصهيوني، واللوبي الهندوسي، وهذا مثال على كيف يتم التلاعب بالجمهور عبر الخطاب الشعبوي باللعب على أوتار العصبيات والإحباطات والجهل لدى الجمهور وتضليل الجمهور حول الدوافع والأهداف الحقيقية لهذا الخطاب الفوضوي، والذي دائماً يتبيّن أن وراءه جهات خارجية، ولذا أفضل رد على التيارات الشعبوية الفوضوية هو كشف الجهات الخارجية التي تحركها وهذا لا علاقة له بالتفكير التآمري ونظريات المؤامرة إنما هي حقائق معلنة ويمكن التأكد منها عبر الهيئات التي ترصد مصدر المواد التحريضية في مواقع التواصل ونتائجها معلنة، وأكبر مصدر للتحريض ضد المسلمين عالمياً إسرائيل، فالتيارات الشعبوية كالإرهاب يتم دائماً التلاعب بها باسم الولاء والمصلحة العامة من قبل جهات استخباراتية لكن غايتها الحقيقية دائما مخالفة للمصلحة العامة، وغالب التيارات الشعبوية في أوروبا التي لها أجندة معادية للإسلام يتم تمويلها من قبل جهات خارجية معادية للإسلام والمسلمين لا تبالي بالمصلحة الوطنية وإن تلاعبت بمشاعر وتوجهات الجمهور بزعم الحرص عليها، والخطاب الشعبوي هو كالنار التي يسهل إشعال حريقها ولا يمكن إيقاف تمددها، لذا حريق الهندوتفا الهندوسي الهندي وصل إلى بريطانيا وكندا وأدى لأعمال عنف من قبل الهندوس، وكذلك اللوبي الصهيوني، مع العلم أنه منذ بداية الهجمة الإسرائيلية على غزة نظّم أنصار هندوتفا في الهند مظاهرات مؤيدة لإسرائيل وتم القبض على من تظاهروا نصرة للفلسطينيين وتم تعنيفهم، وتطوع عدد كبير من الهندوس للقتال كمرتزقة مع الجيش الإسرائيلي فقط بدافع كراهية الإسلام والمسلمين وأعلن مقتل بعضهم في غزة، وقررت إسرائيل استبدال العمال الفلسطينيين بعمال هندوس.