يقول الخبر إنه صدر قرار رسمي يؤكد «أحقية المريض بمعرفة أسماء وتخصصات الفريق الطبي القائم على العلاج، وإبلاغه بوجود متدربين أو باحثين مرخصين ضمن الفريق الطبي».
والحقيقة أن هذا الموضوع وما يتعلق به من جوانب أخرى تراودني الكتابة عنه والتذكير به كلما زرت أو رافقت مريضاً في مشفى حكومي أو خاص، إذ يتضح أن بعض الأطباء والكوادر الصحية المساندة الذين لهم علاقة مباشرة بالمريض نسوا أو تناسوا جانباً من أهم جوانب ضرورات وأخلاقيات وأدبيات المهنة التي يحرص التعليم الطبي على الالتزام بها.
تخيلوا عندما يدخل على المريض شخص يرتدي زيّاً عادياً لا يميزه كطبيب، دون بطاقة أو شارة توضح اسمه وتخصصه، ثم يباشر معاينة المريض دون التعريف بنفسه، بل حتى دون الحديث إلى مرافقي المريض عن مهمته، ثم يغادر كشخص مجهول، دون أي اعتبار لموجبات المهنة ونفسية المريض ومرافقيه. والأسوأ عندما يمر طبيب على مريض ومعه مجموعة من المتدربين ثم يطلقهم عليه دون استئذان من المريض وشرح مهمة المتدربين بشكل واضح.
إن علاقة الطبيب بالمريض حساسة جداً، ولا أعتقد أن الذي تعلمه الرعيل القديم من الأطباء قد تم إلغاؤه أو تجاوزه، وذلك ينص على أنه من أوجب الواجبات أن يرتدي الطبيب الزي المتعارف عليه في كل العالم، وأن يحمل شارة واضحة تدل على اسمه وتخصصه، وفوق ذلك عليه التعريف بنفسه للمريض وتوضيح مهمته، ويصبح هذا أكثر ضرورة عندما يحتاج المريض إلى أكثر من طبيب، إذ من غير اللائق ولا المقبول أن يفاجئه كل مرة شخص مجهول يسأله أسئلة جافة ثم يغادر وكأنه يتعامل مع جسد بلا إحساس.
إن ما نشاهده حالياً في بعض المرافق الطبية غريب وعجيب، أحياناً لولا أنك متأكد أنك في أحدها لما صدقت أن الذين يسيرون في ردهاتها ويدلفون غرفها هم كوادر صحية، إذ لا فرق بينهم وبين الموظفين في أي جهة أخرى، أما الأطباء على وجه الخصوص فلا تستطيع تمييز بعضهم عن غيرهم من الذين يمشون في مراكز التسوق أو الشوارع بثيابهم العادية ورؤوسهم الحاسرة ودون بطاقات عمل أو على الأقل شارة تحمل الاسم كأضعف الإيمان.
الالتزام بالتفاصيل التي تتطلبها المهنة لا يقل أهمية عن العلم الذي يحمله صاحبها. أتذكر طبيباً إنجليزياً كان يدرسنا في تخصص الجراحة، لا يمكن أن يسمح لك بالانضمام إليه خلال المرور على المرضى إذا كانت ربطة العنق غير محكمة الإغلاق، وعند فحص المريض فإنك مطرود حتماً، أو راسب بالضرورة من اللحظة الأولى إذا كان امتحاناً، إذا لم تعرّف المريض بنفسك وتوضح له مهمتك، وكان ذلك في الرياض وليس في لندن.
والحقيقة أن هذا الموضوع وما يتعلق به من جوانب أخرى تراودني الكتابة عنه والتذكير به كلما زرت أو رافقت مريضاً في مشفى حكومي أو خاص، إذ يتضح أن بعض الأطباء والكوادر الصحية المساندة الذين لهم علاقة مباشرة بالمريض نسوا أو تناسوا جانباً من أهم جوانب ضرورات وأخلاقيات وأدبيات المهنة التي يحرص التعليم الطبي على الالتزام بها.
تخيلوا عندما يدخل على المريض شخص يرتدي زيّاً عادياً لا يميزه كطبيب، دون بطاقة أو شارة توضح اسمه وتخصصه، ثم يباشر معاينة المريض دون التعريف بنفسه، بل حتى دون الحديث إلى مرافقي المريض عن مهمته، ثم يغادر كشخص مجهول، دون أي اعتبار لموجبات المهنة ونفسية المريض ومرافقيه. والأسوأ عندما يمر طبيب على مريض ومعه مجموعة من المتدربين ثم يطلقهم عليه دون استئذان من المريض وشرح مهمة المتدربين بشكل واضح.
إن علاقة الطبيب بالمريض حساسة جداً، ولا أعتقد أن الذي تعلمه الرعيل القديم من الأطباء قد تم إلغاؤه أو تجاوزه، وذلك ينص على أنه من أوجب الواجبات أن يرتدي الطبيب الزي المتعارف عليه في كل العالم، وأن يحمل شارة واضحة تدل على اسمه وتخصصه، وفوق ذلك عليه التعريف بنفسه للمريض وتوضيح مهمته، ويصبح هذا أكثر ضرورة عندما يحتاج المريض إلى أكثر من طبيب، إذ من غير اللائق ولا المقبول أن يفاجئه كل مرة شخص مجهول يسأله أسئلة جافة ثم يغادر وكأنه يتعامل مع جسد بلا إحساس.
إن ما نشاهده حالياً في بعض المرافق الطبية غريب وعجيب، أحياناً لولا أنك متأكد أنك في أحدها لما صدقت أن الذين يسيرون في ردهاتها ويدلفون غرفها هم كوادر صحية، إذ لا فرق بينهم وبين الموظفين في أي جهة أخرى، أما الأطباء على وجه الخصوص فلا تستطيع تمييز بعضهم عن غيرهم من الذين يمشون في مراكز التسوق أو الشوارع بثيابهم العادية ورؤوسهم الحاسرة ودون بطاقات عمل أو على الأقل شارة تحمل الاسم كأضعف الإيمان.
الالتزام بالتفاصيل التي تتطلبها المهنة لا يقل أهمية عن العلم الذي يحمله صاحبها. أتذكر طبيباً إنجليزياً كان يدرسنا في تخصص الجراحة، لا يمكن أن يسمح لك بالانضمام إليه خلال المرور على المرضى إذا كانت ربطة العنق غير محكمة الإغلاق، وعند فحص المريض فإنك مطرود حتماً، أو راسب بالضرورة من اللحظة الأولى إذا كان امتحاناً، إذا لم تعرّف المريض بنفسك وتوضح له مهمتك، وكان ذلك في الرياض وليس في لندن.