-A +A
خالد سيف
روبرتو مانشيني.. عندما تسمع الاسم، وبلد الولادة والمنشأ كروياً، تشعر بالفخامة، وكأنك اخترت ماركة عالمية، يصعب تقليدها، على الرغم من أن الأسواق تغرق بالماركات المقلدة.. هذا الإيطالي المدير الفني الذي يحمل إرثاً كروياً يكاد يكون مقنعاً، إذا ما استبعدنا فشله في التأهل بمنتخب بلاده إلى كأس العالم مرتين..

لكن يجب أن ندرك أن هذا الملف ليس هو الوحيد الذي يؤرق مضاجعنا، لكنه عود من حزمة ملفات في الوسط الرياضي، تتكرر ولم نجد لحدوثها تفسيراً، أو سبباً، أو مسؤولاً، وأرهقنا البحث عن مسؤول نتحدث معه، نناقشه، نطرح عليه أسئلة حائرة، تلف الوسط الرياضي ولا تجد لها إجابة شافية من مصدر موثوق، كل ما في الأمر إجابات يجتهد في طرحها هوامير السوشال ميديا، والقنوات، والبرامج، وبعض المتمصدرين، وروّاد الشائعات، كلٌ يدلي بدلوه، والمتلقون المتلهفون لمعرفة الحقائق ينقسمون بين مؤيد ومعارض..


وتبقى الضبابية تغلّف المشهد، بانتظار أن يخرج لنا رجل رشيد، وفي حالات نادرة تفاجئنا تصريحات نترقب أن تبدد لنا الغيوم المحيطة، وتمطر حقائق تصحح مفاهيمنا التي نتمنى أن تكون خاطئة، ولكن للأسف، نستمع لإجابات متناقضة، وعبارات ليس بينها وبين الواقع رابط مشترك، ولا تستطيع حتى أن تستخرج منها جُملاً مفيدة..

فلو فتحنا ملف مانشيني.. سنجد أن الخبير الكروي الإيطالي اعتاد على تبرير سوء المستوى الذي يقدمه المنتخب، وليس لديه الشجاعة للاعتراف بالأخطاء التي يرتكبها فنياً وعناصرياً بصورة مستمرة، ولديه شماعة يعلق دائماً عليها أسباب الفشل، منها عدم مشاركة اللاعبين المختارين بشكل منتظم مع أنديتهم.. ويتجاهل ظاهرة إهدار الفرص وركلات الجزاء، بالإضافة للطريقة الدفاعية التي يعتمد عليها ولم تحقق النتائج المرجوة (3-5-2)، وهو أسلوب لم يعتد عليه لاعبو المنتخب، إضافة إلى عدم نجاح العناصر الموجودة في تطبيق الطريقة بالشكل الأمثل.

كما يفتقر المنتخب بسبب طريقته إلى القوة الهجومية عندما يتواجد الأجنحة في العمق بصورة دائمة، إضافة إلى البطء في تناقل الكرة بالمساحات الضيقة، وصعوبة بناء الهجمة من الخلف، وغياب اللاعب الذي يكون حلقة وصل بين خطوط الفريق.. سأكتفي بهذه السطور، حتى تنتهي مباراة الغد مع التنين الصيني، ونخرج بنتيجة إيجابية، على أمل أن يقتنع المدرب الإيطالي أن طموحنا تجاوز التأهل إلى كأس العالم، فهل لديه جديد..؟ ولا تزال لدينا ملفات ساخنة.. سنفتحها تباعاً في المقالات القادمة.. أبرزها: «صاحب الاستقطاب ما خاب»، و«نادي المداخيل»، و«اتحاد التزكية لم ينجح أحد».