غردت الأكاديمية الدكتورة أميرة الصاعدي بتويتر/إكس عن معاناة زوجات المشايخ من كثرة اتصال النساء بهم، وذكرت أن هذا الأمر أدى لخراب بيوت العديد من زوجات المشايخ، مع العلم أن غرض الاتصال لا يقتصر على الفتوى فقط إنما يأخذ الشيخ بالنسبة للكثيرات دور المرشد النفسي والمصلح الاجتماعي، وتخبره المتصلة بأدق خصوصياتها. وتداوم النساء على الاتصال بالمشايخ حتى تصبح هناك معرفة تثير غيرة زوجات المشايخ، وحتى في الفتوى غالباً تكون الأسئلة عن أخص الخصوصيات النسائية التي يجب أن لا يُسأل عنها رجل بخاصة مع وجود خريجات في الشريعة يفترض أن يتولين إفتاء النساء في الخصوصيات النسائية. وواضح أن المجتمع لم ولن يبادر بإعطاء الثقة للمفتيات حتى تتحول النساء من الاتصال بالمشايخ إلى الاتصال بالمفتيات، ولذا هناك حاجة لجهود رسمية تقوم بتفعيل دور النساء في ساحة الفتوى عبر إشراكهن في لجان الفتوى ومناصبها، وتقديمهن إلى الإعلام والصحافة وبرامج الفتوى كما في مصر، حيث اشتهرت عديد من الأكاديميات المفتيات عبر برامج الفتوى ويتصل حتى الرجال لاستفتائهن، والنساء أعرف بأحوال بنات جنسهن وبحاجاتهن، ولذا فتوى ونصائح النساء ستكون أفضل من فتاوى ونصائح الرجال الذين لا يعرفون خصوصيات ظروف النساء وأحوالهن على أرض الواقع، وأي مجال لا تشارك فيه المرأة يفتقر للعين الثانية، أي منظور المرآة للأمور، وهو غالباً منظور أكثر عمقاً ومراعاة للاعتبارات المعنوية، وإن كنا نريد علاجاً جذرياً لمعضلة المنظور السلبي للمرأة في الخطاب الإسلامي الذي أدى لسن بعض الدول قوانين تضطهد النساء وتجعل حياتهن جحيماً وتحرمهن من أبسط الحقوق الأساسية مثل حق التعليم والعمل والخروج من البيت بدون محرم، فيجب إشراك النساء في صناعة الفتوى وعضوية المجامع الفقهية والمؤتمرات الفقهية. والسعودية بحكم مكانتها الدينية ينظر إليها في كل العالم الإسلامي على أنها بوصلة الثقافة الدينية، ولذا سيكون لإشراك النساء في المناصب والفعاليات الرسمية الدينية فائدة في تحسين وضع النساء المسلمات في كل العالم الإسلامي؛ ففي دراسة لجامعة هارفارد عن تأثير الحج على عينة من الحجاج الباكستانيين خلال الفترة 2006-2008 وعنوانها: «تقدير تأثير الحج؛ الدين والتسامح في اجتماع الإسلام العالمي: Estimating the Impact of the Hajj: Religion and Tolerance in Islam Global Gathering» تبيّن أن الحج أدى لنتيجة غير متوقعة، حيث «زاد الاعتقاد بالمساواة.. وأدى لتحسّن النظرة للمرأة والسلوك تجاهها، وزاد تقبل تعليمها وعملها». وهذا الأثر على ما يبدو تحقق فقط من رؤية النساء في السعودية في ميدان العمل والنشاط العام، ولذا أي تحسين في وضع النساء في السعودية وبخاصة في السياق الديني، أي في الوظائف الدينية، سيحسّن وضع النساء المسلمات في كل المجتمعات الإسلامية، وعلى النساء المتخصصات في العلوم الشرعية المبادرة بتعريف المجتمع بهن عبر حساباتهن بمواقع التواصل ودعوة النساء لاستفتائهن بدل استفتاء الرجال بخاصة في الخصوصيات النسائية، فالغريب أنه حتى في مواقع التواصل مثل تويتر/إكس لا يتم استفتاء المتخصصات بالشريعة حتى من قبل النساء بينما يتم استفتاء الرجال عبر حساباتهم بمواقع التواصل، وهذا من تبعات عدم إشراك النساء في المحافل والهيئات واللجان الدينية، حيث إن إشراكهن فيها سيزيل الحاجز النفسي والعقلي تجاه دورهن، وبالمقابل يجب إشعار المستفتيات بأنهن يقترفن خطأ باستفتاء الرجال في الخصوصيات النسائية مع توفر نساء متخصصات بالشريعة، ويجب أن يعرفن أن للمشايخ زوجات يشعرن بالغيرة ويمكن أن تصل مشاكل الغيرة إلى درجة الطلاق، ولذا لا يصح أن يستمرئن الاتصال بالمشايخ حتى تصبح هناك معرفة.