شهد الصراع الإيراني-الإسرائيلي في سوريا تصعيداً لافتاً مؤخراً مع هجوم مصياف، الذي يُعد فريداً من نوعه نظراً لطبيعته كإنزال جوي على مركز صناعي عسكري، وهو يختلف عن النمط المعتاد للضربات الإسرائيلية التي غالباً ما تعتمد على الغارات الجوية لاستهداف المراكز الإيرانية. هذه الخطوة تعكس تحولاً نوعياً في استراتيجية إسرائيل ضد الوجود الإيراني في سوريا، مشيرة إلى تصعيد ملحوظ في حملتها لاستهداف البنية التحتية الإيرانية وتعطيل قدراتها العسكرية. يأتي هذا الهجوم كجزء من استراتيجية إسرائيلية أكثر جرأة ووضوحاً للتعامل مع تعاظم النفوذ الإيراني، حيث تعتبر إسرائيل أن تعزيز القوة الإيرانية في سوريا يشكّل تهديداً استراتيجياً لا يمكن التسامح معه. من الواضح أن الصراع الإيراني-الإسرائيلي في سوريا يتخذ أبعاداً أكثر تعقيداً وتداخلاً مما يظهر على السطح. إيران، باستراتيجيتها طويلة الأمد المبنية على الاستيعاب للضربات الإسرائيلية، لم تكتفِ بتأسيس قواعد عسكرية في سوريا فحسب، بل حوّلت البلاد إلى ساحة نفوذ شامل يمتد من الحدود العراقية إلى الداخل اللبناني. هذا النفوذ العسكري والسياسي يعزز قدرة إيران على تحدي خصومها، ويجعل إضعافه تحدياً يكاد يكون مستحيلاً. على الرغم من الهجمات الإسرائيلية المستمرة لاستهداف قادة الحرس الثوري وتدمير مخازن الأسلحة، كان تأثير هذه الضربات في الغالب تكتيكياً ومؤقتاً. إيران أثبتت قدرتها على امتصاص هذه الضربات وتكييف استراتيجياتها للحفاظ على مكاسبها، مما يعني أن الضربات الإسرائيلية قد أعاقت وتيرة التوسع الإيراني، لكنها لم توقفه بشكل كامل. هيكلية النفوذ الإيراني في سوريا تشمل الحرس الثوري على رأس الهيكلية في المواقع الحساسة، يليه حزب الله، ثم الميليشيات المتحالفة، وأخيراً وحدات من الجيش السوري مثل الفرقة الرابعة. هذا التوزيع يضمن لطهران سيطرة معقدة، تجعل من محاولات اجتثاث نفوذها تحدياً مستعصياً.
محاولات الحكومة السورية لتقليص النفوذ الإيراني عبر زيادة التعاون مع روسيا أو إسرائيل ولو بشكل غير مباشر كما ظهر في قضية لونا الشبل (على الأقل هذا ما تدعيه طهران)، بات الأسد يجد نفسه متأخراً جداً لمحاولة إعادة التوازن، بل أصبح يتعامل مع تداعيات هذه المحاولات بعدما كشفتها إيران وسارعت إلى احتوائها. النفوذ الإيراني الآن ليس مجرد حضور عسكري، بل هو شبكة معقدة من التحالفات والولاءات التي ترسّخت في مختلف المناطق السورية، مما يصعب تغييره أو التخلص منه. التقارير تشير إلى أن إيران وحزب الله قد سيطرا على مراكز صناعية عسكرية في سوريا، مما يعد جزءاً من استراتيجيتهم لتعزيز النفوذ العسكري. إسرائيل ترى هذا التوسع الإيراني تهديداً استراتيجياً لا يمكن قبوله، وهناك دعوات داخل إسرائيل لتصعيد الهجمات للقضاء على الوجود الإيراني. رغم كل هذه الجهود، يبدو أن الحكومة السورية قد تراجعت عن محاولاتها للحد من النفوذ الإيراني، مما يشير إلى عجزها أمام الضغوط الإيرانية.
في نهاية المطاف، يبدو أن الحد من النفوذ الإيراني في سوريا أصبح شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية أما السيناريوهات المستقبلية فهي تشير إلى تصعيد ميداني من قبل إسرائيل إذا استمرت إيران في تعزيز وجودها وإنتاج الأسلحة في سوريا، ما يزيد من تعقيد الوضع ويهدد بمزيد من التوترات في المنطقة.
محاولات الحكومة السورية لتقليص النفوذ الإيراني عبر زيادة التعاون مع روسيا أو إسرائيل ولو بشكل غير مباشر كما ظهر في قضية لونا الشبل (على الأقل هذا ما تدعيه طهران)، بات الأسد يجد نفسه متأخراً جداً لمحاولة إعادة التوازن، بل أصبح يتعامل مع تداعيات هذه المحاولات بعدما كشفتها إيران وسارعت إلى احتوائها. النفوذ الإيراني الآن ليس مجرد حضور عسكري، بل هو شبكة معقدة من التحالفات والولاءات التي ترسّخت في مختلف المناطق السورية، مما يصعب تغييره أو التخلص منه. التقارير تشير إلى أن إيران وحزب الله قد سيطرا على مراكز صناعية عسكرية في سوريا، مما يعد جزءاً من استراتيجيتهم لتعزيز النفوذ العسكري. إسرائيل ترى هذا التوسع الإيراني تهديداً استراتيجياً لا يمكن قبوله، وهناك دعوات داخل إسرائيل لتصعيد الهجمات للقضاء على الوجود الإيراني. رغم كل هذه الجهود، يبدو أن الحكومة السورية قد تراجعت عن محاولاتها للحد من النفوذ الإيراني، مما يشير إلى عجزها أمام الضغوط الإيرانية.
في نهاية المطاف، يبدو أن الحد من النفوذ الإيراني في سوريا أصبح شبه مستحيل في ظل الظروف الحالية أما السيناريوهات المستقبلية فهي تشير إلى تصعيد ميداني من قبل إسرائيل إذا استمرت إيران في تعزيز وجودها وإنتاج الأسلحة في سوريا، ما يزيد من تعقيد الوضع ويهدد بمزيد من التوترات في المنطقة.